|
ترجمة فالاقتصاد الأمريكي اليوم في حالة سقوط إثر انهيار النظام المصرفي في الولايات المتحدة مؤخراً وتعرض الشرائح المنتجة من الشعب الأمريكي في كل أنحاء البلاد لتراجع مستوى معيشتها، والأمة التي سبق لنا وشهدنا تألقها تفيد الهيرالدتريبيون بدأت شعلتها تخبو أمام أعيننا في الوقت الذي تضخ فيه بلايين الدولارات في آلة الحرب الدائرة في كل من أفغانستان والعراق رغم أن مهمتها لا تزال غير محددة الأبعاد، فبدء واشنطن بوضع خطة ترمي إلى تقليص حجم قواتها الأمريكية في العراق على أرض الواقع لن يأتي بالنتائج المرجوة نظراً لمتابعة إرسال الآلاف من قواتها الإضافية إلى أفغانستان، ولا تزال الأهداف الاستراتيجية لهذا التصعيد كما نوه «روبرت غيتس» وزير الدفاع الأمريكي غير واضحة المعالم حتى الآن. فقد رد «روبرت غيتس » على تساؤل حول هذا الموضوع خلال لقاء صحفي أجرته معه قناة N.B.C قائلاً: نحن نجري محادثات مع الأوروبيين «حلفائنا» ،نستطلع من خلالها آراء شرائح واسعة لنحصل من ثم على وجهات نظر متباينة تتعلق برؤية عامة للاستراتيجية التي يتوجب علينا تبنيها وللشكل الذي ستكون عليه استراتيجيتنا قبل أن يضيف باستمرار يلح علي السؤال كم من الزمن سيستغرقه بقاء القوات الأمريكية الإضافية التي يبلغ تعدادها 17،000 جندي في أفغانستان وهل تحتاج تلك الفترة إلى مزيد من القوات؟ إن الأمر يعتمد على النتائج التي ستتمخص عنها تلك الاستراتيجية والتي أتوقع أن ينطلق العمل بها خلال الأسابيع القليلة القادمة يختتم «غيتس» وتتابع الهيرالدتريبيون منذ سبع سنوات ونحن نحتل أفغانستان لكننا لم نتمكن حتى اليوم من كسر شوكة القاعدة أو طالبان، كذلك لم نقم باعتقال أو تصفية أسامة بن لادن، حتى إننا لم نحدد أية استراتيجية تصعيدية تخدم هذا الهدف أو على أقل تقدير استراتيجية للخروج من أفغانستان. أما بالنسبة للعراق فقد أعلن أوباما قبل أيام أن القوات الأمريكية البديلة ستقوم خلال العام القادم بانسحاب ملموس من العراق وأن العمليات الأمريكية القتالية ستتوقف نهاية شهر آب 2010 لكن أوباما سرعان ما أضاف قائلاً: ستتابع قوات أمريكية طارئة قوامها 50.000 جندي انتشارها في العراق خلال فترة انتقالية لم يحددها. إنها أعداد ضخمة من القوات الأمريكية كما وأن تكاليف انتشارها هناك ستكون باهظة الثمن وتستطرد الهيرالدتريبيون قائلة: أثار تعليق أوباما الدهشة حين قال ستكون هناك بالتأكيد أوقات صعبة نمر بها مع احتمال إجراء تعديلات تكتيكية على تلك الاستراتيجية، لكن يجب ألا يتسرب الشك إلى أعدائنا بالنسبة لتلك المخططات التي ستمنح وحداتنا العسكرية قوة ومرونة تحتاجها لدعم حلفائنا العراقيين وتؤهلنا لتحقيق النجاح، وخلاصة القول سنلتزم بالمستجدات في بؤرتي الصراع تلك لفترة غير قصيرة وتتمثل أفضل الحلول لإنهاء هذين الصراعين بوجود خطة سياسية فعالة، ويمكن بسهولة تخيل السيناريو القادم، تندلع فيه الحروب في كل من أفغانستان والعراق مع غرق الولايات المتحدة الأمريكية في أزمة مالية طويلة الأمد في الداخل ما سيقوض الجهود الواهنة لتعافي الاقتصاد الأمريكي على غرار ما حدث لحضارات ذات شأن قضت من خلال انجرافها وراء حروب لا تعرف نهايتها. لقد دفعنا ثمناً باهظاً لتمويل هذين الحربين بالإضافة إلى مقتل آلاف الجنود الأمريكيين المتطوعين والنظاميين في ساحات المعارك ومعاناة آخرين من إصابات تقعدهم وتشل حركتهم عن العمل. |
|