تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تزلف ومحاباة

اقتصاد عربي دولي
الأحد 30-12-2012
مرشد النايف

عند الحديث عن حافة الهاوية المالية, يأتي ملف الضرائب على الدخل في صلب الجدل بين الفريقين الأمريكيين, فالضرائب في أدنى مستوياتها منذ نهاية ولاية الرئيس رونالد ريغان قبل 23 عاما وحتى اليوم, وهي متدنية بالمعايير العالمية أيضا,

فالولايات المتحدة تسجل ثالث أدنى مستوى ضريبي بين دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الـ34 , يسبقها فقط تشيلي والمكسيك، حيث لا تتعدى نسبة الضرائب الإلزامية على الثروة الوطنية (إجمالي الناتج الداخلي) في امريكا نسبة الربع,في حين تتجاوز44 % في فرنسا, التي تفرض ثالث أعلى ضرائب في مجموعة هذه الدول الثرية بحسب تصنيف العام 2011.‏

المستوى المتدني الحالي للموارد الضريبية,وهو الأدنى منذ عام 1950, هو مابرر الانكماش في عام 2008 . نعم، الانكماش كان احد مفرزات تدني العوائد الفيدرالية. وبطء الانتعاش الاقتصادي كان من المفرزات أيضا,وكل ذلك الرخاء الضريبي كان يأتي في سياقات من المحاباة السياسية للناخبين,وتزلفا لفريق دون آخر,فالضريبة على الأمريكيين الأكثر ثراء,لم تكن بهذا المستوى من التدني الذي وصلته اليوم.‏

في الخمسينات كانت الشريحة الأعلى من الضريبة على «أثرى الأثرياء» تصل إلى 91 %,وتراجعت الى 70% فيما بعد,وجاء ريغان ليخفضها الى 50 % ثم الى 28 %,وأعاد رفعها كلينتون الى 40 % ,فجاء بوش الابن و خفضها مجددا الى 35 % وهو المستوى الذي أبقاه اوباما.‏

اعتادت الولايات المتحدة الأمريكية إنتاج نمو اقتصادي مدعوم بالقروض لزيادة الإنفاق العام وتخفيض الضرائب,حتى غدت أعباؤها تريليونية,وهومايجعل من عثرتهامصيبة,فالاقتصاد الكبيروالضخم جدايجعل من عملية إنقاذها عملية صعبة, صعوبة إخراج فيل من حفرة ضيقة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية