|
دائرة الثقافة
من دمشق ومعرض الكتاب الذي تألق بما قدمه, وكان للإعلام دور مهم وفاعل في ذلك, إذ نقل الرسالة وحرك ما كان يجب أن يتحرك بفعل نشاطات ليس هو المسؤول عنها, ولا نتحدث هنا عن النشاط المرافق, فهو قد أعد على عجل ومن اجل إرضاء الكثيرين, وكما العادة, ترمى الكرة بملعب من لاعلاقة له بالأمر, ولكنه تم ومضى, وهذا لايعني أنه كان الافضل والأمثل, ناهيك بالحديث عما جرى للكثير من دور النشر ورقابة على الرقابة, ملاحظات كثيرة, يفترض أن إدارة المعرض ولجانه قد جمعتها من خلال ما تم نشره أو الحديث به وعنه, وبعد ذلك فلتعمل على عقد جلسات عمل ومصارحة تقويم ما كان, تعزيز الإيجابيات, ودراسة ما يجب تلافيه, وألا تنتظر حتى يبدأ موسم العام القادم, ثم يخرج علينا من يتلو المزمور الدائم: حشرنا الوقت. وليكن الامر عاما فليدعوا جميع من يهمهم أمر هذا المهرجان الثقافي الكبير, ناشرون, إعلاميون, مواطنون, لجان رقابة, جهات منظمة, ليكن النقاش على بساط الصراحة والألفة, فليست الغاية تسجيل ملاحظات بملاعب الآخرين, فكلنا معنيون, وكلنا مسؤولون عما يحدث, النجاح للجميع, والإخفاق أيضا, أحداث وطنية كبيرة ومهمة ليست حبرا على ورق, ولا تعني أحدا دون الآخر, بل الجميع عليهم مسؤوليات النجاح. وإذا كان الإعلام الغائب الحاضر, الغائب عندما يتم الاعداد والتوزيع, والحاضر قبيل الانطلاق بفترة قصيرة وضرورة شحذ الهمم والانطلاق نحو العمل, فهذا لايعني التكاسل أبدا, بل ربما يدفع الجميع لبذل المزيد من العمل المضاعف, ولكن من الاجدر والافضل, وربما الاكثر جدوى أن تتم دعوة الإعلام بمختلف ألوانه ليكون شريكا في القرار, فكثير من القرارات التي اتخذت في مهرجانات كثيرة بفترة متأخرة جاءت مبتورة, مهيضة الجناح, ليس في معرض مكتبة الاسد, ولا في مهرجان حلب عاصمة للثقافة السورية, ولاغيرها, الأمور بشكل عام تلحق باللحظة الأخيرة كرفع عتب وهذا لايعني أن الإعلام صار شريكا بالعمل, وعليك أن تحمله مسؤوليات تقصيرك, لا, ليكن من البداية شريكا فاعلا, في التخطيط والتنفيذ, والمتابعة والتغطية, وليس زينة على الشاشات لكم, ولا على صفحات الجرائد. المهرجانات التي تقام مهمة وحيوية, ولكنها تحتاج إلى من يعمقها وينسق ويقوم بالاعداد الجيد, كثرتها ليست دليل عافية بل دليل على عدم التنسيق, ولن نقول هدر موارد. فكل ما يصرف على الثقافة هو أمر ينتج الكثير, ولكن الملاحظ أن الإنفاق غالبا ما يكون على غير الإعلام ودعمه, بل ربما علي أن اذكر ما قالته الزميلة ( نجوى صليبة ) من أن لا أحد يتذكر الإعلاميين إلا وقت البروظة, وأضيف لها: نحن مهمون عند الكثيرين ومنهم اتحادنا, في حالتين: وقت الانتخابات, وحين يريدون.. وما بقي مجرد كلام يمضي, ومع ذلك هي رسالتنا, حبرنا دمنا, والثقافة التي نريدها ونسعى إليها أعمق من مهرجانات سريعة, نريد فعلا متجذرا, وكوننا نفعل, فلم لا نتجذر ونمضي نحو تشاركية الفعل, هل من سيجيب ممن يهمهم الأمر ؟ |
|