تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


البرنامج الوطني لمكافحةالإيدز في سورية ..متابعة للمرضى.. والإصابات بحدودها الدنيا..والعلاج مجاني وسرّي

مجتمع
الجمعة8-11-2019
ميساء الجردي

نظرا لحساسية مرض الإيدز وللمعاناة التي يعانيها المصابون به نفسياً واجتماعياً وصحياً، تتضافر الجهود للتصدي للسياسات التي تنتهك حقوق الأشخاص المتعايشين مع هذا الفيروس ومحاربة الوصمة والتمييز بحقهم من خلال توسيع نطاق استجابة القطاع الصحي لوباء الإيدز والعدوى الفيروسية.

على المستوى المحلي‏

تسعى وزارة الصحة السورية إلى التثقيف والتوعية حول المرض من خلال البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، والتركيز على الإرشاد النفسي الاجتماعي كعنصر هام في الوقاية والمكافحة. فقد أكد مدير البرنامج الدكتور جمال خميس على أهمية الوقاية لوقف الإصابات الجديدة بعدوى الفيروس وضرورة إجراء اختبار الإيدز للكشف المبكر في حال كانت هناك عدوى، وتأمين العلاج للمتعايشين مع الفيروس، وذلك بالتعاون مع جميع المؤسسات الحكومية والتنظيمات الشعبية وفقا لاستراتيجية معتمدة تأخذ بعين الاعتبار أهمية التثقيف والتوعية للوقاية والمكافحة، مشيرا إلى وجود إجراءات لإدخال موضوع الإيدز والأمراض المنقولة جنسيا ضمن مناهج التعليم بكافة مراحله بما يتناسب مع كل مرحلة.‏

واجب مجتمعي‏

على الرغم من الوصمة الاجتماعية التي تلاحق مرض الإيدز، إلا أنه من الواجب الإبلاغ عن العدوى بالفيروس لما يحققه العلاج من فوائد عديدة، بينها الدكتور خميس من حيث تحسين صحة المتعايشين مع الفيروس والتخفيف من كم الأعراض لديهم، وتراجع حدة الإصابة والحد من انتقال العدوى للآخرين. إضافة إلى أن الإبلاغ يأتي في مصلحة المريض والمجتمع وبخاصة أنه يعامل بمنتهى السرية ويؤمن له العلاج المجاني والرعاية الاجتماعية والنفسية.‏

لغة الأرقام‏

أشواط طويلة قطعت نحو بلوغ الغاية العالمية بوقف انتشار الفيروس وبدء انحساره منذ العام 2000 وحتى الآن وقد انخفض معدل الإصابة بحالات العدوى الجديدة بنسبة 35% بينما انخفضت الوفيات الناجمة عن الإيدز بنسبة 25% ، وعلى مستوى سورية وبحسب الدكتور خميس فقد بلغ مجموع الحالات المكتشفة للمتعايشين مع فيروس الإيدز من عام 1987 وحتى نهاية الربع الثالث من العام الحالي 1004 حالة، منهم 347 حالة لغير السوريين 657 حالة لسوريين، وبلغ عدد الأشخاص المتعايشين مع المرض وهم قيد العلاج والمتابعة 243 حالة، وهناك 146 مريضاً متعايشاً بعدوى فيروس الإيدز غير متابع. مشيرا إلى أن نسبة انتقال العدوى عن طريق الممارسات الجنسية الخاطئة تصل إلى 69% على الرغم من العادات والتقاليد والديانات التي تحرم أي ممارسات خارج إطار العلاقة الزوجية.‏

تدابير ضرورية‏

من مهام البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز التي تحدث عنها مدير البرنامج هي ،تدريب كوادر من مختلف الوزارات والمنظمات الشعبية لتقوم بنشر الوعي بين المواطنين وتقديم التثقيف للأطباء والممرضات حول الإيدز وسبل مكافحة العدوى في المؤسسات الصحية، وتقديم الإرشاد النفسي والاجتماعي والاختبارات المصلية للفئات الأكثر عرضة للإصابة مثل السجناء والشاذين جنسيا والبغايا، وكذلك للمواطنين الراغبين بالاطمئنان على أنفسهم وذلك بشكل مجاني وسري.‏

ولفت خميس إلى عدة إجراءات احترازية يعمل عليها برنامج مكافحة الإيدز أهمها ،إجراء الاختبارات المصلية للأجانب الراغبين بالإقامة أو العمل أو الزواج أو الدراسة في البلد وذلك للتأكد من خلوهم من مرض الإيدز، والبحث والمتابعة مع المصابين بالعدوى وتقديم العناية الطبية والنفسية لهم بشكل دوري، إضافة إلى التنسيق والمتابعة مع بنك الدم حول اختبارات السلامة لكافة أكياس الدم المقطوفة قبل نقلها للمواطنين ،وذلك للتأكد من خلوها من الإيدز، مع القيام بالتقصي والترصد لمرض الإيدز لدراسة وتقييم الوضع الوبائي من خلال إجراء مسوحات مصلية ودراسات وبائية. مبينا أن ذلك كان له الأثر الأكبر في الحد من انتشار المرض في مجتمعنا ومحاصرته.‏

التثقيف نصف العلاج‏

خلافا لما هو شائع أن مريض الإيدز يموت بعد فترة قصيرة من الإصابة، فإن أعراض المرض تبدأ بالظهور بعد خمس سنوات من العدوى بالفيروس، والعمر الوسطي للمريض الذي لا يتلقى العلاج عشر سنوات، بينما الأشخاص الذين يتلقون التشخيص والتدابير بشكل مبكر يعيشون عمرا أطول، وهناك من يتعايش مع المرض في حال متابعة العلاج والتعليمات الصحيحة إلى عشرين أو ثلاثين عاما.‏

وأوضح الدكتور جمال خميس أن سورية لم تسجل أي حالة ايدز نتيجة نقل دم منذ عام 1992 أو بين مرضى غسيل الكلى باعتبار أن أي مريض يحتاج لغسيل يجري اختبار الايدز ويعاد كل 6 أشهر، وأن غالبية العدوى تنتقل عبر الجنس، والنسب الأقل تنتقل من الأم للطفل أو عن طريق تعاطي المخدرات الوريدية نتيجة للاستخدام المشترك لأدوات التعاطي، أو عن طريق نقل الدم الخاطئ وغير النظامي، بينما لا ينتقل المرض عن طريق المصافحة أو التعامل مع المريض أو لدغات الحشرات،‏

وبين أن نشر الوعي المجتمعي بطرق انتقال العدوى لا يحد من انتشار المرض فقط بل يخفف من آثار الوصمة التي يعانيها المصابون والمشكلات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية الناتجة عنها ،لأن هذه الوصمة قد تمنعه من التوجه للاختبار ومتابعة العلاج وقد تؤدي أحيانا لحرمانهم من العمل وتلقي الخدمات الطبية والعزلة عن الأسرة والمحيط والأصدقاء.‏

العمل مستمر‏

تتيح وزارة الصحة الاختبار الطوعي للراغبين، وتقدم العلاج للمتعايشين مع المرض منذ 2007 مع الدعم النفسي والتوعية عبر مخابر ومراكز المشورة الموزعة في غالبية المحافظات السورية، ضمن خطط وسياسات البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز والتواصل مع هذه المراكز من خلال اجتماع دوري كل ستة أشهر مع رؤساء البرنامج في المحافظات لتفقد الخطط الدورية وتنفيذها، ما يعني أن هناك مسحا شبه مستمر للوصول إلى المصابين وللحد من حدوث حالات جديدة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية