تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أدب النصيحة...الوعــــي الضريبـــي...!

آراء
الأثنين 9-2-2009م
نصيحة بقلم: أكرم شريم

يوجد في حياتنا عدد من أنواع الوعي لدى الإنسان يشكل في النهاية ما يمكن أن نسميه الوعي العام، وبورك من يتمتع بأنواع الوعي كلها كونه يعيش هذه الحقيقة مضيئة واضحة شفافة في كل شيء فيها،

وفي كل جانب من جوانبها ومن أنواع الوعي هذه: الوعي النفسي، والوعي الاقتصادي، والوعي الاجتماعي، والوعي السياسي، والوعي الإنساني، ومن ضمن ذلك أيضاً الوعي الضريبي.‏

وباختصار ومن البداية وبسرعة لولا الوعي الضريبي لما نشأت هذه الأمم الكبيرة والشعوب القوية ولما أمكن أن تظهر هذه الاقتصادات العالمية الكبرى والعظمى والدول الكبرى والعظمى في هذا العالم.‏

أما نحن فإذا أردنا أن نتحدث عن الضريبة فإننا ننشر وبحياء إعلانات في الطرق تقول: (الضريبة من أجل الصحة) بينما في أمريكا واليابان والدول الأوروبية تعتبر الضريبة هي الوطن فلولا الضريبة والوعي الضريبي لما نشأ الوطن, والحكومات تحصل على الضريبة بشكل معلن وليس بشكل خفي وبشكل سهل وفني ولا يشعر به المنتج ولا البائع ولا المستهلك، فأنت إذا اشتريت علبة ثقاب كمثال وكما يقولون هم أنفسهم فإن الضريبة تحصل في ذات الوقت ودون أن يشعر المنتج أو البائع أو المستهلك إذاً فهي حق وجبايتها فن! وهي حق عليك ولك فهي ليست من أجل الصحة وحدها وإنما من أجل حياتك كلها منذ أن تولد وإلى أن تكبر وتعمل فكل شيء تحتاجه يؤمن لك سواء كنت تملك المال للاستغناء عن بعض الخدمات العامة أو لا تملك بدءاً من وصول الماء النظيف إلى بيتك إلى الدفء المعتدل الثمن إلى تعديل أسعار كل ما تحتاجه من أجل أن تصبح لك وتصل إليك إلى كل ما تراه عينيك منذ أن تخرج من باب منزلك من الشوارع المشجرة والمواصلات المنظمة والحمايات بأنواعها من شرطة المرور إلى آخرها إلى الأرصفة النظامية والاسفلت إلى كل الدوائر الحكومية في كل الوطن التي تعمل بها أو تحتاجها لتسيير أعمالك ومصالحك حتى تصل إلى بنوكها وأكبر الأختام والتواقيع فيها.‏

أما نحن فقد بدأنا باشتقاق كلمة (الضريبة) من الفعل الثلاثي (ضرب) وأنت حين تدفع الضريبة (مضروب) وحتى لو كانوا يقصدون (ضرب النقد). فماذا يدعونا لاستخدام هذا التعبير لنصل إلى حق الوطن والحق العام؟ والأكثر من ذلك أن من يدفع الضريبة يفضل أن يدفع نصف قيمتها رشوة ليوفر نصف نصفها الثاني! ولهذا كانت النصيحة أن نبدأ بنشر الوعي الضريبي الصحيح في كافة الوسائل المعنية فهذا أولاً وقبل أي شيء حق للمواطن (حق المعرفة) ثم بعد ذلك يصير يدفع من أجل نفسه وأسرته ومصالحه والوطن ولا غير! بل ويصير يدفع وحده وقد يستعجل الدفع أحيانا،ً ذلك أن هذا المبلغ من الناحية النفسية معه ولكن ليس له وهو حق وله أصحاب وعليه بكل بساطة أن يعيد الحق إلى أصحابه.. أهله وشعبه ووطنه.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية