|
دمشق واكد الرئيس الأسد انه لابد من ان يتوصل العرب الى طريقة ادارة الخلافات بمودة وبأسلوب يبنى على المشترك بينهم الذي بحد ذاته يقلص مساحة الاختلاف وان هناك بعض القضايا الجوهرية التي لا يمكن ان يختلف العرب عليها والتي تتعلق بالحقوق العربية والمصالح العربية العليا وان العلاقات بين البلدان العربية يجب ان تبقى دائما في خدمة الشعوب العربية ومصالحها العليا وتصب في تمكين الدول العربية من القيام بواجباتها وخاصة تجاه فلسطين والعراق. كما جرى الحديث عن المصالحة الفلسطينية وعزم البلدين على دعمها ودعم المصالحة العربية لما فيه خير العرب جميعا.
وكان اللقاء بناء وايجابيا نقل فيه سمو الامير تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ودعوة منه لزيارة المملكة. حضر اللقاء السيد وليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والسيد خالد الجندار وكيل وزارة الخارجية السعودية. وكان الرئيس الأسد بعث رسالة شفوية الى خادم الحرمين الشريفين في الرابع والعشرين من الشهر الماضي نقلها الوزير المعلم تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات على الساحة العربية. كما تلقى الرئيس الأسد في الخامس عشر من الشهر الماضي رسالة شفوية من الملك عبد الله نقلها الامير مقرن بن عبد العزيز آل سعود تركزت حول اهمية التنسيق والتشاور بين الجانبين لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين والشعوب العربية. كما تسلم السيد الرئيس بشار الأسد دعوة من سمو أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للمشاركة في القمة العربية والقمة الثانية بين الدول العربية ودول اميركا اللاتينية اللتين ستعقدان في الدوحة اواخر الشهر الجاري. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس الأسد ظهر أمس للسيد عبد الله بن خليفة العطية وزير الدولة في الديوان الاميري القطري.
ووعد الرئيس الأسد بتلبية الدعوة منوها سيادته بجهود سمو الامير حمد بن خليفة آل ثاني في تعزيز التضامن العربي والتعاون بين الدول العربية ودول امريكا اللاتينية في مختلف المجالات. وكان الرئيس الأسد وسمو أمير قطر أكدا خلال لقائهما في دمشق في الخامس والعشرين من الشهر الماضي عزمهما على الاستمرار ببذل كل الجهود الممكنة لتحقيق التضامن العربي وناقشا الخطوات التي يجب القيام بها قبل القمة العربية المقبلة في الدوحة. يشار إلى ان دمشق استضافت يومي 29 و 30 اذار الماضي القمة العربية العشرين التي ترأسها الرئيس الأسد والتي أكدت الالتزام بتعزيز التضامن العربي والعمل على تجاوز الخلافات العربية وتلافي أوجه القصور وتغليب المصالح العليا للامة على أي خلافات بين الدول العربية. كما دعا السيد الرئيس بشار الأسد إلى تفعيل دور اوروبا تجاه قضايا المنطقة ولاسيما ان الدول الاوروبية هي الاقدر على تفهم هذه القضايا. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس الأسد صباح أمس للسيدة جوزيت دوريو عضو مجلس الشيوخ الفرنسي المقررة حول الامن الاوروبي والشرق الاوسط المكلفة من قبل اللجنة السياسية لجمعية اتحاد اوروبا الغربية حيث تمت مناقشة الجهود التي بذلت سابقا لتحقيق السلام في المنطقة وأسباب توقفها بعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وضرورة رفع الحصار عنه واعادة اعماره وتأمين حياة كريمة للفلسطينيين وتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وكانت وجهات النظر متطابقة حول حق جميع الدول في امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية مؤكدا سيادته موقف سورية الرافض لانتشار الاسلحة النووية. من جهتها أكدت السيدة دوريو ان دور الاتحاد الاوروبي تجاه غزة يجب ألا يقتصر على المساعدات الاقتصادية وانما يجب ان يكون هذا الدور سياسيا ايضا. حضر اللقاء الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والسيد عبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية والوفد المرافق للسيدة دوريو. وفي الاطار ذاته التقى الدكتور المقداد السيدة دوريو وناقش معها جملة من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بحضور السيد عمورة. وشهدت دمشق خلال الفترة الماضية زيارات لعدد من الوفود الاوروبية في اطار تعزيز العلاقات بين سورية والاتحاد الاوروبي والتشاور حول قضايا المنطقة. وفي هذا السياق بحث الرئيس الأسد الشهر الماضي مع خافيير سولانا الممثل الاعلى لشؤون السياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي وبينيتا فيريرو فالدنر مفوضة الشؤون الخارجية وسياسة الجوار في الاتحاد سبل الارتقاء بالعلاقات بين الجانبين وتمتينها بما يحقق مصالحهما ويسهم في ارساء السلام والاستقرار في المنطقة. |
|