|
وكالات - الثورة وقد كرست المناقشات التي سادت جلساته الخلافات والانقسامات الدائرة في العالم، فقد تضاربت المواقف السياسية حول الأوضاع ومناطق النزاع في العالم التي باتت تشكل تهديداً واضحاً للأمن والسلم الدوليين، المحاولات الروسية الحثيثة لتقديم حلول مقابل الاستمرار الأميركي والغربي للهيمنة وتأزيم الأوضاع. التأكيد على الدور الأميركي بتأزيم الأوضاع كان جلياً فيما تشهده سورية منذ نحو أربع سنوات من خلال التورط الفاضح إلى جانب ممالك ومشيخات الخليج ونظام رجب طيب اردوغان الحاكم في تركيا في دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية التي عاثت قتلاً وتخريباً وتدميراً في سورية وبدأت أعمالها وجرائمها تطال العالم بأسره كل ذلك لخدمة المخططات الغربية الرامية إلى زعزعة الأمن والاستقرار في مختلف المناطق وتهيئة الظروف المناسبة لسيادة الولايات المتحدة وهيمنتها على العالم وخدمة مصالح ربيبتها إسرائيل ليبرز في مواجهته الموقف الروسي الثابت والقائم على رفض التدخل الخارجي في سورية وضرورة الحفاظ على وحدتها واستقلالها وسيادتها والتعاون معها لمواجهة التنظيمات الإرهابية التي باتت تمثل تهديدا للعالم بأسره. وحتى فيما يخص الحرب التي أعلنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على الإرهاب وتشكيلها لتحالف مزعوم لمواجهة خطره فإن كل الوقائع والمعطيات باتت تؤكد أن هذه الحرب ليست سوى زوبعة إعلامية في ظل مواصلة تقديم الدعم والتمويل والتسليح لمجموعات إرهابية تحت مسمى المعارضة المعتدلة وهو ما ينسف كل الادعاءات والخطابات التضليلية والكاذبة التي روجت لها أميركا بهذا الخصوص. وليأتي النزاع الأوكراني ليوضح الهيمنة الأميركية حيث جاء تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الولايات المتحدة تقوم بتأزيم الأوضاع وتقويض بنية الأمن الأوروبي وتصعيد النزاع الأوكراني ليوضح الهيمنة الأميركية الغربية والتي لاتتوانى عن القيام بأي محاولات للتأزيم السائدة في العالم في ظل توالي التقارير والاعترافات حول الدور الأميركي الفاضح في تصعيد الأزمة الأوكرانية حيث أقر الرئيس باراك أوباما في مقابلة تلفزيونية مع قناة سي ان ان الأميركية الأسبوع الماضي بأن الولايات المتحدة لعبت دور الوسيط لتغيير الحكم في أوكرانيا في شباط من العام 2014 معتبراً أن العقوبات المفروضة على روسيا هدفها إضعاف الاقتصاد الروسي . والى جانب ذلك تبرز الخطابات والمواقف التحريضية من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية لسلطات كييف للمضي باستخدام القوة في مناطق شرق أوكرانيا واعتماد القوة العسكرية والحرب لغة وحيدة في التعاطي مع المطالب التي ينادي بها أبناء هذه المناطق. وفي المقابل تبرز الدعوات الروسية المتواصلة لإيجاد حل سلمي للازمة التي تشهدها أوكرانيا والتي عبر عنها كبار المسؤولين الروس وفي مقدمتهم الرئيس فلاديمير بوتين في أكثر من مناسبة من خلال التشديد على ضرورة حل هذه الأزمة بالطرق السلمية وفق اتفاق مينسك الذي وقعه طرفا النزاع بأوكرانيا في الخامس من أيلول الماضي لوقف إطلاق النار وهو الأمر الذي ترد عليه الدول الغربية بمزيد من التوتير فيما تستمر قوات كييف في خرق ذلك الاتفاق مرات كثيرة ومواصلة قصف المناطق السكنية في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات المدنيين. كل هذه المواقف والحقائق تؤشر مجدداً إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين يصرون على السير في مخططاتهم وصولاً إلى تحقيق أهدافهم ومشاريعهم في السيطرة والهيمنة وهو ما بات مخالفاً لسيرورة وحركية السياسة الدولية التي تشهد صعوداً لقوى عالمية كروسيا والصين وغيرهما من دول بريكس والدول الأخرى الساعية لتشكيل نظام عالمي قائم على التوازن واحترام القانون الدولي والشرعية الدولية. |
|