تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بايدن.. و النهج الجديد

البقعة الساخنة
الأثنين 9-2-2009م
أحمد ضوا

فتح نائب الرئيس الاميركي جو بايدن في خطابه امام مؤتمر ميونخ للامن الباب واسعا امام وجه جديد للسياسة الاميركية و خاصة فيما يتعلق بتفضيل الديبلوماسية على القوة العسكرية في التعامل مع العالم والمشكلات الكبيرة التي تواجهه والتي تسببت باخطرها ادارة بوش.

واذا كانت تصريحات بايدن ما تزال حبراً على ورق و لم نرَ إلا النزر اليسير من الشيء الكبير الذي يريده العالم عموماً و منطقتنا على وجه التحديد فإن ما جاء في كلمته و هي الأولى لمسؤول أميركي خارج الولايات المتحدة بعد تسلم ادارة أوباما مقاليد البيت الأبيض يشكل مفتاحاً مهماً للتعاون الدولي المشترك عوضاًً عن التفرد في صناعة القرار و ممارسة الازدواجية في التعاطي مع القضايا التي يعاني منها العالم.‏

فإعلان بايدن الصريح بأن الحل الآمن و العادل لإقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية قد تأخر و إن بلاده ستعمل لتحقيق ذلك يحمل في طياته عدم اعتراف أميركي ولو كان مبطناً بعدم شرعية احتلال اسرائيل للاراضي العربية عام 1967 و بنفس الوقت حق الشعب الفلسطيني باقامة دولته المستقلة والوعد بالعمل على تحقيق ذلك مهم جداً و لكن الأهم يتمثل بالضغط على اسرائيل للقبول بهذا الوضع عبر انسحابها من الاراضي الفلسطينية المحتلة وتفكيك جميع المستوطنات وازالة الجدار العنصري الذي يقضم مساحات كبيرة من اراضي الضفة.‏

إن المشكلة في المواقف الاميركية تجاه المنطقة اصطدامها بالتعنت الاسرائيلي ورضوخها اليه.. و اذا كانت ادارة أوباما فعلاً جادة في اتباع نهج جديد بعلاقاتها مع دول العالم فيجب أن لا تستثنى اسرائيل من هذا النهج تفادياً لوصول تعهداتها و أفعالها إلى طريق مسدود في حل الصراع العربي الصهيوني الذي ينعكس استمراره سلباً على معظم التعاون الاقليمي و الدولي .‏

الأحداث و التطورات الجديدة في المنطقة والعالم بعكس ما يروج البعض تفتح الطريق ربما للمرة الاخيرة أمام حل شامل و عادل للصراع العربي الصهيوني والتغير في البيت الابيض يجب ان يكون مساعدا في هذا الاتجاه و من هنا تكمن اهمية التقاط الفرصة المتاحة التي لن يكون اطالة الزمن في مصلحتها على الاطلاق.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية