تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


معكم وضدكم!

البقعة الساخنة
الخميس 19-3-2009م
أحمد حمادة

محاباة اسرائيل والتستر على جرائمها العنصرية واستخدام حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار يجرمها أو يدينها أو يطالبها باحترام قرارات الشرعية الدولية، هي سياسة أميركية معلنة، لا بل تكاد تكون من الثوابت التي لا يمكن الخروج عنها في عرف الدبلوماسية الأميركية.

اللافت اليوم بعد الحملة الاسرائيلية-الأميركية المنظمة ضد مؤتمر دوربان الثاني خوفاً من مساواة الصهيونية بالعنصرية وإدانة اسرائيل على سياستها العنصرية البغيضة هو انضمام مزيد من الدول الأوروبية والغربية إلى هذه الحملة، مع أنها دول ترفض التمييز العنصري وتطالب باحترام حقوق الانسان وتدعي حرصها على العدالة والمساواة، وتقيم الدنيا ولا تقعدها عندما يتعلق الأمر بدولة عربية أو أفريقية، كما نشهد ذلك في فصول المؤامرة ضد السودان.‏‏

فمن غير المبرر أن تنضمّ دول كبرى مثل كندا وايطاليا وفرنسا إلى هذه الحملة أو أن تصطف دول أخرى إلى جانب هذه المواقف، كما أشار المقرر الأممي الخاص بمناهضة العنصرية (دودو ديان) الذي قال إنه يعتقد بوجود رغبة لدى الدول الأوروبية في انتهاج سياسة مشتركة لمقاطعة مؤتمر دوربان الثاني المقرر عقده في جنيف في نيسان القادم.‏‏

فهل يمكن تبرير مثل هذه المواقف وخصوصاً أن هذه الدول، وفي مقدمتها الدول الأوروبية كانت للتو تنتقد بشدة ممارسات الكيان الاسرائيلي ضد الفلسطينيين، وتعتبر عدوانه الأخير على غزة جريمة حرب مارس خلالها هذا الكيان أبشع أنواع الجرائم العنصرية، وطالبت معظم المنظمات الحقوقية الأوروبية بمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة أمام محكمة لاهاي وبقية المحاكم الدولية؟!.‏‏

وما معنى أن تدافع هذه الدولة أو تلك عن حقوق الانسان ثم تتستر على أكبر انتهاكات لهذه الحقوق في تاريخ الانسانية، قام بها الكيان الاسرائيلي على مرأى ومسمع من العالم كله مستخدماً أعتى الأسلحة المحرمة دولياً؟! ahmadh@ureach.com‏

‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية