|
مجتمع المتأخرون نمائياً في طرطوس .... منذ الساعات الأولى لولادة الطفل تكون لرعايته خصوصية فائقة إلى أن يحبوخطواته الدافئة على دروب شاء القدر في بعض منها أن تكون شاقة إما لمرض أولإعاقة تخطف الفرح من قلوب الأهل لترتسم أمامهم دروبا يرى بعضهم أنهاعسيرة فيما يجد فيها البعض الآخر الأمل بحياة أقرب ما تكون طبيعية لأطفالهم. ولادة المركز : تتحدث الدكتورة ريم حرفوش المشرفة العامة على برامج ومراكز الإعاقة التابعة لمديرية صحة طرطوس عن الخطوات التأسيسية للمركز و التي عبَدت الطريق للعديد من الأمهات اللواتي لم يجدن من يشعر بوجعهن ومعاناتهن . فتقول :« إذا أردنا أن نبدأ من التسمية فلها مدلولها الخاص ,أنا الأم وطفلي وحدنا في حكاية وجع طويلة صعب على مجتمع أن يتقبلها ويتفهمها ويتعايش معها . حكاية الوجع التي كانت ترافق دموع أم لم تجد له سندا باتت تتحول من حلم إلى واقع لكن اليوم المركز هو سند لها ولطفلها . انطلقت فكرة المركز من وجود مركز ناجح شبيه بالسويداء ,تم أخذ الموافقة من مديرية الصحة بطرطوس بالتنسيق معمؤسسة «رضا سعيد» للتنمية. تلا ذلك إجراء الفحوصات الأولية للكادرالتمريضي والبدء بالبرنامج التدريبي والتدريب النظري والعملي لمدة ستة شهور ومتابعة ميدانية لسنة وأكثر .تم افتتاح المركز في حزيران 2008 بإدارة الدكتورة ريم حرفوش وعدد زائرات « البورتيج» 14. وللتوضيح فإن «البورتيج»هو مشروع تعليمي للأطفال المتأخرين نمائيا من سن الميلاد حتى الست سنوات.يستهدف أولئك الأطفال من الدرجتين البسيطة والمتوسطة وأسرهم ويستثني المشكلات الحسية والسمعية والبصرية والمشكلات الشديدة . يعمل «البورتيج» على تدريب الأسرة كيفية التعامل مع الطفل لتقليل الفروق بينه وبين أقرانه بهدف دمجه في رياض الأطفال ليكون لاحقا فردا فعالا في المجتمع ويركز البرنامج على استثمار نقاط القوة عند الطفل لتدعيم نقاط التأخر وفق خطط تعليمية. وفيما يتعلق ببداية الخطوات في المركز توضِح د.ريم أنها لم تكن سهلة كما أن إقناع الآخرين بوجودنا وبجدوى البرنامج التدريبي كان أمرا يحتاج للكثير من العمل الدؤوب والمجهود الكبير لإثباتالمصداقية ..وما خطوات النجاح المتتالية التي استطاع المركز العمل عليها إلا دليل ثقة الأهالي بوجود أشخاص داعمين لأطفالهم . حيث شمل المركز في بدايته على غرف «البورتيج «وصف الروضة وغرفة الانتباه ومن ثم قسم النفسي الحركي ،وقسم تعديل السلوك ثم بدأ المركز لاحقاّ بالتوسع مع تدريب أطفال الإعاقة الحركية في جمعية المجد وازدياد عددهم . تلك الخطوات المتلاحقة بدأت تفرض واقعا جديدا بالتوسع . فتم افتتاح القسم الثاني من المركز وإضافة الأقسام الأخرى . ومع تزايد أعداد الأطفال في الريف المسجلين فيه تم افتتاح مركزين جديدين في بانياس والشيخ بدر. ونبحث حاليا خطة لبحث إمكانية افتتاح مركز في صافيتا ولاحقا في المناطق الأخرى . إلى جانب ذلك عملنا على تثبيت التشاركية مع الشؤون الاجتماعية بالأخص مع الرياض الخاص ورياض الاتحاد النسائي ورياض التربية والتنسيق مع مديرية التربية لتسهيل مهمة الزائرات في متابعة الأطفال الذين تم تأهيلهم داخل الرياض من أجل الدمج لاحقا . وهناك خطة عمل استراتيجية الهدف منها تأهيل كامل الرياض التابعة للتربية وفق معايير وزارة التربية . الجدير ذكره أن عدد الأطفال المسجلين في مركز «أنا وطفلي « منذ افتتاحه كالتالي : 1112 في طرطوس وفي مركز بانياس 221 أما في مركز الشيخ بدر 151. لكن عدد الأطفال الملتزمين فعليا لعام 2014 في مركز طرطوس حوالي 350 وفي بانياس 102وفي الشيخ بدر172 . أما عدد أطفال المدارس المؤهلين 6 في طرطوس و6 في بانياس كما أن عدد أطفال الرياض 35 في طرطوس و21 في بانياس و14 في الشيخ بدر . الخطوة اللاحقة المشروع الأساسي الذي نعمل عليه منذ عدة شهور لرفد المركز بفروعه الثلاثة وحتى كل المؤسسات المعنية بأمور الإعاقة في طرطوس بشكل عام بكوادر جديدة هو التنسيق مع الكليات المعنية بأمور الإعاقة في جامعة تشرين ووضع خطة عمل من أجل تبادل الخبرات وتحويل المركز لمركز تدريبي لطلاب السنوات الأخيرة ليقوموا بإجراء حلقات البحث الخاصة بالأطفال المعاقين واحتياجاتهم بما يناسب مناهجهم العلمية .. وكذلك طلاب الماجستير والدكتوراه ومتابعة الأنشطة العلمية ذات الصلة وتبادل الخبرات والبرامج التدريبية .. وهذه الخطة موضوعة منذ مايقارب العام من قبل الإشراف ولكن ظروف الأزمة حالت دون التطبيق تتابع الدكتورة حرفوش :ومنذ عدة شهور وبناء على رغبة كل الكليات المعنية تم عقد عدة اجتماعات في جامعة تشرين لوضع الخطوط الأساسية لهذا المشروع الذي نتمنى قريبا أن يرى النور الجدير بالذكر أن ذلك التنسيق يتم بناء على موافقة السيد محافظ طرطوس رقم 1532بتاريخ 30-5-2013وعلى كتاب رقم 2-ص بتاريخ 21-5-2013المتضمن خطة عمل لضمان حق أطفال مركز «أنا وطفلي « بكل فروعه التابعة لمديرية الصحة في الحياة والتعليم. المركز وفروعه الثلاث وفيما يتعلق بمركز طرطوس وآلية التواصل مع أهالي الأطفال والصعوبات التي تواجه العمل ,أوضحت السيدة رغداء حسين مديرة المركز أن أساس العمل يعتمد على المجالات الحركية الإدراكية والاتصالية والاجتماعية مع التركيز على المساعدة الذاتية التي تخص الطفل حسب عمره ودرجة إعاقته . يتم استقبال الطفل من عمر الولادة حتى الست سنوات للإعاقات البسيطة والمتوسطة بعد ذلك يتم العمل مع الوالدة حصرا وتدريبها على كيفية التعاطي معه في المنزل بكافة المجالات .ثم تجرى اختبارات في لجنة تقييم حالة الطفل من كافة الاختصاصات (نطق ,لغة ,توحد ,معالجة فيزيائية ,البورتيج ) .يلي ذلك تحديد درجة الإعاقة لديه ونوعها والخدمات اللازمة له في المركز مع وضع خطة تربوية فردية وفق برنامج «البورتيج «. تتابع السيدة رغداء قائلة :يتم تأهيل الطفل ضمن المركز حتى يصبح يدخل الروضة وفق منهاج وضع من قبل مدرسات الروضة إلى أن يدمج في رياض التربية وهناك تكون متابعة مستمر وفق برامج تتابعها معلمة الروضة ومعلمة «البورتيج « ومن ثم يتم تحويله إلى مدارس دامجة تتوفر فيها غرف مصادر تهتم بالطفل المتأخر نمائيا . وفي معرض حديثها ركزت السيدة رغداء على الحاجة لافتتاح مركز خاص للتوحد وتأهيل كادر تدريبي كامل لأن برامج التأهيل مختلفة خاصة وأن عدد أطفال التوحد في ازدياد .أما الدكتورة أميرة سلامة مديرة مركز بانياس فقد أشارت إلى أن حالات التحسن التي لمسها الأهالي الذين راجعوا المركز شجعتهم على الاستمرار في متابعة حالات أطفالهم على اختلافها , وعلى الأخص فيما يتعلق بموضوع العلاج الفيزيائي . كما أننا نقوم بجولات على الحضانة وإرشاد الأهل وتوعيتهم إلى أهمية وضرورة مراجعة المركز الذي يلقون فيه كل الترحيب والاهتمام والتعاون كما أن المركز يستقبل أطفال الوافدين والذين تكثر لديهم حالات تعديل السلوك نتيجة ظروف الحرب . من جهتها ركزت السيدة سلاف أحمد مديرة مركز الشيخ بدر على الخدمات التي يقدمها المركز للأطفال المتأخرين نمائيا وحالات التجاوب التي تسجل لصالح الأطفال ومستقبلهم بالتعاون مع الأهالي الذين استطاع المركز بكوادره أن يتواصل معهم بشكل أو بآخر وينجح في إقناع البعض منهم لمتابعة حالة أبنائهم التي يعمل عليها المركز .مضيفة أن المركز مثله مثل باقي المراكز ينظم أنشطة ترفيهية للطفل وأسرته . |
|