|
فضائيات فالمنتجون لن يغامروا برأس المال هذه المرة للتصدي للرقابة لذا توقفوا عن مشاكستها مستثمرين النجاح والتوهج الذي بلغته الدراما في كل المواسم. بات التركيز واضحا على السيناريوهات نفسها التي أثارت نجاحا وحظيت بشعبية وأحيانا ممتازة،فمجتمع المدينة(محور الأعمال السورية الآن)بما يحملة من تناقضات وأحداث وغنى قصصي وحكاياتي مثير ومربك...فضائحي ومجنون..غريب وجديد شكل عامل جذب وإغراء إنتاجي كبير ومضمون، وكان صناع الدراما قد نجحوا بإزالة الحواجز الرقابية المكهربة عن قضايا ساخنة(انتحار الطبقة الوسطى أسباب ونتائج،الخيانة،الحمل خارج الزواج،التطرف،..الأمن، قضايا تمس الشرف والنزاهة...الفساد..العشوائيات). فهل اسقط في يد الرقابيون وتخلوا عن دورهم كعسس وعيون أم كانت المسألة بالأساس مفبركة ومفتعلة ومن استفاد منها لاشك كثيرون واستثمروا المنع والحذف لأسباب دعائية. أما العامل الأهم المساعد في كف يد الرقابة هو دعم الدراما بقرار سياسي لهذا انكفأ الرقابيون الذين غلبت عليهم المزاجية والخوف والتخويف. ليدخل المنتجون والمخرجون والكتاب في مسابقة محمومة لاستثمار توقف أو تراجع (المنع والقص )وتصنيع دراما اجتماعية ...فلمجرد الحديث عن (المجتمع)فان الدمعة تنفر من العين،وهذا ما اشتغل عليه صناع الدراما في سورية وزادوها كثيرا لغياب التنسيق بينهم كالعادة فأتحمونا بأحداث دامية وقاهرة وشخصيات مقهورة وجوه مليئة بالأسى والألم وبعضها بالقبح. هل رفض الواقع لا يتم إلا بالجنائزيات والفجائعيات،أليس فيه الكثير من الإغراء المفتعل لجذب الناس للفرجة على خيباتهم وأوجاعهم صحيح أن رصد الواقع وكشف المستور ووضعه تحت الشمس ليتخلص من عفنه مسألة تساهم في التصحيح والتغيير ولكن أن تتحول دراما الواقع إلى الوقوع في جلد النفس والآخرين فهي قضية تحتاج إلى إعادة نظر مع كثير من العدالة والرحمة والكثير من الشفقة علينا فنحن بالأصل في حالة يرثى لها،والدراما ليس مطلوبا منها أن تخلص علينا.. فلتفتحوا أفواهكم للخير ياجماعة،وما تقدمونه فأل ليس بحسن. الدراما الاجتماعية بزخمها المأساوي الحالي ربما ستصل بنا إلى تكريس العجز،وعواقب ما سينغرس في المشاهدين بسببها ربما يكون اشد خطورة من الحقيقة نفسها. فيا صناع الدراما إن القلوب مزارع تزرع فيها (طيب الكلام والمشاهد،فإن لم ينبت فيها كله..نبت بعضه)... |
|