تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الدور التركي وأوهام السلطنة

إضاءات
الإثنين 3-11-2014
د.خلف علي المفتاح

يزداد الموقف التركي عدوانية وصلفا ضد الشعب السوري وسيادته وأمنه واستقراره وتمثل ذلك بإدخال عشرات الارهابيين والمرتزقة ممن يأتمرون بأوامرها بالدخول الى اراضي الجمهورية العربية السورية

وانتهاك سيادتها وتدنيس حرمة اراضيها بهدف الاستمرار في سفك دماء السوريين وتوسيع دائرة القتل والارهاب دونما احترام للشرعية الدولية وقواعد حسن الجوار التي يستدعيها ميثاق الامم المتحدة وقرارات مجلس الامن ذات العلاقة بمكافحة الارهاب والتضييق على الارهابيين حركة وتمويلا وتسليحا .‏

ان انخراط الحكومة التركية في الحرب الارهابية التي تشن على الشعب السوري ليس أمرا جديدا بل تزامن مع بداية الاحداث التي شهدتها سورية حيث مثلت الحكومة التركية لسان حال ما سمي المعارضة الخارجية وكانت بلد المنشأ والولادة لتلك المعارضة المصنعه حسب المواصفات التركية والاميركية والخليجية وبما يخدم اجندتها في المنطقة ويصب بالنتيجة في خدمة الكيان الصهيوني وقوى الغرب الاستعماري .‏

لقد شكلت حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب اردوغان رأس حربة لضرب سورية والعدوان على شعبها ونهب ثرواتها وجعلها مسرحا للارهاب الدولي وهذا كله يأتي في سياق اوهام تراود مخيلة بعض الساسة الاتراك المسكونين بحلم عودة السلطنة العثمانية التي سقطت قبل حوالي مائة عام بعد ان جثم الاتراك على صدور العرب قرابة الاربعمائة عام تحت راية الاسلام وبذريعته وانتهت بتمزق الدول العربية التي كانت تحت راية السلطنة بفعل سايكس بيكو الذي وجد الدول العربية جثةَ هامدة لاحراك فيها بفعل عوامل التخلف والجهل وسياسة التتريك التي انتهجها السلاجقة العثمانيون ما جعل الدول العربية لقمة سائغة لدول الغرب الاستعماري .‏

ان عودة الدور التركي الى واجهة الاحداث في المشهد السياسي الذي يلف المنطقة ما هو الا استمرار للعبة تبادل الادوار بين الشركاء في تلك الجريمه التي ترتكب بحق ابناء شعوب المنطقة وبمشاركة من بعض حكوماتها وابنائها الذين لا يدركون حقيقة ما سينتهي اليه الفصل الاخير من تلك اللعبة المسرحية المعدة باتقان في مطابخ الغرب الاستعماري ودوائر استخباراته ومراكز القرار فيه التي وجدت في العامل الديني والمذهبي المفتاح السحري الذي يجعلها تلج بوابات المنطقة التي اغلقت في وجهها بفعل صمود ابناء شعبنا العربي السوري ومحور المقاومة الذي شكل الصخرة التي تحطمت عليها احلامهم الاستعمارية ومشاريعهم الهادفة لاعادة عجلة التاريخ الى الوراء تحت عناوين قديمة جديدة لا يخفى على ذي بصيرة كذبها وخداعها .‏

ان الاوهام والاحلام العثمانية الاردوغانية الاخوانية لن يكون مصيرها الا السقوط المدوي تحت ضربات ابطال قواتنا المسلحة الباسلة ومقاومتنا الشعبية وصمود ابناء شعبنا وتضحياته وصلابة ارادتنا السياسية وما التسلل المخادع والجبان الذي قامت به مجموعات ارهابية الى مدينة عين العرب التي هي قطعة من التراب السوري وابناؤها من نسيجه الوطني الا دليل اضافي على حجم تورط الحكومة التركية ومشاركتها الفعلية في الحرب الارهابية التي تشن على شعبنا وابناء المنطقة على وجه العموم والتي يدرك القاصي والداني ان مصير هكذا استفزازات واعتداءات لن يكون الا السقوط المدوي والفشل الذريع والخيبة والخذلان ؟‏

khalaf.almuftah@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية