|
شؤون سياسية نقول انتهى دون أن يلامس الهدف الأساسي والجوهري الذي يريده الفلسطينيون، والغزيون تحديداً وهو الأمن والاستقرار وعدم تكرار العدوان والمجازر، فمن يضمن ألا يكرر قادة الارهاب وعتاة الاجرام في الكيان الصهيوني هذه الجرائم وهذا الدمار مرات ومرات، خاصة بعد أن أفرزت صناديق الاقتراع الصهيونية أسياد الاجرام والارهاب من أمثال نتانياهو وليفني وليبرمان وغيرهم. وهل يقتصر دور الحاضرين، ونخص الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على إعادة الاعمار وتقديم الأموال دون أن يصدر موقف واضح تجاه الكيان الصهيوني يردعه عن تكرار فعلته. وهم القادرون على ذلك؟. وهل صرخة واحدة أو أكثر من المتناوبين على الحديث في شرم الشيخ بضرورة فتح المعابر كافية لأن تستجيب الحكومة الصهيونية المقبلة برئاسة نتانياهو لذلك؟. الجواب بالطبع لا، ومتى نفذت الحكومة الصهيونية قرارات الأمم المتحدة عبر ستة عقود، حتى تستجيب لمؤتمر قراراته غير ملزمة، وربما البعض ممن حضر المؤتمر شجع ويشجع اسرائيل على التمادي في عدوانيتها، سراً وعلناً، إن كان بتبريره هذا العدوان أو السكوت عليه، لأن السكوت على العدوان مشاركة فيه ولو بطريقة غير مباشرة. تفادي معظم الحاضرين الاشارة الى مكمن الألم والجرح يقلل من أهمية الحلول ويكاد يعدمها، فالحديث عن السلام وإعادة الاعمار والبناء لا يساوي شيئاً ما دام هناك طرف في الصراع لم يدخل السلام، يوماً ما، في قاموسه السياسي والأخلاقي، حيث امتهن القتل والتدمير وارتكاب المجازر منذ إنشائه، ونظرة واحدة على عدد الحروب العدوانية التي شنها والمجازر التي ارتكبها على مدى العقود الماضية تبرهن لمن لم يقتنع بعد أن هذا الكيان والسلام ضدان لا يلتقيان. المبلغ الذي جمع ليس بالقليل وبالتأكيد أهل غزة بحاجة إليه إن وجدت القنوات الصحيحة لإنفاقه، ولكن أموال الأرض كلها لا تعوض طفلاً فقد عائلته ولا تعوض رجلاً أو امرأة أو طفلاً أو شيخاً فقد عضواً من جسده نتيجة استخدام هذا الكيان لمعظم الأسلحة المحرمة دولياً، والتي لم نجد إشارة واحدة من المؤتمر تدين ذلك أو تحض الكيان الصهيوني على الالتزام بالمعاهدات الدولية. انقسم الحاضرون في موتمر شرم الشيخ الى عدة فئات، فمنهم من أتى وهو اتجاهات يريد إعادة الاعمار من أجل إعادة الاعمار وبناء ما دمرته آلة القتل الصهيونية وآلمه ما حل بالفلسطينيين وفي قطاع غزة تحديداً وتلك المناظر التي لن تستطيع الأيام والشهور والسنون محوها من الذاكرة الانسانية. ومنهم من أتى لتسجيل النقاط والتعبير عن آرائه. حتى لو كانت هذه الآراء لا تهم أهل القضية أي قطاع غزة، ومنهم من أتى لبحث مواضيع أخرى ووجدها فرصة سانحة لذلك. لا يستطيع أحد في الدنيا أن يكون وصياً على الشعب الفلسطيني الذي لم يبخل بأي ثمن في غزة لصد العدوان، فهم أدرى بكيفية إيصال هذه الأموال الى مستحقيها، وأي منحة وإعادة إعمار لقطاع غزة مشروطة ومن أجل ثمن سياسي لن تعيد شيئاً للغزاويين ولن يقبلوا بهذه الشروط، فمن صمد على العدوان ومن قاوم هذا العدوان بكل ما يملك لن تغريه أموال الدنيا كلها، ومن ثم هناك دمار أكبر من البيوت والمنازل التي هدمت وأبيدت وهو الدمار النفسي، فهل فكر الحاضرون بمعالجة هذا الدمار أقله لأطفال غزة الذين يكبر جرحهم مع كل مطلع شمس، فالحل الوحيد هو إجبار هذا الكيان على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية التي توافق العالم عليها، وتوجيه رسالة حازمة له لعدم تكرار عدوانه، وإلا سيصبح هذا المؤتمر دورياً . |
|