|
الافتتاحية من لاهاي ، وعن منصة اعتلت قامة كل العرب.. كل الأفارقة ..كل المسلمين كان المجتمع الدولي يعلن ضربته.. هنا لاهاي فأين أنتم ..؟! ومن أنتم؟ لم تحاكم افريقيا لاهاي على جريمة قتل باتريس لومومبا.. ومذابح الكونغو .. واستمرت «العدالة الاوروبية» في افريقيا عبر كل بلدانها، وصولاً الى مذابح رواندا وما بعدها.. و لاثقل على ضمير هذه العدالة .. وعلى مسافة من افريقيا، كانت كوارث العراق ولبنان وفلسطين وملحمة غزة .. هنا لاهاي .. هنا المجتمع الدولي.. العنوان قضية البشير.. فإن اقتنعنا بالعنوان.. نحن نبصم أن العصبة مازالت تكف العيون عن النظر.. إنها سيادات أوطاننا تُنتهك أيها السادة.. جردونا من الكثير.. وها هم اليوم يجردوننا من العدالة.. بصراحة معلنة تقابل بالتصفيق من بعضنا، يقولون: استمعوا أيها الصغار.. بينكم وبين الجلوس على قوس المحكمة مسافات بعيدة.. القضاء مهمة إنسانية حقوقية نبيلة، وهي ليست لكم نحن نقضي بينكم. ليس هذا بُعد الكارثة.. ماهو أبعد، أن في كل مشروع لتصدير القضاء والعدالة لنا .. هناك احتمالات لاتنتهي .. هل يرى أحد منكم ماالذي يمكن أن تحققه محكمة الجنايات الدولية تحت عنوان قضية البشير من احتمالات تقسيم السودان ؟! هل السودان وحده يهدده التقسيم..؟! هل السودان وحده تأتيه العدالة عبر البحار مليئة باحتقار كفاءاتنا وثقافتنا وتاريخنا وكل قيمة من قيمنا؟! الوضع - بتقديرنا - خطير جداً.. ولن تنفع معه الحماسة والتحدي الشعبي والهتاف الصاخب.. أكثر البلدان التي يهددها الخطر.. هي العربية تحديداً.. وأكثرها تعرضاً للخطر هو البلد الذي يعتقد أنه بمنأى عن قضية بعنوان «العدالة». المواجهة صحيحة مرحلياً بالتوجه الى مجلس الأمن واستخدام الجهد الحقوقي واستئناف قرار مدعي محكمة الجنايات الدولية.. لكن.. لن تنتهي المواجهة مالم نتلمس الخطر.. على أبواب قمة الدوحة المنتظرة يجب أن نتذكر: كل بلداننا مهددة. كل قيمنا مهددة. كل رؤوسنا لم تعد تجد من الرمال مايكفي لدفنها. لنقل لهم على الأقل إننا موجودون.. كيف..؟! نحتاج الكثير.. فلو لم نخفض الرؤوس كثيراً، لما كانت هذه العدالة المصدرة لنا، تتحدث عنا بكل احتقار في محكمة لاهاي. a-abboud@scs-net.org |
|