تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ما وراء القصد

معاً على الطريق
الإثنين 3-11-2014
أنيسة عبود

يقصدونك ..

لماذا لا ترد أيها الريح‏

تسألك الروح أين المستقر وأين المسير ؟‏

متى ينجلي الأسى‏

( ألا انجل أيها الليل الطويل )‏

....................‏

يقصدونك‏

أيها الغيم ..هل بعض مطرك دم‏

وبعض لونك دم‏

وبعض بعضك تراب‏

نامت البلوى على البلوى , واستيقظ على نحيبها الخراب‏

لا عين الزمان بكت‏

ولا طالت يد الأولياء لغز الخطاب‏

رؤوس كما الورد يقطفها السيف‏

وسيف كما البلاء يزرع بلواه على الأرض والسماء‏

..........................‏

يا بيت الكلام‏

أغلق بابك ..لا معنى لهذا البياض‏

لا النقط تنام على وسائدها ولا الحروف تسري في المنام‏

تكدس القهر كما فستق العبيد في جيوبنا‏

فأغلق نوافذك أيها البياض‏

لا جدوى من نعيق الحبر, صليل القهر أعلى ..وهديل الموت أعلى‏

فاحترس من الصمت ونم في الصراخ‏

.........................‏

طيوف الخلاص بعيدة لن تقرع بابك هذا المساء‏

كأنك لا تقرأ الإشارات‏

ولا تعرف كيف تستعيد دروس الزمان‏

كأن جحافل السواطير لم تنم على فراش الذاكرة‏

ولم تمر بك الأيام ( كلمى جريحة )‏

هي سيرتنا الأولى‏

هي دماء تجري من ( كربلاء ) إلى الشام‏

إلى صفّين , إلى عباءة المعمداني الحزين‏

هي سيرتنا الأولى تتقصد الحضور بين الدم والدم‏

هاك طفل يحمل يد أمه وينام‏

وهاك شيخ يعبّ ذاكرة العنب والسهام‏

سهم يذكر اسم الله ويقطع‏

وسهم يصلي ويركع‏

سهام تتكسر وسهام تصيب زجاج السماء‏

هي سيرتنا الأولى .تذكر ..من حرب البسوس إلى داحس حتى أطفال حمص الأبرياء‏

تذكر سفاح أنقرة .والعثماني الجديد‏

غاز الخردل ..والدبّاحات الباحثات عن نكاح الجهاد وقلب الفتى بين أسنان إبليس‏

يقصدونك ..‏

تذكر أيها السوري ..أنت لست مجرد دفتر‏

أنت امة بحالها أنت البهاء الجليل‏

....................................‏

يقصدونك ..قم من تحت الرماد ..‏

داهمك الوغى ..والوغى لك , لا تنحن‏

قم . ترجل عن صهوة الخراب‏

أيها الأوغاريتي ارتد سيف بعل واحتذ الصاعقة‏

احمل القناديل الرحيمة , بحاجة للضوء نحن‏

الريح عاتية . (وكلاب الحوأب ) تنبح ( وعبدالله الصغير ما زال يبكي أندلسه‏

لا تضيعها ..أندلسنا ..‏

أنت بعل الذي يزرع السلام والحرف ويعرف كيف يلمّ دم العاصفة‏

......................‏

يقصدونك .. أيتها السورية ..‏

أنت التي تحزمين المجرات وتحرثين النجوم‏

أنت التي تربط الأقمار في زنارها‏

وتطلق في غياهب الرجاء أولادها‏

كي - يعيدوا قميص يوسف –‏

أو يعودوا شهداء‏

لك تنحني الأشجار ولدمه – ابنك - تسبّح السماء .‏

أنت – دجن البلاد – وتاجها العالي وصبرها البهي المضاء‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية