تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حرب الإرهاب على مفترق الطرق .. سؤال وإجابات ؟

متابعات سياسية
الثلاثاء 16-12-2014
حسن حسن

منذ بداية الحرب الكونية على سورية، وغزو ليبيا، اعتقد تحالف الحرب أن تمرير قرار دولي لدخول القوات الغربية إلى سورية أمر ممكن وسهل، خصوصاً أنهم راهنوا على انهيار الجيش وتفككه-كما اعتمدواعلى فعل الصدمة لحلفاء سورية من خلال إيهامهم أن سورية انهارت وأن الرهان عليها خاسر.

طبعاً، كان الغطاء العربي جاهزاً لهذا السيناريو،وكان المال العربي يتدفق دون حساب لإكمال كل شروط اللعبة، ولكن ماحدث طوال السنوات الماضية أن السوريين كانوا حريصين جداً باستخدام اوراقهم ومواجهة التحديات بالإرادة والصمود.‏

وبقي الرهان على فبركة إعلامية تعتمد فيها الدول المعادية لسورية على استمالة المجتمع الدولي وتقديم مايسمى وثائق لاتقبل الشك-فكانت لعبة الأسلحة الكيماوية التي تحولت فيمابعد الى فقاعة صابون .... وكانت قصة المذابح التي ثبت أنها غير موجودة، وإذا حصلت فإن جماعات إرهابية قامت بها وبطلب من الخارج.‏

وجاء دور «داعش» ... مرتزقة مدربة على يد ضباط أميركيين وعرب مزودة بالسلاح والمال-ليس لديها إلاّمهمة واحدة قتل وذبح الناس -وتشويه صورة الدين، ليس الإسلامي فقط، بل دورها إفقاد الناس ايمانهم - فأعلنت القتل في الأقليات، وفي الوقت نفسه رفعت شعارات مشاعية لاترتقي لأدنى مستويات الحياة الإنسانية. وهي ليست بمنظمة سرية ولم تولد من عدم، إنما أوجدها خبراء وعسكريون بذلوا جهداً كبيراً في صنعها حتى وصلت إلينا بهذا الشكل الذي نراه.‏

وكما لم يعد خافياً على المتابعين للشأن السياسي أن التحالف القائم بين ثالوث الصهيونية العالمية والرجعية العربية والدين السياسي حامل مشروع- الربيع العربي-يرمي الى تحقيق أهداف مزدوجة ومتناقضة من جهة وأهداف استراتيجية ذات أولوية مطلقة من جهة اخرى، وهي اهداف راسخة في العقل الغربي عامة ودوائر القرار الأميركي خاصة ليبقى مرماها الرئيسي في الشرق الاوسط. لم يعد خافياً أيضاً أن انتصار المقاومة اللبنانية على الكيان الصهيوني أداة الاشتباك الأولى في الشرق الأوسط،كان منعرجاً تاريخياً وحاسماً في تاريخ المنطقة في مواجهة المشاريع الغربية عامة،وفي تاريخ الصراع العربي -«الاسرائيلي» خاصة.‏

ولايخفى على أحد أن سورية، حاضنة المقاومة وقلعة الصمود الأخيرة.تتعرض لأسوأ نسخة من المشروع ذاته عبر فرض حرب ضروس تحالفت فيها كل المتناقضات ، وتآزرت فيها أجهزة المخابرات التي تدور في فلك وكالة المخابرات الاميركية ووضعت في ميزانيتها مليارات الدولارات ولكن الدولة السورية نجحت في كشف المؤامرة وتفكيكها، وتنجح في الصمود.وينجح الجيش العربي السوري في فرض معادلاته.‏

إن الحلف الدولي لمكافحة الارهاب الذي يقوده أوباما والذي كان يسمى من قبل«أصدقاء سورية» قدم الغطاء السياسي والعسكري لتكوين كل أصناف الجماعات المسلحة في سورية، وتغاضى عن عمليات التسفير والتسليح والشحن والتمويل يريد هذا الحلف«مكافحة الإرهاب» بعد استنفاد كل أشكال الاستثمار فيه وأوباما الذي مازال يغوص في مستنقع أفغانستان بدعوى محاربة (القاعدة) الإرهابية يفتح تنظيم«طالبان» مكتباً على مقربة من قاعدة العيديد الأميركية العسكرية في قطر.. وأوباما الذي يريد«مكافحة الإرهاب» وحليفه الرسمي السعودية التي تحتضن قواعد بلاده العسكرية كاحتضانها للعقيدة الوهابية التكفيرية منطق« داعش» الأصلي والذي يعلن عن اقدامه على انشاء معسكرات تدريب لمن بايع «داعش» الأمر الذي يجعلنا نتساءل: ما هو الإرهاب الذي يريد أوباما محاربته بالضبط؟ وهل أن داعش العراق ليس داعش سورية منطقاً وعقلاً وعقيدة لكي يتم وصفها بالقوى المعتدلة، التي يجب دعمها في مقاتلة الدولة السورية سواء من جهة الشرق أو الجنوب من جهة القنيطرة؟!‏

وعليه لنفهم انطلاقاً من كل ماسبق من أسئلة ومن أحداث أن داعش قد قام بماأوكل إليه من مهام وهي انشاء منطقة عازلة تفصل ايران والعراق عن سورية وتثبت خارطة كردستان العراق (الوسيلة الأولى نحو تفتيت كامل البلاد) والعبث بالبشر والأرض والتاريخ والعقائد لتكريس ذريعة التدخل الأميركي في المنطقة الذي بقدر مايسعى إلى «تقليم أظافر» داعش واعادته إلى الجغرافيا السورية فهو يسعى جاهداً لفرض حرب ضروس على الجيش العربي السوري الذي يحارب الإرهاب بكل جدية منذ مايقارب الأربع سنوات ومن ثم الاستفراد بالمقاومة اللبنانية ذات العقيدة القتالية العالية التي تصنف في العقل الأميركي بأنها إرهابية فقط لأنها تعادي إسرائيل.‏

من هنا فإن الحرب على الإرهاب تعد الحيلة الأميركية -الإسرائيلية الجديدة القديمة التي تسعى لتنفيذ الأهداف الاستراتيجية الرئيسية ألا وهي قتال دمشق ومحاولة اسقاط الدولة السورية التي أسقطت بفضل صمودها وبسالة جيشها كل المساعي الوحشية والمحاولات الإرهابية التي تريد تفتيت سورية وتفكيكها وبالتالي تفكيك كامل محور المقاومة والممانعة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية