تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


السوريون والاستحقاق الرئاسي

نافذة على حدث
الاربعاء 23-4-2014
حسين صقر

مرحلة جديدة في حياة السوريين تبدأ، يؤكدون خلالها أن جميع المحاولات التي قامت فيها بعض الأطراف الدولية بهدف تعكير صفو الأجواء والسياسية والديمقراطية في وطنهم أخفقت، وأنهم ماضون نحو الانتخابات الرئاسية بخطا وئيدة لرسم مستقبلهم واختيار قيادة لبلادهم رغم الظروف الصعبة التي مرت عليها، وسعى أعداؤها عبرها النيل من صمودهم وقدرتهم على المواجهة.

إذا فالاستحقاق الرئاسي رد كاف على ما خططوا وأعدوا من نظريات وسيناريوهات، وأن كل التنبؤات التي روجوا لها على منابرهم الإعلامية المضللة غير صحيحة، و تدل على ضعفهم ووهنهم، والحلم الذي كانوا يعيشون فيه ولا يتمنون اليقظة منه.‏

السوريون وحدهم يقررون مصيرهم.. عبارة قصيرة رددها الملايين منهم منذ بداية الأزمة في سورية، لكن أطراف المؤامرة في فرنسا وأميركا وأدواتها في تركيا وقطر والسعودية وعملائهم في الداخل، لم يقدروا على استيعاب هذه العبارة لأنها تخالف أهواءهم وتطلعاتهم في القضاء على سورية، وتحد من طموحاتهم، وتئد آمالهم في تدميرها وتسليمها مرة أخرى للاستعمار الذي جاء بحلة جديدة متخفياً بعباءة الدين والديمقراطية وحقوق الإنسان، في وقت ملَّ فيه السوريون تلك العباءة الرثة لكثرة ارتدائها من قبل الغرب وأعوانه في المنطقة، حيث لا ينقصهم الذكاء والتحليل والخبرة بأن من يريد قيادة سورية لا يأتي على الدبابات والعربات الأميركية والإسرائيلية، وعلى جماجم الشهداء والأبرياء، بل يحمل هم المواطن ويشعر به ويتنقل في طرقاته وأحيائه وشوارعه، ويعرف ماذا يحب وماذا يكره، ويتألم لألمه ويفرح لفرحه.‏

أكثر من ثلاث سنوات من محاولات التدخل الخارجي في الشؤون السورية.. اجتماعات ومؤتمرات ومعسكرات لتجنيد الإرهابيين وتوريد السلاح، لم تستطع فيه أطراف المؤامرة على سورية النيل من خيارات السوريين، ولن تستطيع.. أكثر من ثلاث سنوات ومقابر الشهداء مفتوحة لتخليد أسمائهم وصورهم وبطولاتهم كي تبقى الراية السورية خفاقة وراية الحق مرفوعة، فهل يعقل أن يحقق أعداء سورية مآربهم؟ بالتأكيد لا، لذا فانتخابات الرئاسية هي الجولة الأخيرة التي سيرد فيها السوريون على أولئك بالقول: نحن أحرار قبل أن تعرفوا معنى الحرية، ومدارس في تعليم الديمقراطية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية