|
موقع ALTER -INFO وقال بيلان خلال تظاهرة احتجاج أمام الكنيست، على رفض المدارس الدينية استيعاب مئة تلميذ اثيوبي يهودي «اشتريت لابني حقيبة، وقد رأى المدرسة أمام مبنى البلدية في بتاح تكفا، لكنهم لم يقبلوه لأنه أسود». وقد أبلغت المدارس آباء التلاميذ، بمن فيهم بيلان، أن الأطفال يمكن أن يقبلوا في صفوف منفصلة حتى يستدركوا تقصيرهم. ويعتبر الكثيرون من اليهود الاثيوبيين أن تصرف المدارس دلالة على أن ثمة تمييزاً عنصرياً مستمراً، سيؤدي إلى تلاشي الأسباب البراقة التي جذبت الكثيرين منهم إلى «اسرائيل». على حين أن مسؤولين حكوميين أوصوا المدارس الدينية التي تلقى دعماً من الأموال العامة، بأن تتلقى الأطفال الاثيوبيين الذين لا يزالون متخلفين عن بقية التلاميذ في اللغة والعلوم وغيرهما من الموضوعات. وصمة عار... خلال تظاهرة الإثنين 31 آب، سد المئات مدخل مبنى البلدية في بتاح تكفا، إحدى ضواحي تل أبيب، ومفارق الطرق المحيطة بها، وكتب أحد المتظاهرين على قميصه «نريد المساواة، نحن يهود أيضاً». وحث منظم التظاهرة أوري قابضي المجتمع على مكبر الصوت بلغته الأمهرية وباللغة العبرية، ليهتف الحشد: «فلتسقط العنصرية والتمييز العرقي». وأكد قابضي أن «الأطفال الاثيوبيين ستوضع عليهم وصمة عار» ولن يستطيعوا التطور في المجتمع »، وأن الأمر سيترك فيهم آثاراً عميقة. ومع أن شلومو مولا عضو الكنيست الاسرئيلي الاثيوبي الأصل قال إن التمييز العنصري ضد الاثيوبيين هو محلي أكثر من كونه مزمناً، وإن التوتر العرقي هو حقيقة من حقائق الحياة في المجتمع الذي يحتوي على مهاجرين من أصول مختلفة، لكن الكثيرون يعتقدون أن كل ذلك يحدث بسبب لون بشرتهم. وقال دملاش بيلاي مدرس اللغة الانكليزية: «حسبنا أن اسرائيل بلدنا، قالوا لنا في اثيوبيا إن اسرائيل بلد ديمقراطي، لكننا لقينا فيها التمييز العنصري». منذ عام 2000 قبلت «اسرائيل» هجرة الآلاف من الفلاشامورا، المسيحيين الاثيوبيين الذين ينحدرون من أصل يهودي، الذين قررت الحاخامية الاسرائيلية ادخالهم في عملية طويلة للتحول إلى الدين اليهودي، والتأكد من صحة يهوديتهم. وكانت الغاية من الهجرة الاثيوبية إلى «اسرائيل» (111 ألف مهاجر)، أن استغلت في تحسين صورة اسرائيل، وقد امتلاءت البروشورات الاسرائيلية بالوجوه الاثيوبية ذات يوم، لتسليط الضوء على أن «اسرائيل» بلد ذو طابع متعدد الأعراق، وذلك للتخفيف من الاتهامات بالعنصرية. واليهود الاثيوبيون يشكلون نسبة ضئيلة في «اسرائيل»، ومعظمهم وصل إليها في الثمانينات والتسعينيات من خلال عمليات هجرة سرية رحبت بها المجتمعات اليهودية في العالم ودعمتها بوصفها تجسيداً لمصلحة الدولة العليا في استقبال اليهود المعرضين للخطر. ولكن على اليهود الاثيوبيين أن يكافحوا اجتماعياً واقتصادياً، ونحو ثلثيهم يتلقون المساعدات من وكالات الرعاية الاجتماعية. وقد أكدت مجموعة من الاستشاريين الاثيوبيين أن أكثر بقليل من 10٪ منهم يتلقون تعليماً ما بعد مرحلة الثانوي مقارنة مع 40٪ من اليهود الاسرائيليين. وتختلف التفسيرات حول أسباب ذلك، والبعض يتحدث عن مشكلات يعاني منها اليهود الاثيوبيون في الانتقال من مجتمع زراعي في بلدهم الأصلي إلى مجتمع اقتصادي تهيمن عليه التكنولوجيا في «اسرائيل». ويرى آخرون أنها رسالة تذكير بالتمييز العرقي الذي لقيته الموجات السابقة من المهاجرين اليهود الذين قدموا من البلدان العربية، وأن قيام الشرطة بتفريق المتظاهرين يذكر بصور النشاط من أجل الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية الجنوبية، لكن الأمر هنا يختلف بالنسبة للاثيوبيين. وبعضهم يقول إن مئات الملايين من الدولارات التي جمعت من يهود العالم لاستقبال الاثيوبيين في «اسرائيل»، أهدرت بسبب البيروقراطية والفساد. غير أن الكثيرين يعتقدون أن ثمة تفرقة بسبب اللون. وقد اعترف الناطق باسم بلدية بتاح تكفا، حيزي حكاك أن هناك فصلاً عنصرياً فعلياً في نظام المدارس العامة. فثمة مدارس فيها تلاميذ اثيوبيون 100٪، غير أن شلومو مولا يؤكد الشعور الوطني لديهم، ويؤكد ثقته بأن الاثيوبيين سيأخذون في النهاية مكانهم جنباً إلى جنب مع غيرهم من المهاجرين في المهام الرئيسية لصنع القرار في «اسرائيل». ولكن العقبات التي يعاني منها الأطفال اليهود من الاثيوبيين جعلت أحد الشبان في التظاهرة يعبر بمرارة: يقول داوجمبا الذي شارك في تظاهرة آب إنه «لن يخدم في الجيش الاسرائيلي، وإن لديه رغبة بترك اسرائيل». ويشكو المتظاهرون الاثيوبيون من أن بتاح تكفا ليست البلدية الوحيدة في «اسرائيل»، التي يوضع فيها التلاميذ في مدارس منفصلة، وأن التفرقة العنصرية لا تقتصر على النظام المدرسي. وتشير دراسة أجرتها صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن الاثيوبيين المتقدمين للعمل أقل حظوظاً في النجاح بمقابلة التوظيف، قياساً إلى الجماعات العرقية اليهودية الأخرى. ويقول دانيال أدامسو رئيس جمعية اليهود الاثيوبيين: هناك أناس جهلة ويفتقرون إلى المعرفة، ينظرون إلينا نظرة استعمارية، إنهم يعتقدون أن السود كارثة، وكانوا يعيشون في مكان آخر، فالثقافة اليهودية البيضاء لديها الكثير من الآراء النمطية، واليهود البيض يشعرون أن ثمة مشكلات بينهم وبين أناس مختلفين. |
|