|
صفحة أولى وتدرك – ولابد – أنها بتوجهها إلى إجراء الانتخابات الرئاسية تقدم جواباً سابقاً ولاحقاً لمطب آخر وضع أمامها. هل سأل أحد الحريصين على أجواء مناسبة لإجراء الانتخابات نفسه : ما البديل من انتخاب رئيس للجمهورية؟... ما هو...؟ الظرف غير سهل لانتخاب الرئيس العتيد. لكنه ممكن بشروط صعبة. ولا يستطيع البلد بظروفه القاهرة هذه أن ينتظر الذين يصرون على رفض أي محاولة من قبلهم للمشاركة منذ كان العمل على وضع الدستور الجديد. فهم ما زالوا يبحثون عن الجواب عن سؤال: من هم؟ طبعاً أنا لا أعني أبداً نفي وجود معارضة كان يمكنها أن تلعب دوراً أهم بكثير في التغيير الديمقراطي المنشود، لكنها لعبت دوراً معاكساً تماماً فانعكست النتائج المرجوة من الحراك السلمي السوري بحثاً عن التغيير. كل ما دار بذهن معظم المعارضات ولاسيما الفندقية منها، المقيمة على أرصفة العالم أن سورية ستجدد أحداث ليبيا. على ذلك راهنت وعليه أيضاً راهن داعموها بالمال والاعلام والسلاح فيما بعد، من الخليج والأتراك. هكذا راهن الغرب على معلومات حلفائه ضد سورية في الخليج وتركيا الذين راهنوا على هشاشة النظام السوري المفترضة وسرعة اسقاطه... وراهنت المعارضات، المسلحة خصوصاً، على التدخل العسكري للغرب. كل يراهن على الآخر... والهدف واحد... الذهاب بسورية إلى حالة الدولة الفاشلة!! كما حصل في الصومال مثلاً. لكن تطورات الوضع في سورية رسمت خريطة أخرى ومعطيات جديدة. إذ استطاعت الدولة «الحكومة» أن تحمي وجودها كدولة رغم الكوارث والمآسي التي ألمت بها، ورغم وجود مواقع عديدة يسيطر عليها مسلحون وما زالت تدير مؤسساتها وتدفع رواتب موظفيها وتؤمن صناعة الماء والكهرباء والغذاء والدواء إلى حد كبير وتوزعه على كامل مساحة القطر رغم العدوان المستمر... وأهم من ذلك كله مازالت تقود جيشاً استطاع أن يقلب جانباً مهما من معادلة الصراع لمصلحة الدولة، وهو مستمر في مهمته بكفاءة لافتة. هل هناك بد من استمرار وجود قيادة قادرة على إدارة هذه الدولة المثخنة بالجراح..... من؟ وكيف؟ في ظل ذلك لا يبدو التدخل الغربي المرفوض كلياً بهذا الشأن إلا نفاقاً يخدم سعيهم لسورية الدولة الفاشلة. يتحدثون عن الوضع الأمني وكأنهم ليسوا هم الذين أوصلوه إلى هنا... وليسوا هم الذين رفضوا دائماً محاولات البحث عن المخرج السياسي السلمي للأزمة.. وبينهم بان كي مون وتابعه الإبراهيمي الذي مازال ينعى المهمة التي أوكلت إليه بهذا الصدد!!. الحكومة السورية تدرك أي نصر - أوفلات من خسارة على الأقل- ستحرزه بإجراء الانتخاب الرئاسي... وبالتالي لا معنى لهذه الهستريا من قبل من ناصبوها العداء دائماً. As abboud@gmail.com |
|