تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءة في حدث... قوتان في قبضة الصهيونية

آراء
الأربعاء 16-9-2009م
د. اسكندر لوقا

وأما القوتان فهما الذهب والصحافة. هاتان القوتان كانت الحركة الصهيونية ولا تزال تسعى كي تستولي عليهما بغية تسخيرهما لخدمة أغراضها بأي وسيلة كانت.

ففي مطلع العام 1869، وتحديداً في الأول من شهر كانون الثاني، ألقى الحاخام «ريشون»، وهو أحد أقطاب الحركة الصهيونية العالمية، خطاباً في اجتماع حضره عدد من كبار الناشطين في الحركة، وعلى مقربة من قبر قديسهم «سيمون بن يهودا» الملقب بالأستاذ الأعظم المقدس في مدينة براغ، جاء فيه قوله بالحرف: منذ قرون عديدة حارب حكماؤنا الصليب بشجاعة، ومنذ ذلك الحين، يخطو شعبنا شيئاً فشيئاً نحو القمة، وتزداد قوته.‏

وأضاف موضحاً مكانة الحركة الصهيونية في سياق هذا المخطط المعد للاستيلاء على العالم، أضاف بالحرف أيضاً: نحن اليوم أصبحنا آلهة هذا العصر، تلك الآلهة التي نصبها لنا هارون في الصحراء. إن العجل الذهبي الذي عبدناه، والذي يعتبر اليوم إله العالم أجمع، لا بد أن نصبح المالكين الوحيدين له. أجل يجب أن نصبح مالكي الذهب الوحيدين على سطح الأرض، وبهذا وحده تصبح القوة الحقيقية ملك أيدينا، وإذا كان الذهب هو القوة الأولى، فإن الصحافة هي القوة الثانية، وعلينا أن نعمل للسيطرة عليها.‏

ونحن نعلم، كأمة عربية، تتصارع مع أعدائها الصهاينة أن العقيدة الصهيونية لم تتوان يوماً في سعيها لامتلاك الذهب، ولها في هذا الصدد جولات واسعة بدءاً من مكامن الذهب في الولايات المتحدة شمالاً وجنوباً وصولاً إلى ربوع روسيا المترامية الأطراف، مروراً بدول القارة الافريقية ذات الأرض البكر الغنية بأنواع الثروات الثمينة الدفينة تحت سطحها.‏

إن الحركة الصهيونية، اعتماداً على عقيدتها الراسخة في عقول قادتها، استطاعت أن تتحكم بوسائل الاعلام المعاصرة، ما هو مقروء منها أو مرئي أو مسموع.‏

ومن خلال هذه الماكينات الاعلامية استطاعت أن تسيطر، بشكل أو بآخر. على الرأي العام العالمي، شئنا الاعتراف بذلك أم لم نشأ. ومن خلال هذه الماكينات الفاعلة، تهدد أيضاً، وبشكل واضح تماماً، العديد من القيم الأخلاقية والعائلية بشكل خاص في المجتمعات العربية وغير العربية كما يلاحظ اليوم هذا فضلاً عن قدرة الاعلام المعاصر على التأثير في توجه الحكومات، طوعاً أو قسراً، نحو خدمة أهداف الحركة الصهيونية في الوقت الراهن.‏

ترى هل تحتاج كلمات الحاخام اليهودي ريشون اليوم، إلى توضيح ما هو واضح، وخصوصاً على خلفية ما استطاعت الحركة الصهيونية تحقيقه منذ ذلك التاريخ حتى أيامنا هذه، عبر استعمال المال وخصوصاً لشراء ضمائر القيمين على وسائل الاعلام في معظم بلدان العالم؟‏

في اعتقادنا أن العودة إلى مثل هذه الوصايا الصهيونية، وإن كانت تندرج نظرياً، إن صح ذلك، تحت بنود الكتاب الشهير «بروتوكولات حكماء صهيون» إلا أنها تزداد حضوراً على أرض الواقع وذلك من خلال تطبيق ما أشير إليه في الكتاب المذكور، حيث يرد في أحد بنود وصاياه، على سبيل المثال: خذوا العالم بمالكم وبنسائكم.‏

ولا نعتقد أن حرفاً من حروف هذه الوصية لم ولا تعمل بها الحركة الصهيونية منذ أن صدر الكتاب وسيبقى كذلك إلى مدى زمني غير محدود.‏

Dr-louka@maktoob.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية