|
|
دمشق وقال الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث القطري في كلمة الافتتاح: يسعدني ويشرفني أن أكون في عاصمة العرب الكبرى دمشق مضيفا ان للتاريخ العربي رموزه الخالدة التي خلدت فينا شرف الانتماء والاصرار على استعادة حقنا في النهضة وبقدر ما أتت هذه الرموز من أفعال عظيمة تتالق هذه الرمزية في ذاكرة الامة.. ولان تاريخية صلاح الدين الايوبي ارتبطت بتحرير القدس كثيرا ما نستحضر صورة هذا القائد لاستنهاض الامل بحتمية تحرير القدس من براثن الاحتلال الاسرائيلي البغيض.
وأضاف الوزير القطري انه انطلاقا من هذا الاحساس السوري القطري المشترك تأتي استعادة صلاح الدين بصفته رمزية بالغة الدلالة في زمن نحن أحوج ما نكون فيه الى مقاربة هذه الدلالات. وقال الكواري: إن الشعبين الشقيقين في سورية وقطر ينظران باعتزاز الى مكانة العلاقة المتينة التي تربط بينهما وبين قائدي البلدين الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والسيد الرئيس بشار الأسد والتي تنعكس في المجالات الثقافية. وقال اننا نشعر بسعادة غامرة أن يكون صلاح الدين ثمرة التفاعل الثقافي بين بلدينا في انتاج مشترك نشهد اليوم عرضه في دمشق احتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية 2009 وليعرض في الدوحة كعاصمة للثقافة العربية عام 2010 وذلك استمرارا لتخليد القدس واعتبارها عاصمة أبدية للثقافة العربية وخاصة أن القدس تتعرض اليوم لهجمة شرسة للقضاء على عروبتها واسلاميتها. وخلص الوزير القطري الى القول اننا مطالبون بأن نعيد للقدس مكانتها واذا كنا سعداء بهذا العمل المشترك فاننا لا ننظر اليه الا كبداية لتعاون شامل لما فيه مصلحة الثقافة العربية. وتحدث الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة في كلمته عن هذا العمل الفني الكبير الذي يشكل انجازا مشتركا بين وزارة الثقافة في سورية ووزارة الثقافة في دولة قطر الشقيقة والذي يعكس عمق العلاقات الوطيدة بين شعبينا في البلدين مضيفا ان مهمتنا أن نعبر بالثقافة والفنون عن هذا الوجدان المشترك الذي يجمع لا أقول بين البلدين وحدهما انما هو في الحقيقة يجمع الامة كلها وانتقاؤنا لصلاح الدين كموضوع فني ليس مجرد عمل عابر. وأكد أن بقاء القدس في الوجدان هو الضمانة الكبرى لعودتها فالوجدان هو المكان الامن الذي لا تستطيع دبابات العدو ولا طائراته أن تدمره. وأهدى وزير الثقافة هذا العمل الى أهلنا في القدس المحتلة وهم يذودون عن الامة كلها في الحفاظ على هويتها العربية مضيفا ان العرب كانوا دائما رمزا للسلام والوئام والعيش المشترك بين الاديان موضحا ان اسرائيل تسعى لتهويد القدس ولا تقبل الديانات السماوية الاخرى. وأكد أن القدس ستعود وان طال الزمن فحسبنا أن نتذكر أنها بقيت تحت الاحتلال 100 عام ثم عادت وستعود ما دمنا جيلا بعد جيل نسلم الامانة ونستلم الراية ونستلهم صلاح الدين. حضر حفل الافتتاح المهندس نادر البني وزير الري والدكتور غياث بركات وزير التعليم العالي والدكتور سفيان علاو وزير النفط والثروة المعدنية والدكتور محسن بلال وزير الاعلام. كما حضره عدد من أعضاء مجلس الشعب وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والاجنبي المعتمدين في دمشق وحشد من الاعلاميين والمواطنين. وكان وزير الثقافة القطري قال في تصريح للصحفيين قبل العرض : اننا نسعى لان تكون العلاقات الثقافية في مستوى العلاقات السياسية بين الشعبين الشقيقين وبين قائدي البلدين. وأشار الكواري الى أهمية العمل الذي نقدمه الان من أجل القدس التي تتعرض في هذه المرحلة لمزيد من المعاناة ومحاولة القضاء على عروبتها مضيفا ان صلاح الدين يذهب بعيدا في ضمائر العرب على اعتباره أحد محرري القدس وهذا أمل لن ينقطع أو يتوقف الى أن تعود القدس الى وضعها الطبيعي كعاصمة للعرب وكعاصمة للثقافة العربية. وقال.. كان هذا العرض الاول في دمشق لاننا ندرك أهمية دمشق في موضوع صلاح الدين وموضوع القدس وندرك دور دمشق القومي العربي المتميز باستمرار وهذا العمل المشترك مجرد بداية لان طموحنا أكبر من ذلك وطموحنا أن يستمر هذا التعاون وأن نسعى أن تكون هناك أعمال مشتركة في موضوعات مختلفة ذات علاقة بالثقافة العربية ككل. واختتم الوزير الكواري تصريحه بأن هذا العمل من الاعمال التي ستكون رئيسية في احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010 وأيضا لهذا مغزاه لا نريد للاحتفال بالقدس أن يكون متوقفا على عام 2009فقط باعتبار القدس عاصمة للثقافة العربية انما نريد أن تكون القدس باستمرار في صميم القلب في كل ما نقدمه من فعاليات ومناسبات. وفي تصريح مماثل قال الدكتور نعسان آغا : ان هذه المناسبة مهمة جدا نعلن فيها عن بدء انتاج فني مشترك بيننا وبين أشقائنا في قطر وهذا الحدث عمل فني يرسخ حضور القدس في وجداننا العربي والاسلامي والانساني وبالتالي فانه انتاج مشترك بين وزارتي الثقافة في سورية وقطر بالمشاركة مع محافظة دمشق وباحتضان دار الاوبرا السورية. وأضاف: ان صلاح الدين هو استلهام دائم في الوجدان العربي وربما يكون من دواعي سرورنا أن هذا العمل الفني المشترك سيكون بداية أعمال مشتركة كبيرة بيننا وبين أشقائنا في قطر. ويروي العمل الاستعراضي صلاح الدين قصة الناصر يوسف بن يوب منذ تسلمه مقاليد السلطة على أرض الشام ومصر عام 1157 وكيف فتحت الجيوش العربية بيت المقدس محررة اياه من الفرنجة. وتحاول هذه الفرقة أن تقارب أحوال العرب وفي مقابلهم الفرنجة مع رصد ملامح الجانبين في أوقات السلم والحرب لتكون الاحداث التاريخية بمثابة المساحة التي تبين الفرق بين صاحب الحق والمعتدى عليه وبين المتمسك بالقيم والمثل العليا ومن استغنى عنها للمصلحة. |
|
