تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عصبية الشباب .. هل هي صفة متلازمة معهم..؟

شباب
الخميس 19-3-2009م
آنا عزيز الخضر

مشكلات حياتية قد تكون عابرة، يتعامل معها بعض الشباب بالقبول والتجاوز، وآخرون بالعصبية والاضطراب والتشنج، ما ينعكس على آلية التواصل والتفاهم مع المحيط، هذه السلوكية نلاحظها عند الشباب، وما حالة العنف إلا أحد تجلياتها كما العدوانية وقلة الثقة بالآخرين،

وغالباً ما يشكو الأهل من تعامل ابنهم بنفور من دون سبب واضح، وقد يكون الفشل في العلاقات الاجتماعية أو الشخصية أحد أسبابها فإحدى الشابات تنتظر موعد خطوبتها الذي لن يأتي، فتعيش حالة من العصبية والتشنج لمدة طويلة قبل التخلص منها بمساعدة الأهل وما إلى ذلك من مشكلات تشكل ضغوطاً نفسية تكون العصبية رد فعل طبيعي لها، فهل هذه الصفة تتلازم مع الشباب أم هناك مقدمات قابلة للقراءة توصل إلى تلك النتائج، إذ يؤكد الاختصاصي الاجتماعي الأستاذ «عيسى شعبان» أن لعصبية الشباب أسباباً كثيرة أولها إثبات ذاته أمام المحيط وتحديداً ذاك الذي لا يتفهم نفسيته، وضعه، مكانته الجديدة، لا يتقبل الشاب ذلك فتكون ردة فعله متشنجة وعصبية وتابع الحديث قائلاً: حالة جديدة وواقع فرض نفسه لم نأخذه بعين الاعتبار بالشكل المطلوب فنحن في عصر السرعة والشاب يدرك تأخره وتقصيره من خلال علاقاته مع زملائه وشلته بوجود معطيات مزدحمة تشعره بالتقصير وأنه تفوته أشياء لا يمكنه اللحاق بها، فهناك إنترنت وهناك تفاوت ثقافي ومادي ومعلوماتي...وهكذا فيقرع إحساسه بالنقص وبالانفعال والعنف وهذه السرعة تولد التوتر عنده، فشاب من عمره قبل عشرين سنة كان ينتظر لمدة خمس ساعات أمام مدرسة البنات ليرى فتاة أحلامه وهو عبر الموبايل يحدثها الآن بدقائق، فهو يفتقد إلى الأريحية والأحاسيس الرومنسية اللطيفة‏

مضافاً إلى الظروف الحياتية العامة من الضجة إلى كثرة الناس- السيارات- الازدحام ، وكل هذه الضغوط يفرغها بأسلوب الغضب السريع, هذا عدا المشكلات الخاصة بكل فرد ,عدا المصاريف الحياتية المتزايدة حيث زادت الرفاهيات والكماليات في الحياة، فالمشاوير أمست ضرورية والموضة أيضاًَ وكل ما يقوم به أقرانه، كلها تخلق ردات فعل سلبية غير متوازنة ولاإرادية تجاه المجتمع والناس والأسرة فهذه المجريات الحياتية تفرض نفسها وبالتالي لابد من توعية وترسيخ قناعة عبر توجيه الأهل للشاب لأشياء يحبها والتنمية لرغبات وميول منطقية تحد من تلك الاستفزازات لأنه لا يمكن الهروب منها ومجتمعنا أصبح تخصيصاً وبالتالي من الضروري توجيه الشاب إن أحب إلى الموسيقا أو الرياضة أو المسرح وكل ما يشعره بذاته ومكانته في المجتمع والذي أصبح أكثر وعياً من السابق في تفهمه لعمر الشباب، فالحالة الاستباقية المطلوبة هي خلق قناعة حياتية تجاه المطبات المحتملة ليتمكن من ضبط ردة فعل تكون وفق آلية منطقية بعيدة عن الضياع وهذه المسوؤلية تجاه الشاب تكون مشتركة بين الأهل والمدرسة ومحيط الشاب إن قلنا إن المؤسسات الاجتماعية غير مؤهلة لهذا الدور.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية