|
مجتمع
ومهما تمترس الضالون عن الحق والحقيقة والكارهون للغة الحياة ومنطق الأشياء ، وتكوين الطبيعة .. فلو مرت الفتنة من كل ثقوب الأرض ،لم ولن نسمح ويسمح لها الشعب العربي السوري بكل تجلياته وخصوصياته أن تتنفس من رؤى الوطن ، لأنها تنتمي إلى حاضنة الأوبئة الاجتماعية القاتلة، ذات الأذرع والأمراض المتعددة التأثيرات السلبية الفتاكة.. لن نسمح لرأس الفتنة أن يتمدد ويتقاسم ويخترق طريقة ومفهوم عيشنا وطقوس حبنا وأحلامنا وآمالنا .. لن نسمح لكل أدوات الإرهاب مهما علا منسوب تعطش هؤلاء للدماء ، وتفننهم بطريقة القتل وخطفهم لكل ماهو جميل في هذا الوطن أن تمد رأسها وتستطيل أذرعها إلى حيث يجب وتظن أن بمقدورها الاستمرار في معزوفة الإلغاء والبقاء في حظيرة الجهل والتخلف والبشاعة .. اليوم وفي هذا الزمن يتهددنا الإرهاب ويتوعدنا هؤلاء من ناشري ومروجي الفتنة بكل بدعها وماخفي وظهر منها بكل أساليب الانتقام من الشعب السوري.. بأطفاله الصغار بعدما عجزوا عن النيل من إرادة الكبار، من شباب ونساء.. فهناك اكثر من صحيفة غربية على وجه الخصوص تحدثت عن تدريب أطفال سورية في معسكرات الدواعش ممن تم تهجيرهم وانتزاعهم من بيئتهم ومدارسهم وحدائقهم ورياض أطفالهم وقتل ذويهم واغتصاب حقوقهم ، ليكونوا عدة الإرهاب وأدواته في القادم من الأيام ، لإنجاح مشروع القاعدة في الوطن العربي وانتزاع قلبه من خلال الحرب العدوانية الشرسة على سورية الصمود والتحدي الإصرار على البقاء بالمعنى الوجودي للهوية والضمير والوجدان .. فها هي صحيفة الكرونة تسايتونغ النمساوية تفصح هي الأخرى عبر موقعها الإلكتروني ،كيف أن داعش يجند المئات من الأطفال في سورية والعراق للقيام بعمليات إرهابية ، بعد تلقيهم دورات في القتل وأساليب التعذيب ..موضحة في مقال نشر عبر الموقع أن أكثر من 400قاصر من الشباب لم يحصلوا على شهادة تخرج حسب تعبيرهم في تلك الدورات التأهيلية مالم يمارس وينفذ هؤلاء عملية قطع الرأس بعد أن أصبح ذلك جزءا من الحياة اليومية .. هذا الغيض من الفيض يشير بشكل واضح ويؤكد على أن هذه هي ثقافة التنظيمات المتطرفة والمتوحشة التي تغتال الطفولة في سورية وغيرها من البلدان القريبة والبعيدة في مهدها وفي عقر دارها وعلى وجه الخصوص بلدنا الحبيب.. فأي مستقبل وغد مظلم ينتظره أي مجتمع من المجتمعات في ظل هذا العرف من حلقات الموت والضياع ونشر الفتن والفوضى والتربية الفاسدة المخلة بطبيعة الإنسان أولا وكل مايحيط بالمكان والوطن ثانيا .. فإلى كل من يحاول تبديل هوية وثقافة وموروث الإنسان السوري الأصيل في آلية التفكير والنهج المستوحى من أدبيات وخلق ورحمة وتعاليم الرسالات السماوية، ومن حضارة وعراقة وتمدن ورقي، على مر العصور والدهور ، سلاحه المعرفة والفن التسامح والحب ونشر الجمال ،وكل مايرتقي بالإنسان ..هذا الإنسان الشجاع القوي المؤمن بالواحد الأحد مالك الرقاب والحساب.. اللطيف الرحيم بالعباد .. الغفور التواب .. لذلك نرى الشعب العربي السوري بجيشه وقيادته وأبنائه ودولته قد وقفوا كالطود في وجه إعصار الفتنة بحجمها الصغير والكبير حاصروها وحاربوها بالعقل والوعي والصبر والتبصر منذ اللحظات الأولى ومازالوا لغاية اللحظة يؤكدون وعلى الملأ وفي كل دقيقة وثانية بأن سورية الواحدة الموحدة بأرضها وسيادتها واستقلالها العزيز لن تكون إلا على مايرام ..وستسحق رأس الفتنة أينما وجدت وحلت وروجت وتسللت.. مهما شوهوا من عادات وتقاليد وموروث أصيل، مهما حاولوا تغيير الفكر والنهج الطارىء عند البعض ممن هم مغلوبون على أمرهم كحال الأطفال والصبيان والفتيات والنساء اللواتي أقدم بعضهن على تفضيل الموت بقتل أنفسهن على أن تلمس أيد قذرة حياء عفتهن وكرامتهن وشرفهن ووطنيتهن وانتمائهن لهذه الأرض السورية الطاهرة. بوركت سورية الصامدة الصابرة المتحدية لكل الأهوال الغربية والشرقية ومابينهما من حصار وضغوطات وانتقام لئيم من عظمة هذا الشعب وإباء هذا الوطن . بفضل تضحيات الشهداء والجرحى وكل الأبناء الشرفاء كل على طريقته .. ولا يضيع حق وراءه مطالب .. والفتنة لن تمر من هنا ..بل ستدفن وتقبر هنا في هذه الأرض التي هزمت أشرس العتاة على مر التاريخ. |
|