|
حدث وتعليق إنه الدبلوماسي البلغاري نيكولاي ملادينوف المرفوض فلسطينياً والمرحب به إسرائيلياً يعين منسقاً خاصاً لعملية السلام في الشرق الأوسط من قبل الأمين العام للأمم المتحدة خلفا للدبلوماسي الهولندي روبرت سيري. على رأس مهام ملادينوف الجديدة، إحياء عملية السلام المتعثرة منذ أعوام، وبالتوازي مع ذلك المباشرة بتنسيق جهود إعادة إعمار غزة الذي تعرض لدمار واسع في العدوان الأخير الذي شنته اسرائيل ضد القطاع . وبصرف النظر عن تعقيدات المهمة، التي أطاحت بعدة مبعوثين دوليين قبله رغم أنهم أكثر خبرة منه، إلا أن المؤشرات الأولية توحي بأن مهمة المبعوث الأممي الجديد لن تكون سهلة وسوف تُواجه بألغام كثيرة لا تقل خطورة عن تلك التي هرب منها ملادينوف في العراق. أولها هي خلفية ملادينوف السياسية، ومواقفه المعلنة والمنحازة إلى «إسرائيل»، والمعروف بتقاطعه الشديد مع كيان الاحتلال وتبريره وتأييده لجرائمه ضد الشعب الفلسطيني، حسب ما أعلن عنه في «المنتدى العالمي ضد اللاسامية». ثاني الألغام، فإن ملادينوف الذي شغل سابقاً منصب وزير الخارجية في بلغاريا، اكتفى في أحسن الأحوال وهو في منصبه بدعوة المجتمع الدولي لـ»الاهتمام بالصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون» على حد تعبيره، وربما هذا ما يُفسّر عدم الترحيب الفلسطيني بهذا الرجل واعتباره غير مؤهل للقيام بمثل هذا الدور، ولا يوحي بالثقة، بينما يصفه الإسرائيليون بـ «صديق إسرائيل الكبير. بالتأكيد يعلم ملادينوف بأن «أصدقاءه» في إسرائيل لا يقيمون اعتباراً لا للأمم المتحدة ولا لأمينها العام أو قراراتها ومبعوثيها، لأنهم يتصرفون «فوق القانون الدولي كما لا يقيمون اعتباراً لعملية السلام التي لطالما زعموا أنها «ماتت»، ولكن لا حول له ولا قوة. أمام هذه القنابل الموقوتة والألغام، هل ستكون مهمة المبعوث الأممي الجديد سهلة كما يظن هو أو يظن البعض؟ ربما عليه إعادة حساباته قبل مباشرة أعماله، للتأكد من قدرته على إحياء «عظام» عملية سلام التي أصدرت السلطة الفلسطينية وحكام الاحتلال الإسرائيلي شهادة «وفاتها»، مع التباين في تشخيص كل طرف لأسباب الموت. |
|