|
الدراسات والكتب التي توثق العدوان الاسرائيلي على لبنان، يتابع اليوم التأكيد على روح وثقافة المقاومة من خلال كتابه الجديد (العدوان الهمجي على غزة) الذي يرصد فيه تداعيات العدوان والصمود البطولي الأسطوري لشعبها المقاوم. ويتوزع الكتاب عبر 400 صفحة من القطع الكبير على مقدمة وخاتمة وأربعة أقسام. في القسم الأول من كتابه يوثق الباحث ما جرى من عدوان همجي وما قامت به المقاومة الباسلة مشيرا إلى مواقف الدول الداعمة للمقاومة في الوطن العربي والعالم أجمع، فيما سلط الأضواء في القسم الثاني على مواقف العالم من العدوان، وتضمن القسم الثالث بيانات القمة العربية الطارئة في الدوحة وتوصيات قمة الكويت التي عقدت تحت عنوان التضامن العربي مع غزة ، وأخيرا حوى القسم الرابع معلومات كثيرة وتفاصيل موثقة عن قطاع غزة بشريا وجغرافيا واقتصاديا وتاريخيا وعن جرائم الحرب الاسرائيلية والمطالبة بإحالة حكام العدو الصهيوني للمحاكم الدولية وفي مقدمتها محكمة ( لاهاي). ويوثق الكاتب في أقسام الكتاب الأربعة لروح وثقافة المقاومة وروح الوحدة والحوار عارضا لتحركات السيد الرئيس بشار الأسد الداعمة للمقاومة ولقضية الشعب الفلسطيني ودعواته لإنهاء الحصار الاسرائيلي الجائر على غزة وكذلك لخطابات السيد حسن نصر الله التي فندت الأكاذيب الاسرائيلية وأيضا للقاءات السيد خالد مشعل رئيس حركة حماس وتصريحاته وخطاباته أثناء العدوان، مبينا وبكثير من التفاصيل أهمية الحركة الدبلوماسية السورية حينذاك لنصرة الشعب العربي الفلسطيني بدءا من لقاء الرئيس الأسد مع ساركوزي في دمشق واتصالات سيادته المستمرة مع أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني واستقباله لوفد من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين واتصال سيادته مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف واستقباله لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان واستقباله أيضا لوفود أوروبية وأميركية عديدة. ثم يشير الباحث في ثنايا صفحاته إلى ملتقى اسطنبول مؤكدا أن التنسيق السوري التركي منذ اللحظة الأولى للعدوان لم يقتصر على الجانب السياسي بل كان يشمل أيضا جانب الإغاثة والجانب الانساني ومساندة نساء وأطفال غزة عبر التنسيق بين السيدة أسماء الأسد والسيدة أمينة أردوغان بهدف المساهمة في تخفيف معاناة أهل غزة ومحاولة نصرتهم، وقد توج هذا التنسيق بعقد ملتقى اسطنبول تحت شعار «أيها البشر مدوا أيديكم» والذي جاء على مستويين الأول عقد ورشة عمل (للسيدات الأول) في سورية وتركيا وقطر والأردن ولبنان واذربيجان وليبيا والثاني ملتقى مفتوح ضم شخصيات فكرية وثقافية واعلامية وفنية من العالم أجمع. كما يشير الباحث إلى الاجتماع الاستثنائي لاتحاد مجالس دول منظمة المؤتمر الإسلامي في اسطنبول وإلى كلمات القادة العرب في قمتي الدوحة والكويت والتوصيات والمقترحات الصادرة عنهما وفي مقدمتها تقديم الدعم المالي لإعادة اعمار غزة وقطع العلاقات مع الكيان الاسرائيلي وتجميد المبادرة العربية. ثم يتطرق الكاتب إلى مواقف بعض الرؤساء الداعمة للقضية الفلسطينية والرافضة للعدوان مثل موقف الرئيس الفنزويلي أوغو شافيز الذي طرد السفير الاسرائيلي من كراكاس وموقف الرئيس البوليفي ايفور موراليس الذي أعلن قطع علاقات بلاده مع إسرائيل، ورفض استقبال الحكومة التركية لتسيبي ليفني، وكذلك موقف رئيس الوزراء التركي من شمعون بيريز وانسحابه من منتدى دافوس وقوله لبيريز « أنتم تقتلون البشر». ويختتم المؤلف كتابه بالاشارة إلى اعترافات العدو الصهيوني بالهزيمة وبقوة المقاومة, وموثقا جرائم اسرائيل وقتلها وجرحها لأكثر من سبعة آلاف فلسطيني وتدميرها الهمجي لقطاع غزة وصور رائعة من الصمود الفلسطيني. |
|