|
شؤون سياسية و كان وزير الخارجية الإسرائيلية قد صرح مؤخراً أن إسرائيل تتابع الأحداث الجارية في أوكرانيا بقلق بالغ، وهي تخشى على سلامة الشعب الأوكراني، و أنه يأمل ألا تتدهور الأوضاع، و ألا يفقد أي إنسان حياته، يذكر أن تصريحات ليبرمان هذه جاءت بعد يومين من زيارة نتنياهو لواشنطن، و يقال بعد ضغوط من وزارة الخارجية الأميركية لإظهار الدعم للحكومة الجديدة في كييف في الوقت الذي امتنعت فيه الحكومة الاسرائيلية و وسائل الإعلام عن التعليق حول تنامي النازية الجديدة و القوى المعادية للسامية في أوكرانيا، و الدور الخطير الذي لعبته النازية الجديدة في الانقلاب المدعوم من الغرب، لقد قللوا أو تجاهلوا بشكل كلي حقيقة أن الولايات المتحدة الأميركية و القوى الغربية الأخرى كانت على مدى شهور تمول و تعمل مع المنظمات الفاشية مثل حزب سفوبودا و جبهة اليمين لإسقاط نظام يانوكوفيتش، هذا على الرغم من الحقيقة أن قادة سفوبودا كانوا قد أدلوا علانية بتصريحات معادية للسامية، وكذلك القوى البرلمانية اليمينية كانت ترتدي زياً على غرار هتلر، و عليه إشارة الصليب المعقوف . تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الأوكرانية غير المنتخبة برئاسة ارسينيياتسنيوك من جناح اليمين تضم ما لا يقل عن ست وزراء من حزب سفوبودا، بما في ذلك نائب رئيس الوزراء و المدعي العام ووزير الدفاع، و هذه بمثابة مكافأة لسفوبودا، ثمناً لما قامت به من توفير العديد من قوات الصدمة في الاحتجاجات التي أطاحت بيانوكوفيتش، و قد عين دميتروياروش زعيم جبهة اليمين نائباً لرئيس لجنة الأمن القومي و الدفاع، وقبل أقل من عام دعا المؤتمر اليهودي العالمي لحظر سفوبودا الذي يمجد التعاون النازي الذي سهل لمذبحة اليهود الأوكرانيين خلال الحرب العالمية الثانية، بطل سفوبودا الاوكراني القومي و الموالي لمجرم الحرب النازي ستيبانبانديرا وزعيم جيش المتمردين الأوكراني الذي ساعد النازيين في القتل الجماعي لليهود و البولنديين، مؤسس الحزب و زعيمه أوليه تياهينبوك، و قد تحدث مراراً و تكراراً عن عزمه سحق « مافيا (روسكي - يد) التي تهيمن على أوكرانيا و اعتبر أنه من المستحيل تماما غض النظر عن التهديد الذي يشكله الفاشيون الجدد و القوات المعادية للسامية، الذين كانوا يشنون هجمات على الجالية اليهودية الأوكرانية التي يبلغ عددها 200 ألف معظمهم في كييف، هذا بالإضافة إلى استهدافهم للمعابد . في 22 شباط وهو يوم الانقلاب كان الحاخام الأوكراني موشيه روفين أزمان قال مؤخرا لصحيفة معاريف الإسرائيلية «طلبت من يهود كييف مغادرة المدينة و إن كان بالإمكان مغادرة البلاد « نظراً للمخاوف من احتمال استهدافهم وسط الفوضى الجارية، و لا سيما أن بعض المحال التجارية العائدة لليهود قد تعرضت للتخريب، بينما تعرض آخرون للتهديد. وفي 25 شباط، ذكرت هآرتس أن المتظاهرين رفعوا أعلام و رموز النازية الجديدة ابتهاجاً بالانتصار ووزعوا طبعات مترجمة حديثا لكتاب كفاحي - لهتلر - و بروتوكولات حكام صهيون في ساحة الاستقلال . و كان قادة الجالية اليهودية الأوكرانية أجروا اتصالات مع وزير خارجية إسرائيل ليبرمان،المولدافي المولد، طلبوا منه العون، غير أن الحكومة الإسرائيلية لم تستجب لطلبهم، و لم تصدر بياناً، و لم تقدم حتى دعماً مالياً للمشافي التي كان يعالج فيها تسعة أوكرانيين، كانوا قد قدموا إلى إسرائيل بعد إصابتهم بجروح خطيرة خلال أعمال الشغب الأخيرة، بينما قدمت الوكالة اليهودية مبلغاً تافهاً 5 آلاف دولار . و بشكل غير عادي، شهدت زيارة نتنياهو لواشنطن لقاء جمعه بسفير إسرائيل في أوكرانيا روفين دين إل و رئيس جبهة اليمين ياروش، وبهذا تكون السفارة قد أعطت موافقتها للفاشية رسمياً، وهناك تقارير عن ضلوع إسرائيل في أعمال الشغب التي تقودها المعارضة، ووفقاً لوكالة الأنباء اليهودية (JTA ) فإن ضابطاً إسرائيلياً لعب دوراً قيادياً في التظاهرات، حيث كان قائداً لمجموعة مكونة من 40 مسلحاً أوكرانياً و خمسة إسرائيليين ممن يعرف بوحدة الخوذة الزرقاء، وذلك بتوجيه من سفوبودا، أيضا شارك في تظاهرات المعارضة أربعة من المحاربين القدامى الإسرائيليين المولودين أصلاً في أوكرانيا، ثم هاجروا إلى إسرائيل و خدموا في الجيش الإسرائيلي قبل عودتهم مرة أخرى إلى أوكرانيا. جيروزاليم بوست كانت أيضا ذكرت في كانون الماضي أن بعض اليهود الذين يعملون في منظمات دولية سيطروا على المتاريس في أوكرانيا وكانوا حقاً فعالين في تقديم الدعم و كذلك تنظيم المتاريس، الدولة الصهيونية التي أعلنت أنها تدافع عن اليهود من المعادين للسامية، الآن موالية بشكل غير مسبوق لحكومة أوروبية و لأول مرة منذ عام 1945. و هذه الحكومة متمثلة بالحزب المؤيد للنازية و المهيمن على المحاور الأساسية لسلطة معادية للسامية . إن رد إسرائيل على الأزمة الأوكرانية يشهد على حقيقة أن الطغمة الحاكمة في إسرائيل، و جلها من الطبقة الرأسمالية الفاسدة والمرتشين وتنفذ الهجمات الإجرامية ضدالفلسطينيين، وأن عشريناً من اغنى العائلات الإسرائيلية تهيمن على حوالي نصف سوق الأوراق المالية و 25 % من الشركات الكبرى و المصارف وشركات التكنولوجيا الفائقة، و هذه الأقلية الحاكمة جاءت من روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، و باعتبارها حصلت على هذه الأموال من مجال خصخصة الشركات المملوكة من قبل الدولة فهي تتحالف منذ أمد طويل مع القوى الفاشية خارج إسرائيل من أجل الدفاع عن مصالحها، وخاصة مع حركة الكتائب في لبنان خلال الحرب الأهلية 1975 - 1989، و مؤخراً لم تتورع عن دعم وتدريب والعمل مع الجماعات الاسلامية المتطرفة الممولة من السعودية وقطر وتركيا والسي اي إيه، في محاولة لإسقاط الحكومة السورية، وفي الداخل فإن الهوة بين الفقراء والاغنياء تتنامى نظراً للسياسات الاقتصادية المتبعة من قبل حكومات اليمين، بالإضافة إلى إقصاء اليسار واسرائيل تعتمد بشكل متزايد على المستوطنين اليمينيين. هذه التطورات تكشف عن الدورالذي تلعبه الصهيونية في مجريات الأحداث الدائرة في العالم وما يسمى بثورات الربيع العربي وتحالفها مع الجماعات الإرهابية والنازيين الجدد المعادين للسامية. |
|