تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


للسلام متطلباته

حـــدث و تعــليـق
الخميس 5-3-2009م
ناصر منذر

تعهدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بالسعي لاقامة دولة فلسطينية على أساس « حل الدولتين»

وان بلادها ستعمل بهذا الاتجاه لوضع حد للصراع في الشرق الاوسط، مع تأكيدها الالتزام بماسمته المحافظة على أمن اسرائيل.‏

كلام كلينتون هذا ليس جديداً، لكنه ربما يشكل خطوة باتجاه تغيير المقاربة الاميركية للصراع العربي الاسرائيلي المتوقع ان تنتهجها ادارة الرئيس باراك أوباما في المنطقة، إلا ان جميع الادارات الاميركية السابقة كانت تطلق مثل هذه الوعود، وتعمل في المقابل لايجاد حل يكون على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني مع تشديدها بالدرجة الاولى على مايسمى أمن اسرائيل، متجاهلة المجازر اليومية التي يرتكبها الكيان الارهابي بحق الفلسطينيين العزل، وعمليات الاستيطان والتهجير القسري لآلاف السكان من منازلهم، وتتناسى في الوقت نفسه ان من يجب الحفاظ على أمنهم وحياتهم هم الفلسطينيون أصحاب الارض الحقيقيون وليس قوات الاحتلال المغتصبة.‏

ومع وصول اليمين المتطرف الى الحكم، وجنوح الشارع الاسرائيلي إلى النزعة العنصرية ضد العرب ستعرف كلينتون سريعاً ان الحكومة الاسرائيلية المقبلة وان قبلت الدخول في مفاوضات الحل النهائي تحت الضغط الاميركي والدولي فانها ستجد كسابقاتها الذرائع للقضاء على أي جهد يرمي لايجاد أي تسوية عادلة.‏

واذا كانت الادارة الاميركية الجديدة تسعى بالفعل لتحقيق السلام سواء لتحسين صورة اميركا في العالم العربي والاسلامي، أم بهدف ايجاد طرق اكثر فاعلية لتحقيق المصالح الاميركية في المنطقة، فيجب ان تعتمد بشكل اساسي على سياسة العدالة وليس القوة ، وعدم الوقوف بجانب طرف على حساب الآخر.‏

فالسلام له متطلباته واستحقاقاته، وانهاء الاحتلال والعدوان أساسي لاي عملية سلام، وبمقدور ادارة أوباما في حال امتلكت الارادة السياسية المستقلة ان تمارس الضغوط على اسرائيل لاجبارها على الانصياع لمتطلبات السلام، وهذا سيكون امتحاناً صعباً لهذه الادارة، ونجاحها سيفتح الباب لحل جميع الازمات في المنطقة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية