تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أين نتجه للترفيه؟

شباب
الأربعاء 16-9-2009م
هند دمر حمودي

في وقت تزداد فيه تعقيدات الحياة يوماً بعد آخر أمام شريحة واسعة من الشباب كان لابد من البحث عن متنفس يساعدهم على الاستمرار في تحمل هذه العقبات والتغلب عليها والتي قد تحمل في طياتها أمراضاً نفسية وجسدية مالم يتم يتجاوزها.

ولكن هناك من يلجأ إلى المتنفس الخطأ وبالطريقة الخطأ عند غياب السبل الصحيحة للترفيه... وقد قام مركز الدراسات والبحوث في اتحاد شبيبة الثورة بإجراء دراسة حول اهتمام الشباب ببعض الأنشطة الترويحية، فاحتل نشاط زيارة الأصدقاء المرتبة الأولى بنسبة بلغت 69.1٪ يليها في المرتبة الثانية في الأماكن المخصصة بنسبة 31.1٪ ولتحتل الأنشطة الرياضية المرتبة الثالثة بنسبة 5٪، أما في المرتبة الرابعة فكان الذهاب إلى السينما بنسبة 3.5٪ وإن اعتبر البعض أن البحث عن المتنفس أو الأماكن الترفيهية ليس على هذا القدر من الأهمية، فأين هذه الأماكن التي يجب على الشباب التوجه إليها...؟‏

هل حقاً موجودة؟ وإن كانت كذلك فلما يحجم معظم أبناء هذه الشريحة عن ارتيادها ويفضلون عليها التسكع في الشوارع والحدائق العامة....‏

أين تلك الأماكن؟‏

أين تلك الأماكن الترفيهية؟ سؤال أجابتنا به سمية باستغراب عندما توجهنا لها بسؤالنا عن ماهية الأماكن الترفيهية التي ترتادها عادة فقالت: أماكن ترفيهية لنا كالنوادي وغيرها هذا مستحيل.... هذه الأماكن وجدت لأصحاب الطبقة الغنية ونحن لنا الحدائق والمقاهي وهذه أيضاً للأسف لانستطيع ارتيادها كما نريد لأنها لاتناسبنا كفتيات... تتفق مها مع سهير في الرأي بأن عدم اعتبار الحدائق والمقاهي أماكن ترفيهية مناسبة للجميع، وتعتبر دور السينما إحدى الأماكن التي يمكن أن يرتادها الشباب لمضيعة الوقت دون اعتبارها مكاناً ترفيهياً بكل معنى الكلمة ،وخاصة أن الأفلام التي تعرض في معظم دور السينما أكل عليها الدهر وشرب أو لا تتناسب مع جميع الأعمار وبالأخص الفتيات.‏

عماذا نتحدث؟‏

وبعبارات السخرية الواضحة أجابنا سعد عن سؤالنا عن الأماكن الترفيهية التي يرتادها فيقول: عن أي أماكن تتحدثون عن الملاعب ذات المساحات الواسعة أم صالات البلياردو والتزلج أم المسابح أم عن الحدائق والمقاهي التي يرتادها الصالح والطالح.... ويضيف ومن كثرتها أفضل اختيار التسكع في الشوارع والأسواق فهي أضحت أفضل وأرخص متنفس وهذا بالتأكيد فرض علينا فرضاً ولم يعد باختيارنا.‏

في حين أن سلمى ابنة الساحل أكدت أن شاطىء البحر في الصيف هو المتنفس الوحيد لها ولبنات جيلها وغير ذلك لايوجد وإن وجد فهو مرتفع الثمن لايتناسب ومصروفها الشخصي فتقول بصراحة دائماً يتكلم زملائي في الجامعة عن النوادي وأماكن ترفيهية يرتادونها دائماً لا أعرف عنها شيئاً سوى الاسم وهذا لايعنيني شيئاً فهي ليست ضرورية بالنسبة لي وإن كانت حقاً ضرورية فعلينا نحن اعتبارها غير ضرورية مادامت لاتتناسب والواقع الذي نعيشه.‏

وأخيراً لايختلف الجميع على أن الأماكن الترفيهية أضحت ضرورة ملحة لشريحة واسعة عن شباب اليوم في ظل ضغوط الحياة اليومية التي أنضجتهم قبل الأوان لكن على مايبدو أن ضيق حال اليد جعل الطرقات والشوارع المتنفس الأكثر حظاً لاستقبالهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية