|
شباب أعلى مستوى من التفاعلية وقد ناقش الملتقى خلال جلساته الثلاث عدة محاور، بدأها بمحور «الإعلام الالكتروني» الذي حاضر فيه الأستاذ يعقوب قدوري - مدير تحرير موقع سيريانيوز، حيث لفت في محاضرته إلى هذا الوافد الجديد، ذي التاريخ القصير والمستقبل الواسع، والذي يشكل تحدياً آخر أمام الاذاعة والتلفزيون في ظل الامكانيات التقنية المتاحة له، ووفر أعلى مستوى من التفاعلية في تاريخ وسائل الاعلام، واستطاع أن يدرك رجع الصدى بشكل فوري، لتنشر التعليقات بشكل لحظي تحت المادة نفسها ، لذلك فالصحفي الالكتروني مطالب بالالمام بخبرات فنية إضافة للعمل الصحفي فهو محرر ومراسل ومصور فوتوغراف وفيديو ومسجل صوت، كما أن مصداقية الاعلام الالكتروني تتأتى من الكادر العامل فيه. عامل جذب واهتمام ثم قدمت الآنسة أروى الشمالي - مديرة موقع e Damascus الالكتروني - شرحاً عن الاعلام الالكتروني، مبينة أن عدد مستخدمي الانترنيت في العالم يزيد عن 1.4 مليار عام 2008 وامتلك هذا العام الجديد عدداً من ميزات الاعلام المسموع والمرئي والمطبوع يمزجها بقالب يحاكي العصر ومتطلباته، كما أن المحتوى العربي يهم شريحة الشباب كونه يشكل عامل جذب واهتمام لهم، فهم يفكرون ويتساءلون عن الصورة التي نقدمها للخارج، ويتابعون ماذا ندون؟ وعن ماذا نتكلم؟ وأشارت إلى أن قارئ الانترنت مزاجي وملول جداً. التلفزيون..سلاح ذو حدين وفيما يخص الاعلام المرئي كان للاعلامية فداء انطكلي «معدة في الفضائية السورية» مداخلة تناولت فيها آلية العمل في التلفزيون العربي السوري، وماهية البرامج المقدمة، وكيف يتم الإعداد لها، وقالت: للإعلام أثر كبير على الشباب اليوم، فهو سلاح ذو حدين، فإما أن يكون نافعاً أو يكون ضاراً، وبالتالي تأتي نتائجه عكسية، خصوصاً على فئة الشباب، والذين يوجهون لنا دائماً همسات عتب، أنهم لايشاهدون الأمور التي تلامس اهتماماتهم ورغباتهم، ونحن هنا لإيضاح آلية العمل والصعوبات التي نواجهها، ونسعى لمعرفة الأشياء التي يريدونها من الإعلام المرئي، ولنكون صلة وصل بينهم وبين فريق العمل في التلفزيون، حتى نقدم لهم شيئاً مشوقاً وجذاباً، وبنفس الوقت فيه رسالة مفيدة لهم، لأنهم بهذه السن يصعب ارضاؤهم. فيما تحدث الاعلامي رامي حسن عن مقومات مذيع الراديو والتلفزيون، فقال: عليه أن يتحلى بعدة صفات بدءاً من المصداقية وعدم التعرض لخصوصيات الناس والشخصيات العامة، كما أن الصوت أمر مهم جداً بالإضافة إلى الشخصية المتوازنة، بالإضافة إلى أن العمل الاذاعي فيه صعوبة أكثر من العمل التلفزيوني، لأنه ينقل الحدث عبر الصوت. المطلوب..صحافة بروح شبابية أما المحور الثالث الذي تناوله الملتقى، فهو الصحافة المطبوعة ودور الشباب فيها، وبهذا الخصوص، تحدثت الزميلة لينا ديوب، قائلة: إذا كان جمهور الإعلام نسبته الكبرى من الشباب فهم الأولى بالاهتمام، وأي وسيلة اعلامية تهمل جمهور الشباب ترتكب الخطأ الأكبر، والمدارس الصحفية العالمية بالنسبة لتوجيه الاعلام للشباب تعتمد إما على تقديم كل مواد الوسيلة الاعلامية بروح شبابية شكلا ومضموناً، أو تخصص جزءاً من موادها للشباب فتناقش مشكلاتهم وقضاياهم وتركز على رغباتهم واحتياجاتهم الاعلامية وهو الأسلوب الشائع في صحافتنا، أو تركز على فريق الوسيلة الاعلامية بدلاً من المضمون، حيث تطالب بأن يكون الفريق من الشباب على أساس أنه من الصعب فهم جيل لجيل آخر، والحل برأيي يكمن في يد الشباب أنفسهم وإعلان «الثورة» على كل من يحاول اقفال الأبواب في وجوههم، وأن يسحبوا الكراسي من تحت «غير الشباب» الذين يمنعونهم ويقررون عنهم. فتح المنابر الإعلامية من جهته أشار الأستاذ عمار الصبح في محاضرته إلى قضايا الشباب ومشكلاتهم التي لم تحتل حتى الآن حيزاً واسعاً في الاعلام، رغم أهمية هذه الشريحة في حياة أي مجتمع ودورها في التغيير والتطوير، وقال: إن فتح المنابر الإعلامية يساعد على التركيز على تحليل مشكلات الشباب وربطها بخصائص البيئة التي يعيشون فيها، ويصح إلقاء اللوم على الاعلام العربي بشكل عام الذي أهمل هموم الشباب ويتخلل هذا الاهمال تسليط الضوء على قضايا بسيطة مقارنة مع قضايا الشباب، لذلك ينبغي مشاركة الشباب في صنع المادة الاعلامية، وإعطاؤهم حرية التعبير والمشاركة العملية والحقيقية لردم الفجوة بين الاعلام والشباب. نقاشات ساخنة شهد الملتقى مشاركات وتعقيبات من الشباب المشاركين، دخلت في صلب عمل الاعلام بشكل عام وتفاصيل الاعلام الشبابي بشكل خاص، معتبرين أن الاعلام قصر بحقهم ولكنهم يسعون باتجاه طرح آرائهم رغم ذلك والسعي إلى التدريب والاستفادة من خبرة المحاضرين، لأخذ مكانهم في وسائل الاعلام كإعلاميين وصحفيين شباب. في حين أشار السيد محمد فراس منصور - مدير النادي الاعلامي بفرع دمشق - أن الملتقى شكل فرصة لحوار فعال وبناء الثقة بين وسائل الاعلام والفئة الشبابية، ولسماع مقترحات الشباب ورفعها إلى مركز البحوث الشبابية للاستفادة منها. السيد أحمد الدرع - مدير النادي الاعلامي بفرع ريف دمشق بين أن هذا النشاط هو جزء من فعاليات يقوم بها الفرعان في مجال إعداد الشباب، وطرح عدة أفكار للنهوض بالاعلام الشبابي الذي يحتل اهتماماً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، حيث يتم الاعداد حالياً لاستراتيجية وطنية للشباب يكون الاعلام أحد أعمدتها الأساسية. مشاركون شباب على هامش الملتقى، كانت لنا وقفة مع بعض الشباب المشاركين، ريم حمود، قالت: أتاح لنا هذا الملتقى التعرف على الجوانب الخفية المتعلقة بالاعلام، وخاصة الالكتروني وكيفية التعامل مع الانترنت. دعاء عبد المنعم، قالت: أطمح أن يتطور الاعلام الموجه للشباب، فالاعلام الحالي يتصف بالجمود والضعف، ويمكن أن يسير نحو الأفضل بسماع آراء الشباب والتعرف إلى همومهم ومشكلاتهم. |
|