تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جنون العظمة لدى إسرائيل يقودها للهلاك

ترجمـــــــــــة
الأحد 30-12-2012
ترجمة: دلال ابراهيم

من يهدد إيران هذه الأيام هم ( أجبن الجبناء ) بينما الشجعان هم الذين يسعون إلى مواجهة وتطويق الجنون , وذلك منذ عهد رئيس جهاز الموساد الأسبق مائير دراغان لغاية وزير الداخلية ايلي يشاي .

لأنه في حال تجاسرت إيران على شن هجوم نووي على إسرائيل تكون قد حكمت على نفسها بالانتحار الجماعي المؤلم. لأن إسرائيل سوف يأتي ردها مباشرة , كما ولن يبقى العالم صامتاً . وتعلم ذلك تل أبيب , والأهم أن طهران تعلم ذلك أيضاً. ولكن ربما ركب الجنون عقل السلطة في طهران .‏

وبالتالي تعمل إسرائيل على التهديد بضرب إيران قبل فوات الأوان . والغالبية من الإسرائيليين مع هذا الإجراء . ولكن النقاش المطروح الدائر الآن حول إمكانيات ضرب إيران يدعو للاعتقاد أن الخلل العقلي موجود هنا في إسرائيل . فإن كانت الاضطرابات العقلية في طهران بحاجة إلى إثبات , فإن تلك الاضطرابات في إسرائيل واضحة .‏

لا تتمتع إسرائيل بقيادة عقلانية , علاوة على أن توجهاتها وسياستها ليس لها أي تفسير منطقي . ليس المنطق هو الذي يملي مواصلة عملية بناء المستوطنات , وليس المنطق هو الذي يفسر الحرب التي شنتها إسرائيل على السلطة الفلسطينية , ولا المنطق هو الذي يقودها إلى تعزيز قوة حماس منذ حصار غزة لغاية إخلاء سبيل أسرى حماس فقط . وليس منطقاً الاستمرار في اعتقال مروان البرغوثي. كما وليس منطقياً تدهور العلاقات مع تركيا , ولم تكن عملية ( الرصاص المصبوب ) التي سببت أضراراً لإسرائيل منطقية. وليس منطقياً نشر الخوف من ( الربيع العربي ) الذي يمكن أن يضمن لإسرائيل الهدوء بضع سنوات مع بلدان حلت جيوشها وحيث ركز المجتمع قضاياه حول مسائل محلية والأنظمة جاثية على ركبتيها . وبالتأكيد لا يوجد أي منطق في الاستمرار في الاحتلال الذي يعرض إسرائيل للخطر اكثر من أي شيء آخر .‏

وثمة شيء آخر يقود السياسة الإسرائيلية , وهو ليس المنطق . ولا يمكننا أن نشكك الرأي العام الإسرائيلي بعدم قيادته بشكل عقلاني . حيث إن الغالبية العظمى من الإسرائيليين تعتقد أن ضرب إيران سوف يؤدي إلى إشعال المنطقة , وعلى الرغم من ذلك تؤيد الغالبية منهم ضرب إيران . فإن كان هذا دليلاً على الصحة العقلية , فما هو الجنون ؟‏

لا يوجد تفسير عقلاني على قرع طبول الحرب ضد إيران . ومخاطر شن تل أبيب حربها واضحة جلية ومخيفة في نفس الوقت . ليس ثمة خطر في أن نرى إيران تستخدم السلاح النووي . وعلى الرغم من ذلك تلعب إسرائيل بنار الجحيم. فالإسرائيليون يفضلون وضع حاجز يتكون من آلاف الصواريخ – التي تؤدي إلى إراقة الدماء والدمار المباشر – على خطر وهمي في هجوم انتحاري لإيران ( مجنون ) في المستقبل , كما وأنهم يفضلون جنون العظمة النظامي مترافق مع تهديدات واضحة وتحضيرات علنية لما يمكن أن يصبح مهمة انتحارية اسرائيلية .‏

حتى ولو كانت جميع هذه التصريحات المتناغمة , وتلك المناورات , وهذا الدخان الملتف ليست تهديدات , فهي ليست إنذارات . لأن إيران المهددة تصبح أيضاً خطيرة . ويمكن أن تشن حرباً استباقية ضد إسرائيل .‏

وضمن هذا السياق نقول , إن إيران تريد امتلاك السلاح النووي من أجل حماية أرضها . لقد رأت كيف تم شن الحرب على العراق وليبيا . ولا بد من الإشارة أنه في حال امتلكت الخيار النووي فإن العالم لن يتعرض لها , كما لم يتعرض لكوريا الشمالية أو الباكستان . علاوة على ذلك , تريد إيران أن تصبح قوة إقليمية في الشرق الأوسط , وهي تعلم أن أجهزة الطرد المركزي هي وسيلة للوصول إلى ذلك . وكان الأحرى منعها من الوصول إلى ذلك , عبر ممارسة الضغوط عليها . ولكن من الواضح أن شن حرب عليها لن يمنعها من امتلاك السلاح النووي .‏

والنتيجة الوحيدة التي يمكن استخلاصها هي أن هناك الكثير من الحكومات غير العقلانية في الشرق الأوسط , وليست حكماً في طهران . إن الخوف , وهو خوف في جزء منه لا أساس له , الذي يتملك إسرائيل هو ثمرة بذرة الخوف التي زرعوها والشيطنة التي يصنعونها سواء فيما يتعلق بانفلونزا الخنازير أو البرنامج النووي الإيراني . وفي الوقت نفسه , فإن جنون العظمة تشي بأن إسرائيل يمكن أن تطلق صواريخ في المنطقة حيث يحلو لها .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية