تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل ينجح ميتشل في مهمته؟

الغارديان
ترجمة
الأثنين 9-2-2009م
ترجمة: خديجة القصاب

ينتمي جورج ميتشل منذ فترة طويلة لفئة سياسية تعتقد بإمكانية وجود حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ألم يصرح في خطاب ألقاه الشهر الماضي: إن إرادة الإنسان هي التي تخلق الإرادة البشرية؟

بدت اصداء تلك العبارة ساذجة في واشنطن بشكل خاص حيث تسود في الأوساط الدبلوماسية السابقة والحالية شكوك بالنسبة لتسوية هذا الصراع بعد أن أيدت مزاجيات العاملين في هذا الوسط الهجوم الإسرائيلي على غزة مؤخراً إلى جانب ترجيحها فوز بنيامين نتنياهو وهو من الصقور في الانتخابات الإسرائيلية القادمة وتسلمه سدة الحكم.‏

ويعود نجاح «ميتشل» في التوصل إلى حل للصراع الذي كان دائراً في إيرلندا الشمالية إلى عناده وتصميمه في المضي قدماً في تلك القضية رغم ما واجهه من عوائق وصعاب وقد علق «جوناثن باول» رئيس طاقم طوني بلير الذي عمل جنباً إلى جانب ميتشل في مسيرة السلام في ايرلندا الشمالية قائلاً : إنه من أكثر الرجال الذين التقيتهم في حياتي صبراً واصراراً.‏

فقد تابع الجهود التي بذلها رغم الاهانات التي تلقاها والضغوطات التي تعرض لها حتى حصل على توقيع الاتفاقية، ومن المعروف أن ميتشل ليس موفداً جديداً إلى الشرق الأوسط فبعد مهمته في ايرلندا الشمالية ارسله بيل كلنتون إلى كل من إسرائيل والضفة الغربية وغزة بغية إعداد تقرير له حول أسباب قيام الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 وحول امكانية إيجاد حل للصراع القائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وخرج تقرير ميتشل يومئذ بتوصيات تطالب بضرورة إزالة القيود الإسرائيلية المفروضة على الفلسطينيين والتي تحول دون انتعاش الاقتصاد الفلسطيني وبالتالي خلق فرص عمل تساعدهم على العيش بكرامة، وأرفق ميتشل توصياته تلك بمطالبته تجميد المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وهو مطلب سيولد خلافات سياسية بين واشنطن وتل أبيب في حال فاز نتنياهو في انتخابات العاشر من شباط الحالي وأصبح رئيساً للحكومة الإسرائيلية القادمة نظراً لتأييده ودفاعه عن بناء المزيد من المستوطنات اليهودية فوق الأراضي الفلسطينية.‏

كذلك حث ميتشل الفلسطينيين على إقامة قوات فلسطينية نظامية تحافظ على أمنهم لكن يصعب تحقيق هذا المطلب حالياً بسبب الانشقاقات القائمة بين حركتي فتح وحماس.‏

ونظراً لوقوف ميتشل إلى جانب إدارة أوباما الجديدة واختيار هذا الأخير كمبعوث رسمي أصبحت الفرصة مواتية لجهوزية ميتشل وصلاحيته في هذه المهمة، فقد فشل بيل كلنتون خلال إدارته للبيت الأبيض في مساعيه لإحلال السلام في الشرق الأوسط نظراً لافتقاره للإرادة والتصميم اللازمين أما بالنسبة لـ «جورج بوش» فلم يكن جاداً على الاطلاق في السعي بهذا الاتجاه، وحول هذا الموضوع صرح ميتشل في مقابلة أجريت معه عام 2007 قائلاً: يمكن وصف المساعي التي بذلتها إدارة بوش حتى الآن بالمتضاربة وغير المترابطة منطقياً ويستحيل الاستمرار في مواصلتها وإذا رغبنا في تحقيق أي نجاح في هذا المجال يجب أن يتغير السياق بكامله وأن يكون هناك قرار قوي صريح وواضح والمثابرة على متابعة مساعينا في هذا المجال دون كلل ويضيف «جودث كيبر»: يبدو أن ميتشل لا يخشى الحديث مع حماس على غرار ما فعل في ايرلندا الشمالية بالنسبة للمعارضة ويعتقد «جودث» أن ميتشل سيقدم على السير في هذا الاتجاه بالنسبة للشرق الأوسط، ويتوقع «جودث» أن تجري الإدارة الأميركية الراهنة محادثات مع حماس مباشرة أو بشكل سري خلال الثمانية عشر شهراً القادمة ولم تعد القضية في هذه المرحلة تتعلق فقط بانخراط الولايات المتحدة في محادثات مباشرة مع حماس وإنما بالاعتراف وحتى الإعلان عن مشاركة حماس في عملية السلام من خلال اشراكها في التسوية الفلسطينية الداخلية أو في عملية السلام.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية