تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


محاضـــــــرة..نزار قباني وقضية فلسطين

ثقافة
الخميس 19-3-2009م
عمار النعمة

فلسطين في مرآة الشعر عند نزار قباني هو العنوان العريض لمحاضرة أقيمت في المركز الثقافي العربي في العدوي للدكتورة عاطفة الفيصل،

والتي بدأت محاضرتها في الحديث عن فلسطين والاحتلال الإسرائيلي لغزة وكيف هب الشعراء للدفاع عن فلسطين وعلى سبيل المثال الشاعر ايليا أبو ماضي الذي قال:‏

فقل لليهود وأشياعهم‏

لقد خدعتكم بروق المنى‏

ألا ليت بلفور أعطاكم‏

بلاداً له لا بلاداً لنا‏

فليست فلسطين أرضاً مشاعاً‏

فتعطى لمن شاء أن يسكنا‏

أيضاً الشاعر بشارة الخوري قال:‏

يا فلسطين التي كدنا لما كابدته من أمس ننسى أسانا‏

نحن يا أخت على العهد الذي قد رضعناه من المهد كلانا‏

ثم انتقلت إلى الحديث عن الشاعر نزار قباني وكيف رأى قضية فلسطين من خلال شعره، فقد أصدر مجموعة دواوين كان أولها (قالت لي السمراء) وتلاها مجموعات شعرية أخرى (طفولة نهد) 1948 و(السامبا)1949، وما زال نزار إلى وفاته شاعر المرأة إلى وقت متقدم لأن المشكلات الاجتماعية التي تعاني منها المرأة في بلادنا كانت شغله الشاغل، حيث اهتم بالسياسة بعد نكسة حزيران عام 1967 وكتب قصائد كثيرة هزت الوجدان العربي وأصبح الناس ينتظرون قصائده لأنها تخاطب مشاعرهم وأحاسيسهم.‏

ولقد كان نزار يعتز بالوطن العربي ويؤكد على وحدة وكم شمل الأمة العربية ونزار هو ابن الشام فقد عشقها وطاف بأرجائها، ويمتزج عند نزار جمال المرأة مع الطبيعة حيث قال:‏

كلما سافرت في عينيك يا حبيبتي‏

أحس أني راكب سجادة سحرية‏

فغيمة وردية ترفعني‏

وبعدها تأتي البنفسجية‏

لم يكن نزار صامتاً إزاء القضية العربية الكبرى وهي قضية فلسطين وجاءت له مجموعة شعرية عام 1956 وفيها قصيدة بعنوان قصة راشيل نظمت عام 1955، قصة راشيل حكاية ارهابية مجندة وهي كغيرها من الإرهابيين الذي جاؤوا ليحرقوا ويدمروا ويقتلوا ويشردوا أهل فلسطين.‏

احتل الصهاينة فلسطين مهبط الديانات السماوية ومصدر الوحي والالهام ووقف نزار أمام القدس وكأنه الشاعر الجاهلي الذي يقف أمام اطلال الحبيبة وقف ليبكي على ماضي هذه المدينة المقدسة ليقول:‏

يا قدس يا مدينة الأحزان، يا دمعة كبيرة تجول في الأجفان‏

من يوقف العدوان، عليك يا لؤلؤة الأديان‏

من ينقذ القرآن، من ينقذ المسيح ممن قتلوا المسيح، من ينقذ الإنسان‏

ولقد صب نزار جام غضبه على الذين خيبوا أمل الفلسطينيين، فلقد ظن أهل فلسطين أن الحكام العرب سيهبون لنجدة فلسطين كما جاء صلاح الدين وطرد الصليبيين من فلسطين فخاطبهم بقوله:‏

متى سترحلون والناس من القاعة يشتمون، يبصقون‏

كانت فلسطين لكم دجاجة من بيضها الثمين تأكلون‏

طوبى لكم، على يديكم أصبحت حدودنا من ورق‏

فألف تشكرون على يديكم أصبحت بلادنا امرأة مباحة‏

فألف تشكرون‏

وحدثت النكسة في 5 حزيران 1967 وكانت غضبة نزار عارمة فنظم قصيدة بعنوان هوامش على دفتر النكسة يحمل فيها الحكام تبعات الهزيمة فهم لم يخططوا لها وإنما دخلوها دون حساب للنتائج.‏

وعندما حدثت حرب تشرين التحريرية وانتصر العرب على الكيان الصهيوني فرح نزار وزغرد لانتصار العرب وكتب قصيدة بعنوان (ترصيع بالذهب على سيف دمشقي)‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية