تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحواريات الفنية...تحريك النار بالسكين !!

فضائيات
الأربعاء 16-9-2009م
هند بوظو

لم يكتف المنتجون والموزعون وأصحاب الفضائيات والمحطات العربية بالدراما لتكون (أمرا واقعا)بمواسم رمضان ومصدر ربح ممتازاً فذهبوا لتوظيف الفنان كاستثمار موفق...

وأفردت برامج لاستضافتهم على جميع الفضائيات العربية تقريبا...المصرية منها بالذات(نايل دراما،نايل لايف-نايل كوميديا-الفراعنة) كما أحدثت قناة فضائية القاهرة والناس التركيز فيها تم لاستقبال النجوم المصريين وبعض النجوم السوريين،وكذا الأمر على (ال بي سي)وقناة (الدنيا).‏

لكن اللافت هو أن التلفزيون السوري استبعد البرامج الحوارية الفنية وزاد على هذا إقصاءه (أنت ونجمك)و(ضي القناديل)...‏

إذا نحن نتكئ على مجد الدراما السورية فقط،ونتناسى صناعها لا أدري العبرة أو الخطة المبيتة وراء ذلك.‏

التلفزيونات العربية أدركت أنها غير قادرة على إنتاج برامج فنية أو منوعات ولا مسابقات..إلا في الحدود الدنيا(تأثرا بالأزمة المالية)،ربما لهذا عملت على إذكاء نار المشاهدة والاستفادة القصوى من فنانيها وفنانين عرب آخرين في تحصيل عائد إعلاني ربحي.‏

لكن الغريب أن التلفزيون السوري يدرك أن الدراما وأبطالها يشكلون عصبا حقيقيا عندنا كحالة تواصل مع الجمهور الذي يفتقد هذا التواصل في برامج كثيرة.‏

واقعيا الفنان السوري يمتلك خصائص الضيف التفاعلي الحيوي،فلماذا لم تتم الاستفادة منه في معالجة الواقع بشكل خلاق بدل أن يتركوا إلى سوانا؟‏

شئنا أم أبينا الوجود السحري للفنان عبر الشاشة في لقاء واقعي غير درامي يستعمل لإثارة ردات فعل الناس ...هو بالتأكيد استثمار ناجح بالنسبة للمحطات الفضائية العربية.‏

بالنتيجة فاللقاء هو وثيقة والفنان لو تيسر له مقدم تلفزيوني غير تقليدي ..واستشرافي...ومجتهد..سيكون مؤثرا ومحرضا على التنوع والتغيير.‏

لماذا نتبرأ من تأثير الحوارات الفنية على الناس؟ولا أقول هنا اللقاءات التي تجرى بشكلها الحالي المتكئة على النم وإثارة البغضاء والشحناء.‏

لايمكن تجاهل قدرة السوريين على الحوار بكفاءة واقتدار فهاهو نضال سيجري ومعه المعد معن صالح في أنت ونجمك استطاعا تشكيل(مؤسسة)قائمة بذاتها عندما فتحا الباب أمام الفنانين بالتعبير عن همومهم وطرحها بموضوعية علها تؤسس لحلول،فهو يملك خطته وبرنامجه وبالتأكيد قادر على التطوير.‏

وفي عودة إلى الفضائيات العربية وطرق تعاطيها مع الفنانين السوريين،فأنا شخصيا لاأبرئهم من نية توريطهم في الصراعات داخل وخارج الكواليس،فهذه القاعدة كانت في أعلى مستوياتها في برنامج لماذا،إعداد وتقديم طوني خليفة الذي استضاف الفنانين جمال سليمان وجمانة مراد المقيمين في مصر،واستفاد منهما للعلعة الأجواء واستصدار تصريحات تذهب باتجاه القيل والقال،فرغم ذكاء جمال إلا انه استجر إلى إطلاق تصريح مفاده(أن الدراما السورية لم تتفوق يوما على الدراما المصرية).معذور سليمان عندما نفهم العبرة من وراء كلامه هذا(المصلحة أشد عمى من الحب)القول لفولتير.‏

أما جمانة مراد التي لاتعكس بالمطلق ثقافة الفنانات السوريات اللواتي يعز كثيرا حضورهن في اللقاءات الفنية الحوارية،نتمنى عليها الاكتفاء بأعمالها السينمائية وغيرها...ولها علينا واجب النصيحة(المرء الخفيف كالإناء الفارغ يسهل مسكه بأذنيه)‏

التلفزيون السوري لم يستفد من موسم الفرجة الكاسحة وكانت لديه فرصة أضاعها بتوقفه دعم البرامج الفنية الحوارية لكنه أكيد سيفعلها بعد رمضان...تيمنا بسواه،ونقول لهم أخيرا وعندها (يطعمنا الحج والناس راجعة)‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية