تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ميزان العلاقة في الأسرة من يحكمها؟

شباب
الخميس 19-3-2009م
علاء الدين محمد

يردد الشباب والشابات شكاوى كثيرة عن علاقتهم بأسرهم ربما يكون الطرفان محقين وربما لا حسب سبب الخلاف، فإذا كان السبب المصروف فهل يتحمل الشباب الضائقة المالية التي تمر بها الأسرة وهل يفهم الآباء المتطلبات الجديدة لأبنائهم الشباب وهل يعي الشباب الأعباء الملقاة على عاتق الأب تجاه الأسرة؟

وماذا عن مشاركة الشباب في حياة أسرهم وخصوصاً المادية، وهل يشعرون بهذا الانتماء والارتباط الأسري؟ ولإلقاء الضوء على هذه النقاط كان لنا اللقاءات التالية:‏

علاقتي مع الأهل فيها الكثير من الصعوبات والعرقلات التي تبدأ ولا تنتهي فكلمة «لا» مرتبطة في كل طرح يطرح بيني وبينهم تحت عنوان خوفهم عليّ والفتاة مثل المرأة حتى الزيارات محسوبة والصداقات مدروسة بالنسبة لهم والعلاقة مع الجنس الآخر يضعون حواجز كثيرة ولا يفضلونها على الإطلاق، أنا أحلم وأتمنى أن أسأل والدتي يوماً إلا وتحاكمني هذا ما قالته ميس عن علاقتها بأسرتها.‏

أما وليد فقال: لديّ طاقة شبابية جامحة إلا أن أهلي يعتبرونها فورة ولايستوعبونها، فأحس بالغبن عندما ألمس مراقبتهم لتحركاتي وزجرهم الدائم لمواقفي والذي يزيد الطين بلة أنني لا أستطيع أن أخلو بنفسي بعيداً عن أعينهم لأريحهم وأريح نفسي والسبب هو ضيق المنزل وعدم وجود غرفة خاصة بي، هذا ما دفعني لترك المنزل والبحث عن بديل يعوضني بعضاً من آمالي وتطلعاتي.‏

وللشابة هيا حكاية مختلفة بعض الشيء تقول: تركت الجامعة وبحثت عن عمل لشعوري بالضيق والتشظي من هذا الواقع المزري لأنني كنت كلما أطلب بعضاً من احتياجاتي الجامعية أرى الامتعاض من قبل أبي وأشعر بأنني أحرجه وأحرج معه فلا طاقة له في تأمين احتياجات البيت ومستلزماتنا التعليمية لذلك آليت على نفسي دخول ميدان العمل وترك الجامعة كي أقدر على المساعدة والمشاركة الاقتصادية في الحياة الأسرية لكن على حساب مستقبلي ودراستي، وأيضاً يحدثنا محمد بصراحة وشفافية عن واقع حاله إذ قال: أسرتي منشغلة بالبروتوكولات العائلية على نطاق واسع ولا تهتم ولا تبالي برغباتي وميولي نادراً ما يسألني أحد عن وقتي كيف أمضيه ومع من أقضيه كيف وأين، علماً أنهم يعلمون بأني عاطل عن العمل فلا أشعر يوماً بالارتباط الحقيقي والحميمية الأسرية صحيح أنا أعيش ضمن هذا الإطار العائلي لكن بالاسم فقط والذي يؤرقني ويدميني عندما أغيب عن البيت لأيام فلا أشكل أي فراغ وإذا عدت فالأمر سيان والسبب لا أعرفه على الإطلاق، وغالباً ما يقولون: (إذ راح بيريح) هذا هو النمط الذي ألفت عليه أهلي، كم منغمسون في ضجيجهم غير مبالين بما حولهم.‏

وكان أبرز الجوانب التي اهتمت بها الأبحاث المقدمة لدعم استراتيجية وطنية للشباب السوري في ورقة مقدمة من الاستاذ عصام أوغلو من هيئة تخطيط الدولة عن الشباب ومحيطهم الأسروي بيّن وجود عدد من المشكلات في محيطهم الأسروي والتي تنعكس عليهم بشكل مباشر أو عدم مباشر من هذه المشكلات حسب مسح للشبيبة الخلافات المستمرة بين الوالدين تنعكس الخلافات المستمرة بين الوالدين على نفسية جميع أفراد الأسرة وخاصة الشباب وربما تنعكس على حياة الشباب الأسروية في المستقبل رغم أن نسبة الشباب الذين ينتابهم القلق حول هذه المشكلة بشكل دائم بمقدار 9،8 نقاط مئوية عن نسبة الذين ينتابهم القلق أحياناً، وترتفع هذه النسبة بين النساء أكثر منها عند الذكور نظراً لوجود الإناث بشكل أكبر في المنزل.‏

يليها في الأهمية التفرقة بين الاخوة وخاصة بين الإناث والذكور وانشغال الأب بقضاياه الشخصية وسوء معاملة الأب، وانشغال الأم بقضاياها الشخصية، وسوء معاملة الأم، وسوء معاملة الأخوة، كما أوضح أن نتائج مسح الشباب للهيئة السورية لشؤون الأسرة لعام 2007 بينت أن الشباب المبحوثين يرون أن المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي يعانون منها في محيط الأسرة تؤدي إلى تأزم نفسي وسلوكي.‏

كما أن عدم ثبات العلاقة بين عدد من الشباب وأسرهم سيؤدي دون شك إلى احساس هؤلاء الشباب بأن ارادتهم مغتصبة وبالتالي سيعانون من مشاعر مؤلمة جداً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية