|
لوس أنجلوس تايمز ولن نضر أنفسنا كثيراً إذا تذكرنا بعد مرور شهر على بدء الحرب على غزة وتفشي موجة الخطاب القومي التي تجتاح إسرائيل حالياً نرى أن الحرب الأخيرة على غزة ليست سوى محطة أخرى على الطريق ملأى بالعنف والحقد والكراهية ، هذه الطريق قد ينتصر فيها المرء أحياناً وقد ينهزم أيضاً لكنها تقود إلى الدمار في النهاية. فلدى إعلان إسرائيل وحماس عن وقفهما لإطلاق النار فرحنا كثيراً نحن الإسرائيليين لأننا اعتقدنا أن هذه الحملة ساهمت في تعويض وتصحيح ما لحق بنا في حرب لبنان عام 2006، لكن الذي حصل وثبت أن ما حققه الجيش الإسرائيلي ليس بالضرورة دليلاً حاسماً على صحة ما أقدمنا عليه ولا يبرر بأي شكل من الأشكال حجم العملية، كما ظهر للعالم قاطبة وبالطبع لا يبرر ذلك الأسلوب الذي نفذ به الجيش الإسرائيلي مهمته في القتل والتدمير والقسوة والعنف اللامسبوق. وبعد أن تبين للجميع حجم هذا الدمار والقتل الذي لحق بغزة قد يوقف المجتمع الإسرائيلي ولو للحظة قصيرة آليات القمع المتطورة ويقول: إنه ليس على حق وقد يصل إلى نتيجة تبقى مطبوعة في الذهن الإسرائيلي بأن تصرفاتنا في المنطقة ولفترة طويلة كانت خاطئة وغير أخلاقية وتنقصها الحكمة والعقلانية لأنها تصرفات تؤجج النيران نفسها التي تحرقنا. صحيح أن الفلسطينيين في غزة عانوا الكثير على أيدي الإسرائيليين لكن كان لديهم بدائل أخرى وخيارات مطروحة أمامهم للاحتجاج والتعبير عن مآسيهم الدائمة بدلاً من إطلاق مئات بل آلاف الصواريخ على إسرائيل، ومع هذا تتحمل إسرائيل باعتبارها الطرف الأقوى والجزء الأكبر من المسؤولية في السيطرة على مستويات العنف ومن هذا المنطلق تستطيع إسرائيل أن تؤثر بشكل كبير في مجريات الصراع وتحرر الطرفين من الحلقة المفرغة للعنف والدمار التي تلحق بالجهتين. لكن الجولة الأخيرة من أعمال العنف والدمار جاءت لتؤكد أنه لا يوجد بين القادة الإسرائيليين من يعرف هذه الحقيقة ويعترف بدور إسرائيل في وقف العنف واستئناف السلام، وفي مطلق الأحوال سيأتي يوم تسعى فيه إسرائيل إلى تضميد الجراح التي تسببت فيها لكن كيف سيجيء ذلك اليوم إذا لم نفهم أن قوتنا العسكرية غير قادرة على تأكيد حضورنا في منطقة تحيط بنا فيها البلدان العربية؟ وكيف سيجيء ذلك اليوم إذا لم نعرف فداحة المسؤولية الملقاة على عاتقنا بالنظر إلى علاقاتنا المستقبلية مع الفلسطينيين سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية؟ بل وحتى داخل إسرائيل ذاتها وبعد أن تنجلي غبار المعركة وتختفي تصريحات المسؤولين حول «النصر المظفر» وعندما تتضح الفجوة الواسعة بين المتطلبات الحقيقية للعيش بسلام في هذه التصريحات المنتشية بالنصر والإنجازات العسكرية وبين المنطقة وعندما نعرف أننا خدعنا أنفسنا بالتوجه إلى غزة تكفيراً عن أخطائنا في لبنان، عندما ننتهي من كل ذلك نستطيع الالتفات إلى أولئك الذين أججوا الشعور بالغطرسة والإحساس بالقوة لدى إسرائيل والذين علمونا لسنوات طويلة ألا نثق بالسلام وإمكانية تغيير العلاقات مع العرب بل أقنعونا أن العرب لا يفهمون سوى لغة القوة ولا نستطيع الحديث إليهم بغيرها، وبما أننا لم نستخدم سوى لغة العنف نسينا أن هناك طرقاً أخرى للحديث والتواصل مع بقية الناس حتى ولو كانوا من ألد أعدائنا مثل حماس. |
|