|
ثقافة وفي أربعينه أقامت المديرية العامة للآثار والمتاحف حفلا تأبينيا للفنان المرحوم مروان مسلماني مدير التصوير في المديرية العامة للآثار والمتاحف سابقا في القاعة الشامية بالمتحف الوطني بدمشق.
وقال الدكتور علي القيم معاون وزيرة الثقافة في لقائه للثورة أن الفنان الضوئي مسلماني أثرى الحياة الثقافية والفنية في سورية منذ أكثر من نصف قرن، وقدم الكثير من المعارض والإنجازات وقام برصد حركة الكشف الأثري من خلال متابعته لمكتشفات المواقع والأوابد وتصويره لروائع الفن فهو فنان واع لرسالته ومدرك مدى أهمية توثيق الآثار والكتابة عنها وجمعها في كتب. وقد ساهم في العديد من المعارض والفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية التي أقامتها وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار والمتاحف منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى وقت متأخر، إضافة إلى ذلك قام بعملية تجسيد هذه الآثار من خلال نماذج مصغرة لتقدم كهدايا لعشاق الفن والحضارة وللسياح ولزوار المتاحف، لذلك نحن نحتفي به وبذكرى أربعين رحيله ونقول له سوف تبقى خالداَ شامخاَ بأفعالك وإنجازاتك الكثيرة. صدق إحساس وروعة صنعة... وأكد الدكتور مأمون عبد الكريم مدير المديرية العامة للآثار والمتاحف إلى أن مسلماني أفنى عمره في خدمة التراث والآثار والعمل الآثاري إضافة لما يمتلكه من حس إبداعي خلال ممارسته لمهنة التصوير الضوئي حيث ترك أرشيفا يغص بآلاف الصور الاحترافية عالية القيمة الفنية والدلالية وكان الشغل الشاغل له سورية بما احتوت عليه من آثار ومناظر طبيعية وعمارة فنية وحرف يدوية وتراث شعبي. وأضاف.. إن مسلماني لم ينس من خلال عمله التطرق لعالم الإنسان الشعبي وضحكات الطفولة البريئة والانسياب وراء الشعر والجمال إضافة إلى احترافه النحت والرسم وتأليف الكتب المختصة بفن الصورة الحاكية التي أذهلت السائحين. موهبة بالفطرة.. وفي كلمة اصدقاء الفقيد قال الدكتور محمد خالد حمودة إن مسلماني رائد من أعلام القرن العشرين في فن التصوير الضوئي الذي لم يكن معروفا آنذاك في بلادنا إلا لدى بعض النخبة لذلك اتجه فضوله وهو طفل إلى هذا النوع من الفن سريعا.. لقد سيطر على تفكيره وأصبح هواية غالية عنده فأعرض من أجله عن الألعاب وتنامت معه هذه الموهبة إلى أن أخذته يد المنون. وتابع حمودة: أن مسلماني سافر خارج القطر أكثر من مرة ليلتقط الجماليات الإبداعية التي تعتبر غريبة في العالم وتشكل إضافة إلى جمالها الفني حالات إنسانية حيث أن هذا الفنان المبدع تحول إلى مرحلة الدمج بين الإحساس الفني ودراسة اللقطة وكادرها ومحيطها قبل التقاطها. ملك الأبيض والأسود.. وقد وصفه مدير التنقيب والدراسات الأثرية في كلمة المديرية العامة للآثار والمتاحف أحمد طرقجي بالفنان العصامي واستحق بجدارة وسام الاستحقاق السوري من قلوب كل من عاصره وعمل معه واحبه قبل أن يناله بشكل رسمي فهو رائد من رواد التصوير الضوئي وملك الأبيض والأسود بلا منازع في جيل الرواد وهو ذاكرة المديرية العامة للآثار والمتاحف خلال رحلة عمره وفنه الذي أفنى عمره مخلصا له ومتواضعا وكريما ومبتعدا عن الأضواء. وفي حديثه للثورة قال المهندس عدنان مسلماني شقيق الفنان عرف عنه رهافة الحس وقد تعاطى التصوير الضوئي في وقت لم يكن هذا الفن معروفاً بعد وأبدع في هذا المجال وخصوصاً فيمتا يتعلق بالآثار لأنه كان يعمل في المتاحف فنقل الكثير من آثارنا السورية بلوحات فنية رائعة إلى العالم الخارجي ووثقها بكتب لخدمة بلاده. واضع أسس التصوير الضوئي.. وقد وصفه الدكتور حيدر يازجي رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين بالنسمة فقد عاش بهدوء وغادر الحياة بهدوء، وقد استطاع أن يعطي للصورة الفوتوغرافية رونقاً وإبداعاً وأظهر جمالية العمل والمنحوتة فكانت رؤيته رؤية فنان مبدع حساس، وقد أرسى بفنه قواعد وأسس التصوير الضوئي وأرشف أعماله لتكون مرجعاً للباحثين والدارسين، ووفاته شكلت بحق خسارة كبيرة للفن وجميع الكلمات تصغر أمام عطائه. مرجع للطلاب والدارسين وقد بين الدكتور بسام جاموس مستشار وزيرة الثقافة لشؤون الآثار والتراث أن الفقيد يشكل مرجعية لطلاب الدارسات العليا في رسائلهم العلمية لما يملكه من أرشيف كبير للآثار السورية خصوصاً المواقع الأثرية بدءا من الحسكة وصولا إلى درعا وهناك «كتالوكات» خاصة بالقلاع السورية والمسارح ومواقع ماري وإيبلا، وأبدع بتحضير لوحات شهيرة جداً عن المواقع الأثرية السورية شاركت في المعارض الدولية وخصوصاً في» ألمانيا وفرنسا» وجميع أصقاع المراكز العلمية والمتاحف العالمية. يذكر أن الفنان الراحل ولد في دمشق عام 1935 وعمل في المديرية العامة للآثار والمتاحف منذ عام 1958 حتى عام 1995 وكان مديراً لقسم التصوير والأرشيف السوري.. نال وسام الاستحقاق السوري عام 1982 عمل مرافقاً لعدة بعثات أثرية وساهم بتصوير المكتشفات الأثرية وهو من المؤسسين الأوائل لنادي فن التصوير الفوتوغرافي وهو أول نقيب للفنانين الضوئيين في سورية درس مادة التصوير الفوتوغرافي لطلاب قسم الصحافة جامعة دمشق وكرمته محافظة دمشق لكتابه المهم البيوت الدمشقية كما كرمه نادي فن التصوير الضوئي في المعرض السنوي الثاني والثلاثين لنادي فن التصوير الضوئي. |
|