|
ساخرة المرة الأولى كانت في مطلع شبابه، حينما كان يعمل معاوناً لسائق سيارة شحن بين دمشق وبغداد في الثلاثينيات من القرن العشرين، وفي إحدى السفرات تعرضت القافلة التي تسير سيارته ضمنها إلى عملية نهب من قبل عصابة قطاع طرق، وقتل معظم أفراد القافلة، أما الأغواني فقد انبطح على الأرض، بعد أن لطخ وجهه بدم أحد القتلى بجواره، وتظاهر بالموت.... وبهذه الحيلة نجا من الموت المحقق. ووصلت أنباء الجريمة المروعة إلى دمشق وظن أهل سلامة الأغواني أنه من ضحايا الجريمة، فبكوا عليه، وأقاموا له العزاء، وبينما كان والده وأقاربه يستقبلون المعزين به في بيت الأسرة، دخل سلامة الأغواني المنزل، فظن أن أحداً من أهله قد توفي، فأصابه الجزع، بينما أصيب والده وذووه بالذهول، وهم يرونه بينهم، وتحول مجلس العزاء إلى مجلس فرح استمر عدة أيام. المرة الثانية التي تعرض فيها الأغواني للموت كانت عام 1948 فعندما وقعت نكبة فلسطين في هذا العام، تعرضت دمشق لغارة جوية من الطائرات الاسرائيلية وسقطت القنابل في بيدر للقمح ولم تصب أحداً، فكتب الأغواني وغنى مونولوجاً سخر فيه من تلك الغارة حين قال «هالغارة يللي عملتوها ما صابت ذنب حمارة». وفي اليوم التالي لإذاعة المونولج تعرضت دمشق لغارة ثانية، تهدمت فيها بعض المنازل، وقتل وجرح عدد قليل، وظن بعض أقارب القتلى والجرحى أن تلك الغارة جاءت رداً على سلامة الأغواني، وأنه السبب في مقتل وجرح أقاربهم. فكمنوا له قرب مبنى الإذاعة في شارع بغداد، وتعرضوا له بالضرب حتى الموت، لكن بعض المارة الذين يعرفونه تدخلوا وخلصوه من أيدي المعتدين. المرة الثالثة كانت في منتصف الخمسينيات بعدما انتقل مبنى إذاعة دمشق إلى شارع النصر، فقد كان سلامة الأغواني شديد الانتقاد للتجار، كان يهاجمهم بسبب الغش والاحتكار وغلاء الأسعار. ومن مونولوجاته في ذلك الحين (على مين ومين ومين) و(ياناس مين متلي محتار) و(غلاء الأسعار)، هذه المونولوجات سببت حقد التجار عليه. حاولوا شراءه بالمال، لكنه لم يسكت، وسعوا إلى أصحاب النفوذ في الإذاعة،ولم يفلحوا أيضاً، فقام بعض التجار بإرسال عدد من أزلامهم للاعتداء عليه، ورابطوا له في سوق الحميدية وهو الطريق الذي يسلكه في أثناء عودته إلى بيته في القيمرية وانهالوا عليه بالضرب، وكادوا يقضون عليه، لولا تدخل بعض المارة الذين خلصوه من أيديهم ونقلوه إلى المشفى. |
|