|
دمشق سورية تستجيب لكل مبادرة تقوم على أولوية تجفيف منابع الإرهاب ولفت المعلم في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية بيلاروس فلاديمير ماكيه في دمشق أمس إلى أن سورية تستجيب لكل مبادرة تستند إلى الشرعية الدولية وتقوم على أولوية تجفيف منابع الإرهاب والحوار السوري السوري، وأن ما فعلته روسيا من خلال مبادرتها لعقد لقاء موسكو بين الوفد الحكومي مع معارضات في الداخل والخارج فشل الغرب في عمله، معبراً عن شكره للأصدقاء الروس على مبادرتهم، وتصميم الحكومة السورية على متابعة هذا الجهد وصولاً إلى حوار سوري سوري في دمشق.
وفي بداية المؤتمر عبر وزير الخارجية والمغتربين عن ترحيب سورية بوزير خارجية بيلاروس الذي يزورها في هذا التوقيت المهم ليؤكد دعم بلاده لموقف سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد ولبحث آفاق التعاون الثنائي في مختلف المجالات، مبيناً أن ماكيه أجرى محادثات بناءة ومثمرة مع السيد الرئيس والمسؤولين السوريين. ورداً على سؤال حول التطورات بعد إعدام تنظيم داعش الإرهابي الطيار الأردني وتقييم الحكومة السورية لذلك قال المعلم: إن سورية أدانت الجريمة الإرهابية باغتيال الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وقدمت التعازي لعائلته وللشعب الأردني الشقيق، ووجهت دعوة إلى الحكومة الأردنية للتنسيق معها في مكافحة الإرهاب، رغم معرفتها المسبقة أن الأردن لا يملك قراراً مستقلاً لإقامة هذا التعاون. وأضاف المعلم: إن الأردن جزء من تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة وجزء من عملية إرسال الإرهابيين عبر حدوده بعد تدريبهم في معسكرات بالأردن بإشراف الولايات المتحدة، مبيناً أن الأردن الذي يحارب «داعش» لأسبابه لا يحارب «جبهة النصرة» وهي على حدوده. وجدد المعلم الإشارة إلى أن أحداً لم يجب على تساؤل سورية المستغرب عن كيف يأتي الإرهابيون عبر الأردن بالعشرات للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية، وعندما يرغب واحد أو اثنان منهم بالعودة إلى الأردن يتم قتله. لسنا بحاجة لقوات برية كي نحارب «داعش» وأكد المعلم أنه لا يوجد حتى الآن أي تنسيق بين سورية والأردن في مجال مكافحة الإرهاب، مضيفاً أنه فيما يتعلق بما ينشر في الصحافة حول قوات برية تدخل إلى سورية، فأقول بكل وضوح نحن حريصون وندافع عن السيادة السورية ولا نسمح لأحد بخرق سيادتنا الوطنية ولسنا بحاجة لقوات برية كي تدخل وتحارب «داعش»، فالجيش العربي السوري يقوم بكل بسالة بهذه المهمة. وعن زيارة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا اليوم وهل ما زالت فكرته بتجميد القتال في حلب صالحة في ظل التطورات الميدانية لصالح الجيش العربي السوري.. أوضح المعلم أن مبادرة دي ميستورا انصبت في الأساس على مدينة حلب وليس على ريفها وقال: نحن رحبنا بدي ميستورا ليس لسبب ضغط هذه الجهة أو تلك علينا، بل لأننا نريد أن ننجز اتفاقاً يحقق وحدة حلب واستقرارها ويعيدها إلى الحياة الطبيعية. وأشار المعلم إلى أن مساعد دي ميستورا السفير رمزي عز الدين رمزي أجرى عدة جولات محادثات مع نائب وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد وكما فهمنا منه فإن هناك أفكاراً جديدة يريد دي ميستورا طرحها بشأن خطته ونحن جاهزون للاستماع إليه. وفيما يتعلق بدور المنظمات الدولية الإنسانية والتعاون معها جدد المعلم التأكيد على حرص الحكومة السورية على التعاون مع هذه المنظمات، وخاصة على الصعيد الإنساني والسعي باستمرار للتأكيد على ضرورة عدم تسييس المعونات وأن يكون هناك تعاون مشترك بين هذه المنظمات والحكومة السورية ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري، مشيراً إلى أن الحكومة السورية تبذل أقصى جهد لإدخال المساعدات إلى أي منطقة محتاجة إليها، إلا أن أحداثاً عديدة حصلت سيطر المسلحون فيها على هذه المساعدات وآخر تجربة جرت منذ يومين في مخيم اليرموك. وأكد المعلم أن الحكومة السورية منفتحة على التعاون، مشيراً إلى نقطة مهمة وجوهرية إذ إن المنظمات الدولية في كل مرة تدعي شح مواردها المالية بسبب تردد المتبرعين في زيادة تبرعاتهم لها ما جعل الحكومة السورية تساهم بأكثر من 70 بالمئة في هذه المساعدات. وقال المعلم: نسمع من الدول المتآمرة على سورية والتي تدفع مليارات الدولارات للإرهابيين أنها حريصة على الشعب السوري ودمه وتلك الدول لا تطرح على نفسها السؤال عمن هو السبب في سفك الدم السوري. ماكيه: حل الأزمة لايتم عن طريق دعم التنظيمات الإرهابية بدوره عبر ماكيه عن ثقة بلاده بقدرة سورية على الخروج من أزمتها كدولة قوية أكثر مما كانت عليه، مؤكداً أن الآمال كبيرة على الإمكانيات المفتوحة للتعاون الثنائي بين سورية وبيلاروس. وشدد ماكيه على أن بلاده ترى أن حل الأزمة في سورية لا يتم عن طريق دعم التنظيمات الإرهابية، وإنما عن طريق الحوار، لذلك يجب العمل بشكل مشترك لتجاوز هذه المحنة والتأثير تدريجياً على الدول الأخرى لحل هذه الأزمة. وأشار ماكيه إلى استعداد بلاده للمساعدة والمساهمة في انعاش وتطوير المقدرات الاقتصادية السورية، مؤكداً أن الاتفاقيات الثنائية التي تم توقيعها ستوسع التواصل متعدد الأوجه بين البلدين. وقال ماكيه: إن الاجتماعات التي عقدت تثبت المستوى العالي للتفاهم المتبادل بين البلدين.. وكان لي الشرف خلال اللقاء مع فخامة الرئيس الأسد أن أسلمه رسالة فخامة رئيس جمهورية بيلاروس الكسندر لوكاشينكو، والتي تؤكد دعمنا لسورية في مكافحة الإرهاب بلا هوادة، مضيفاً: إن شعبي البلدين يوحدهما الطموح بالعيش والتطور بالسلام وتحديد طرق تطورها دون إملاءات وضغوط من أي جهة ثالثة. وأكد ماكيه التزام بيلاروس بالعالم متعدد الأقطاب المبني على سيادة ومساواة الدول واحترام معايير الحقوق الدولية ومبادئ وحدة الأرض وحسن الجوار، داعياً المجتمع الدولي والقوى الداخلية في سورية المهتمة بسيادة واستقلال وديمقراطية سورية للعمل على حل الأزمة بشكل سلمي، والتخلي عن استخدام القوة العسكرية والتركيز على المواضيع العاجلة بإنعاش الاقتصاد ومعالجة القضايا الملحة للمدنيين. ورداً على سؤال لمندوب سانا عن كيفية مساهمة بيلاروس في حل الأزمة في سورية وترجمة الاتفاقيات الموقعة بين البلدين على أرض الواقع وخاصة في مجال إعادة الإعمار.. أكد ماكيه أنه تمت مناقشة توسيع التعاون بين البلدين على مختلف الصعد ودعم مواقف البلدين على ساحات المجتمع الدولي ورفع مستوى التعاون الاقتصادي إلى مستوى الحوار السياسي الموجود لدينا دون النظر إلى الوضع الصعب الموجود في بلدينا، مضيفاً: سنسعى لتدعيم هذا التعاون والمستقبل واعد أمام التعاون بين البلدين فهناك منتجات بيلاروسية تهم السوق السورية وأيضاً منتجات سورية تهم السوق البيلاروسية. وقال ماكيه: اتفقنا على وضع لائحة بالمواضيع ذات الأفضلية الكبرى لسورية، وهذه المواضيع ستتم مناقشتها في اجتماع اللجنة المشتركة الذي سينعقد قريباً في مدينة مينسك، حيث سيتم تقديم كل أوجه المساعدة للجانب السوري في إعادة الإعمار، مضيفاً: إن لدى بيلاروس مبلغاً معيناً من التبادل التجاري مع سورية، وستسعى إلى زيادته الضعفين إذ إن المهمة ليست فقط إعادة التبادل التجاري إلى ما كان عليه سابقاً، وإنما زيادته بشكل ملحوظ. وأشار وزير خارجية بيلاروس إلى أهمية وجود الرغبة المشتركة في تطوير التعاون بين بيلاروس وسورية وأن هناك تعليمات من قيادة كلا البلدين لزيادته وهذا سيتحقق في القريب العاجل. ولفت ماكيه إلى أنه لدى حكومة بيلاروس مفهوم واضح وصريح تجاه الإرهاب فهي بشكل دائم تعارض أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لأي دولة وهذا قد يكون بشكل اقتصادي أو إرسال مجموعات إرهابية إلى داخل هذه الدولة، مشيراً إلى أن القوى الخارجية المهتمة بتغيير النظام في سورية واجهها خطر تنامي البؤر الإرهابية وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والشمال الإفريقي وأيضاً على الصعيد العالمي بما فيها أوروبا. وقال ماكيه: من العبث أن نقسم بين إرهابي جيد وآخر سيئ، فنحن نعلم جيداً أن الحكومة السورية هي في طليعة مكافحة الإرهابيين على مختلف أنواعهم، لذلك نؤيد هذا الموضوع. وحذر ماكيه من أن أي خطر يواجه أي دولة من الممكن أن يواجه جميع الدول سياسياً واقتصادياً، مؤكداً أن جمهورية بيلاروس ليست بلداً كبيراً ليؤثر صوتها على سياسات الدول الغربية بما فيها أمريكا، لكن في حال توحدت القوى بشكل مشترك يمكن الوصول إلى نتيجة. وأوضح ماكيه أنه قدم إلى سورية من ألمانيا بعد مشاركته في مؤتمر الأمن بميونخ وحيث تمت هناك مناقشة مكافحة الإرهاب بجهود مشتركة بما فيها إدخال الدول التي تعاني من هذا الإرهاب، مبيناً أن البلدان الأوروبية تفهم جيداً أن ما يحدث في سورية لن يأتي بشيء جيد، ولدينا أمثلة ما حدث في ليبيا والدول الأخرى. |
|