|
لومانيتيه فمن هذه المفارقة المركزية تندرج سلسلة من المفارقات ما يجعل الوضع معقداً وغير قابل للحل بالنسبة للفلسطينيين وكيف يمكن الخروج من الفخ الذي نصبته واشنطن للسلام في عهد الرئيس بوش؟ وكيف يمكن توحيد الأطراف الفلسطينية؟ وكيف يمكن إخراج الاتحاد الأوروبي عن صمته وهو الذي يدفع كافة التكاليف؟ عن هذه الاسئلة وغيرها يجيب الياس صنبر قائلاً: بعد عام على مؤتمر أنابوليس المشؤوم اتجهت كل الأحداث على الأرض بعكس طريق السلام وأهملت تماماً فكرة إنشاء الدولة الفلسطينية. والوضع تدهور، لأن أنابوليس لم تمنع توسع المستوطنات والإجراءات الخاصة بالقدس. لقد ولد أنابوليس ميتاً، وقبل ذلك صرح الرئيس السابق لأميركا، بوش في مؤتمر صحفي حدد فيه أمرين وحذف آخر، الأمر الأول رفض حل قضية اللاجئين، والثاني ظهور حقائق جديدة على الأرض تمنع العودة إلى خطوط وقف إطلاق النار لعام 1948. هنا كان التشويش لأن الجميع يتحدث عن حدود 1967، إنه الشيء ذاته أي الخط الأخضر وهذا يعني بوضوح أنه لا يوجد تطبيق للقرارين 242 و338 للأمم المتحدة ولا انسحاب حتى خطوط 1967. وإن المستوطنات باقية إلى الأبد، النقطة الثالثة هي حذف كلمة القدس وكأن القضية قد تم حلها وبعدها لا يوجد الكثير للتفاوض بشأنه. إن الإدارة الأميركية السابقة كان لها هدف واحد هو السماح لإسرائيل بمواصلة الاستيطان، وبات من الواجب عقد مؤتمر لوضع الأمور في نصابها، وقد مضى عقدان ولم ينعقد مؤتمر (لفتح) وقد أعلن عن عقده قبل ثلاثة أعوام ولم يحدث ذلك فالحرس القديم لا يريد التحرك والشباب الذين قادوا الانتفاضة اعتقدوا أنهم لم يحظوا بحقهم في الحكم، ثمة انتقادات ضد الحكومة الحالية. ثمة لعبة قذرة إذ يقول البعض يجب البدء من الصفر، كحل السلطة الفلسطينية وتسليم مسؤولية الأراضي المحتلة والفلسطينيين الذين يعيشون فيها إلى إسرائيل. ويرى آخرون ضرورة توسيع المستوطنات واستحالة قيام دولتين بل يجب الرجوع إلى فكرة تأسيس دولة مزدوجة. والحال أنه لا يمكن حل السلطة الفلسطينية، أو ترك السكان والتخلي عن نظام الضمان الصحي والمدارس. إن السلطة تدفع رواتب لـ190،000 أسرة أي حوالى مليوني شخص، لنرى ما يحدث في غزة حيث يفكر الكثيرون بالرحيل، بالنتيجة سيقال:.. إنهم غير قادرين على إدارة دولة، أما بالنسبة لفكرة بناء دولة ثنائية القومية فإنها جيدة والمشكلة في الإسرائيليين أنهم لا يقبلون وجودها وبالتأكيد إنه الحل الأمثل لقيام دولة ثناية وعلمانية وديمقراطية تضم كل مواطنيها، لكننا بعيدون جداً عن ذلك. يعرف الناس العاديون ذلك، ومن واجبنا النضال من أجل المبادىء وإيجاد أفضل الطرق على المدى القصير والبعيد. إنني قلق من تصريحات ليفني التي تريد دولة فلسطينية لوضع جميع العرب فيها، بل وقلق أكثر من نتنياهو والمتطرفين في الليكود من خطر فوزهم بالانتخابات. ما يجب أن يقال هنا إن الوهم دام 15 عاماً نتيجة الاستطلاعات لدى الإسرائيليين حول قيام دولة فلسطينية وكان جوابهم يتراوح بين 60٪ إلى 80٪ بنعم، إنه رائع، إنهم من أجل السلام؟ ولم ندخل في تفاصيل ماذا تعني دولة فلسطينية بالنسبة إليهم وكذلك مضمون السلام. ثمة من يخشى وضع حماس يدها على الضفة الغربية، وذلك غير ممكن لأن الحكومة أكثر حضوراً والشرطة أكثر تدريباً وانتشاراً ولأن طبيعة الأرض مختلفة. ففي الضفة الغربية تتشابك المستوطنات والقرى الفلسطينية تماماً ومن الصعب على حماس الربط بينها، لكن يجب الاعتراف بنقاط قوتها إذ لديها أفضل قناة تلفزيون على نمط قناة المنار لحزب الله. إني أرى إمكانية إنشاء وحدة وطنية بين حماس وفتح وهو المطلب المشروع للشعب الفلسطيني والذي يجب العمل على تحقيقه لأنه الأساس. وإننا نتطلع إلى أميركا اليوم في عهد الرئيس أوباما لاتخاذ خطوات مناسبة من أجل تحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ولكن يجب ألا ننسى أن أوباما أميركي وسيستمر بالعمل حسب سياسة بلاده، ولدي بعض الأمل أنه سيحل بعض النزاعات والانسحاب من العراق وإجراء حوار مع إيران، لأن كل انفراج في المنطقة سيكون ايجابياً لفلسطين. وإذا أردنا إزالة التوتر في الشرق الأوسط لا يمكن الاستمرار بتجميعه في المركز، إسرائيل تعيش بقلق ونشعر بذلك من خلال صحافتها. |
|