|
ثقافة
ينطلق الفيلم بإطار كوميدي من خلال مفارقة قاسية ومضحكة بالوقت نفسه تجمع (ماري) الفتاة الجميلة التي يحلم أي شاب بالحديث معها و (تيد) الفتى الخجول المرتبك دائماً والذي يتلعثم ما أن يحاول توجيه الكلام إليها، فكيف الحال إن دعته إلى الحفل السنوي في المدرسة !؟.. تمضي ثلاث عشر سنة على المفارقة التي جمعت بينهما وافترقا بعدها، تلك القصة التي دأب (تيد) على تكرارها باستمرار حتى أن طبيبه النفسي لم يعد بقادر على سماعها، ولكنه ولايزال يعيش في عالم الفتاة الوحيدة في حياته، وهو بطبعه شخصية لها كركتيرها الخاص همه إيجاد الدفء ضمن جو عائلي وعيش الحب مع الفتاة التي اختارها قلبه، وإثر نصيحة صديقه يحزم أمره أخيراً ويقرر الموافقة على تكليف مقتفي الأثر (هيلي) بالبحث عن ماري فهي تقطن في مدينة أخرى ولا يعرف عنها شيئاً، وبالفعل ينجح هيلي في ايجادها ومراقبة كل تصرفاتها عن كثب حتى أنه يتنصت عليها ويسمعها وهي تصف فتى أحلامها ويعرف أن من أهم صفاته أن يكون مهندساً ويتقبل أخيها (وارين) المتخلّف عقلياً فهي مسؤولة عنه وتعتني به وتريد ممن ترتبط معه أن يعامله بلطف، إلا أن مقتفي الأثر الخبيث يقدم معلومات زائفة لتيد ويخفي عنه أنها طبيبة ناجحة فائقة الجمال والنعومة مفضلاً الكذب عليه لإبعاده عنها، فيقول له إنها سمينة ولديها ثلاثة أولاد وقعيدة كرسي متحرك، وقد قال ذلك سعياً منه ليبقيها لنفسه ويوقعها في حبه خاصة أنه عرف مفاتيح قلبها فباتت بالنسبة إليه فريسة سهلة كما يعتقد، ولكن تيد يصر على معرفة عنوانها ليساعدها فيأتيه الجواب الصادم (هي حالياً في اليابان ومن الصعب الوصول إليها)، يبثه هيلي هذه المعلومة وهو ينقل مقر عمله إلى المدينة التي تسكن فيها ماري ليكون إلى جانبها ويستطيع بذلك تنفيذ خطته لاستمالة قلبها.
ألم الحب يمس روح تيد الذي عرف بالمصادفة أن من أحبها ليست كما وصفها متعقب الأثر الكاذب، مما جعله يحاول الوصول إليها لينقذها من ألاعيبه في الوقت الذي بدأ فيه هيلي بالتعرف عليها ونسج الأكاذيب عنه ليحببها به ويقنعها بأنه خلاصها، ولكنه ليس الوحيد الذي يسعى إلى حبها فهناك العديد من المنافسين، ومنهم صديقها الذي يسير على عكازين والذي يخبرها بألاعيب هيلي، ووسط هذه الأحداث يظهر تيد في حياتها من جديد ويتعامل بلطف مع أخيها الذي يحبه، تلك المؤهلات كلها تدفعها للاقتراب منه أكثر فأكثر، ولكن يحدث أن تسقط الأقنعة فهيلي محتال في حين أن صديقها المهندس ما هو إلا عامل توصيل البيتزا وقد مثّل دوره ببراعة للتقرب منها، ولكن فضّل تيد أن يكون غير كل هؤلاء فما كان منه إلا أن ذهب وأحضر لها حبيبها السابق المثالي في كل شيء والذي ابتعدت عنه بسبب حيلة من أحدهم، إلا أن نبل قصده وتضحيته أظهرا عمق حبه لماري التي سارعت إليه تاركة وراءها كل معجبيها لتصارحه بأنه هو من اختاره قلبها. يذكر أنه سبق للفيلم نيل جائزتين في ألمانيا (بوغي و الشاشة الذهبية) كما حاز على جائزة الكوميديا الأميركية لأفضل ممثلة كوميدية وجائزة أفلام إم تي في لأفضل فيلم وأفضل أداء أنثوي للنجمة كاميرون دياز والتي بدأت حياتها المهنية بعرض الأزياء لتقف لأول مرة أمام الكاميرا السينمائية في فيلم (القناع) عام 1994 والذي يحقق لها شهرة واسعة وقدمت بعده (العشاء الأخير) ومن ثم كرت السحبة وقد نالت عدداً من الجوائز كما رشحت لعدد منها. |
|