|
البقعة الساخنة الوطن سورية أولاً، وثانياً، وثالثاً ليس من مبدأ الآخرين الذين طرحوا مقولة الأردن أولاً، أو لبنان أولاً أو.. بل من مبدأ أساس يعرفه كل مواطن عربي أينما كان وأينما حلّ وإن كان تعامى بعضهم عن الحقيقة، والمبدأ أن لا أمة ولاوطن عربياً دون سورية أبداً. وليس ترفاً شعاراتياً حين نقول سورية قلب الأمة وروحها وضميرها ومحركها، وصانعة أمجادها، وانتصاراتها وهي حاملة راياتها.. لانرفع ذلك لأننا نريد أن نبني أمجاداً من وهم أو شعارات، بل لأن حقائق التاريخ والجغرافيا تؤكد ذلك ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. هل نذكر الذين تورمت أدمغتهم وانتفخت وصارت بحجم حبة الفاصولياء.. نذكرهم: كيف أتى الفرنجة إليها، وكيف جاء المغول والتتر والعثمانيون، والاستعمار الغربي.. أرادوا تحطيمها أولاً وأولاً.. كيف زرعوا الكيان الصهيوني في قلب سورية الطبيعية؟. واليوم ألا يكملون ما بدؤوه منذ زمن بعيد؟!. الأزمة في سورية التي صب العالم المتوحش والحاقد زيته كلّه على نارها، وقدّم حطبها.. الأزمة هذه ليست إلا امتداداً لكل محاولات التدمير والتخريب لهذا الجسد والقلب.. فما الذي يريدونه من غير سورية.. بل ما الذي يمكن أن تفعله بلدان الأعراب الأخرى.،. نفط يصب في مدن ومصانع الغرب، وأموال وكرامات تهدر في بواخير عاهراتهم ورحلات ليل ونهار إلى الكيان الصهيوني.. أو بعد هذا يريدون منهم شيئاً؟. من هنا نقف على تخوم العام الجديد ننظر بعين الحزن على ماحدث وبعين الأمل والكبرياء لأننا لم نبنِ دولة من وهمٍ، ولم نرفع شعارات براقة، بل كانت أفعالنا قبل أقوالنا حصاد عام ليس كالأعوام: عالم يزداد تآمراً ونذالة، وأقنعة تتكشف، وعري يزداد عهراً، ومع ذلك كله ثمة شعب يقدم الشهداء قوافل، قوافل، لم ينكسر، لم ينهزم، في حرب عالمية ثالثة، فيها كل أدوات الفتك العصرية، حرب لم تعد افتراضية أبداً، بل هي سياسة الأرض المحروقة. عالم يمرّ ونحن نقرأ في صفحاته كيف تعرت الوحوش الكاسرة من ثوبها الذي ارتدته، كيف اجتمعت محاولة أن تكون سورية وليمة على طاولتها.. وهي التي لم تجتمع ولم تعمل في أزمة كما عملت وكما حاولت أن تفعل لتدمير سورية. ربما نظن أن الأزمة قد طالت وأن الخراب الذي تركوه كبير لكننا واثقون من يومنا، ومن غدنا، كما وثقتنا من أنفسنا.. عام مرّ الحصاد حزن وآلام وآمال لكنه عام الصمود، عام يصهر الذهب ليزداد نقاء.. فقط نقول: محكومون بفشلهم، ومحكومون بالنصر، محكومون بسورية المتجددة وإن غداً لناظره قريب. |
|