|
الثورة فهو المطران الذي اقتيد إلى سجون الاعتقال عام 1974، وقد سبقت هذا الاعتقال محاولات عديدة من قبل الصهاينة لثني المطران كبوجي عن مواقفه حيث تعرض لحملة دعائية في وسائل الإعلام الصهيونية.
ووجه الصهاينة للمطران كبوجي ثلاث تهم: هي حيازة أسلحة والقيام بخدمة منظمة غير مشروعة والاتصالات بجهات خارجية.. وقدم المطران إلى المحاكمة وكشفوا عن الاتهام الحقيقي الذي يوجهونه إليه وهو التعاون مع المقاومين الفلسطينيين.. وأثار اعتقاله ردود فعل واسعة النطاق، اعتبرت أن ما قام به الصهاينة الإرهابيون كان عملاً مبيتاً للتخلص منه كأحد رجال الدين البارزين الذين صمدوا بصلابة في وجه الاحتلال وقاوموا بكل جرأة وبسالة كل مخططات سلطات الاحتلال الرامية إلى تهويد القدس. ونتيجة للحملة التضامنية المطالبة بالإفراج عنه ورغم صم آذان سلطات الاحتلال الصهيونية للنداءات والمطالبات بالإفراج عنه،
فقد استمرت باعتقاله لمدة ثلاث سنوات، حيث جرى بعدها الإفراج عنه سنة 1977 شريطة ألا يعود المطران كبوجي إلى أرض فلسطين للإقامة أو العمل.. ولدى مغادرة المطران القدس حزيناً قال: إنني الآن في المنفى ولو كنت في روما عاصمة الكاثوليكية فإذا تركت وطني زرعت روحي في القدس على أمل العودة كما تزرع حبة الحنطة في الأرض تموت وأنا دفنتها بشرط حياتها وقيامتها .. إنني أعيش ألم الغربة والاستعداد لأمل العودة إلى وطني الأكبر، أي دنيا العرب ومنه إلى الوطن الأصغر القدس وفلسطين، المطران كبوجي الذي آثر إلا أن يكون أحد الذاهبين على متن سفينة الأخوة اللبنانية لإغاثة شعبنا في غزة، وكسر الحصار المفروض عليه، هذه السفينة التي تعرضت لقرصنة صهيونية لم يشهد مثيل لها في التاريخ، حيث تعرضت الزوارق الحربية الصهيونية لهذه السفينة في المياه الدولية وبالقرب من الشواطىء المصرية، واقتيد المطران كبوجي ومعه كل من على ظهر سفينة الأخوة لتدوس قدماه من جديد أرض فلسطين التي يتوق لرؤيتها والحياة فيها.. فهو الذي خاطب أهل غزة المحاصرين بالقول: «كنا سنسعد أكثر بلقائكم، ولكننا معكم قلباً وفكراً، ولابد لهذا الليل أن ينجلي، وأن نجتمع كراماً أعزاء في وطننا فلسطين على أصوات تكبيرات المساجد وأجراس الكنائس، لأن وحدة الصف الفلسطيني هي حجر الزاوية في قوتنا في وجه الهمجية والظلم. وقال: «إن إسرائيل تأبى إلا الظهور بوجهها الحقيقي كدولة إرهابية ودولة قرصنة قتلت الآلاف من ابناء شعبنا وشردت الملايين..» وقال المطران كبوجي: الشكر للسيد الرئيس بشار الأسد على لفتته الكريمة حيث كان في استقبالنا لدى الوصول والمواطنين السوريين الخمسة إلى مشارف الجولان المحتل نائب وزير الخارجية ومحافظ القنيطرة. المطران كبوجي لم ينس وطنه فلسطين للحظة وظل متابعاً ومتفاعلاً مع ما يجري على أراضيها يوماً بيوم. ولد المناضل الصلب المطران كبوجي في حلب عام 1922 وفي عام 1965 أصبح مطراناً لمدينة القدس لكنيسة الروم الكاثوليك، وحمل من البدايات إيماناً غير محدود بقضية فلسطين، لكنه لم يقنع بالتعاطف الفكري فقرر النزول للعمل المباشر فانضم للمقاومة الفلسطينية مقدماً نموذجاً لقرن الإيمان بالعمل ومهما فعلت الصهيونية الارهابية من أعمال تدميرية وقتل للبشر لن تثني المطران كبوجي وشعب فلسطين عن نضاله لاستعادة حقوقه وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف. والمطران كبوجي الذي عاد إلى أرض الوطن قبل أيام قليلة عن طريق أرض الجولان الحبيب يقول: إنه سيظل يردد أن لا استسلام ولا مهادنة مع الاحتلال مهما طال الزمن وبهظ الثمن، لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، والحياة وقفة عز. |
|