تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تكرار الأخطاء

حـــدث وتعــليـق
الخميس 19-3-2009م
عبد الحليم سعود

غداً تدخل الحرب العدوانية التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية على العراق عامها السابع، لتتجلى مع حلول ذكراها لهذا العام صورة لبلد أبيد مئات الآلاف من أبنائه وشرد الملايين منهم،

واغتيل المئات من علمائه ومفكريه، ودمرت بنيته الأساسية، ونهبت ثرواته الطبيعية والثقافية، وشوهت معالمه الحضارية والانسانية بعد أن طالتها أيدي المرتزقة واللصوص، تحت ذرائع ومعلومات استخباراتية كاذبة تبين للعالم أجمع على مدى السنوات الماضية زيفها باعتراف الادارة التي أخذت قرار الحرب.‏‏

فهذه الحرب المجنونة لم تصل إلى أسلحة الدمار الشامل المزعومة، ولم تحقق للعراق الديمقراطية والحرية اللتين تشدق بهما من استحق بجدارة الرمي بأحذية العراقيين لقاء انجازاته الفارغة، ولم تعد إعمار العراق المهدم، أو تسهم بإنمائه وازدهاره واستقراره، وكل ما تحقق خلالها دمار وخراب طال كل شيء، وعنف وجريمة وخوف لم يسلم منه أحد، وسط قرع مستمر لطبول الحرب الأهلية، ناهيك بما كرسته واشنطن من سياسة أحادية قوامها التسلط والهيمنة والتجاوز على حقوق الدول والشعوب في ظل غياب الممارسة الأخلاقية داخل المنظمات الدولية.‏‏

قبل أيام خرج علينا وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ليحاضر بالعالم عن مخاطر الحروب الاستباقية والمغامرات العسكرية غير المحسوبة التي ابتدعتها إدارة بوش وزمرة المحافظين الجدد، ولكن محاضرته كانت من باب الحذر والتحذير وليس من باب التوبة واستخلاص الدروس، فهو لم يقر بحجم المآسي التي سببتها بلاده للعراق ولشعوب المنطقة، وبما ترتب على أفعال إدارته اللامسؤولة من ويلات وأزمات وقف العالم عاجزا عن إيجاد حلول لها، والواضح أن غيتس لا يزال يحمل في عروقه بعض دماء بوش الفاسدة، وهو ما يدعونا للاعتقاد بأن عصر المحافظين الجدد لم ينته بعد، فمن يتابع سياسة وأفعال الادارة الأميركية الجديدة في أفغانستان وباكستان يشاهد فيها تكرارا لنفس الأخطاء التي وقعت في العراق ولا بد أن يصل إلى قناعة مفادها أن واشنطن لم تتعلم من دروس الماضي، ولم تعتبر مما جرى معها في العراق وفي غيره، لينطبق عليها المثل القائل: ما أكثر العبر وما أقل الاعتبار!!. hsauood@ yahoo.com‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية