تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


طاقية الإخفاء..!!

رؤيـة
الاثنين 3-11-2014
 سعاد زاهر

ليتها وجدت.. ليت أحد المبتكرين المعاصرين يخترع لنا فعلا طاقية الإخفاء.. لاشتريتها كلها.. بألوانها، بنقوشها.. كعادتي حين كنت أعجب بشيء ما واشتري دستة منه، قد لاأستعملها.. أبدا.. ليأتي غيري ويستولي عليها كما حدث معي خلال حربنا الخبيثة..

لا أحد سيستولي على الطواقي التي أحلم بارتدائها منذ بداية الحرب.. فطاقية الإخفاء حالها كحالنا مجرد خيال، تحرك في لحظة احتياج لحلم مفقود، حين لانجد في الواقع متسعا لما يختلج في أعماقنا.. وتهلع منه!‏

لو.. كلمة تبدو ممتلئة بالمآسي حاليا.. تجرنا إلى حالة من اليأس.. خاصة حين نكثر منها، وفي لحظة نقاش أو حلم يجرك احدهم إلى الواقع لتكتشف عبثية ما تفكر بها..‏

كثر منا لو أنهم يملكونها لهرعوا إلى منازلهم يسترقون النظر إلى أشيائهم المتبقية..، أنا كنت سأسترق النظر بحذر شديد..‏

ترى من الذي مكث بدلا منا.. من يطوف في غرفنا التي استغرقت دهرا بأكمله.. للانتهاء منها.. لهرعنا إلى أوراقنا.. وحتى تلك القصاصات الصغيرة التي رفضنا دوما التخلص منها.. كنت كنا ننظر اليها يجتاحنا الحنين لزمن مضى ونشعر وكأنها تتطلع الينا بعمق مريب.. كلما فكرنا برميها حتى لو مرت عليها عشرات السنين دون استخدامها نشعر وكاننا نرمي قطعة مني.. ترى هل رموها؟‏

هل أحرقوها؟‏

هل مزقوها؟‏

وكيف استقبلت أن يدا غير أيدينا امتدت إليها ؟‏

كيف شعرت؟‏

كثر منا نحن الذين بتنا بلا ذكريات.. ننسى دهرا ماحدث لنا.. وحين نعود تنساب الذكريات دافقة.. كثر منا يتمنون لو أنهم امتلكوا طاقية الإخفاء.. ليعرفوا من الذي غدر بنا، ولأي سبب؟‏

من الذي فتح أبوابنا عنوة.. واستباح كل شيء ؟‏

اليوم حين نحتاج إلى أي صورة، كتاب، مقال قديم.. ورقة تثبت أننا فعلنا هذا يوما.. أو عشنا هذا الحدث يوما.. أو أن لنا ماض كل ذكرى فيه حياة كاملة تمسكنا بها.. اختفى كله بقفل خلع على غفلة دون أن يدرك سارقوه.. سوى أن بانتظارهم بيتا يمتلئ بالمكاسب.. لاحياة آخرين استبيحت بهمجية لاسابق لها..!!‏

soadzz@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية