|
تحقيقات لم تتم معالجة نهايات مصبات مياه الصرف الصحي, رغم أن الكثير منها شكّل أنهاراً ومسيلات باتت تلحق أفدح الأضرار بالصحة العامة والمياه الجوفية والينابيع والبحر والمزروعات وكل ذلك بسبب تعثر وتأخر تنفيذ مشاريع محطات المعالجة المباشر بها أو المدروسة لأسباب مختلفة ذاتية وموضوعية.
هذه القضية الرئيسية التي تشظت لقضايا عديدة على مستوى المحافظة كتبنا عنها سابقاً مرات ومرات دون أن نجد الاستجابة التي نريدها ويريدها أبناء المحافظة, واليوم نعود اليها مجدداً بعد متابعات جادة لمعرفة الجديد في مشاريعها المنتشرة في مناطق المحافظة(خطوط-محطات معالجة) وأسباب تعثرها وتوقف بعضها ومن ثم متطلبات انطلاقها من جديد سواء لجهة الصيانة وإعادة التأهيل لما هو منفّذ منها,أم لجهة استئناف التنفيذ في المتعثر والمتوقف منها.. فماذا كانت النتائج؟ شكاوى المواطنين بداية نشير إلى أن شكاوى المواطنين على واقع الصرف الصحي في كل أنحاء المحافظة لاتعد ولا تحصى ويكاد لايمر يوم من الأيام إلا ونتلقى فيه شكوى أو أكثر من مواطنين حول مصبات صرف صحي مكشوفة هنا,أو مشروع صرف صحي متعثر هناك,أو مشروع محطة معالجة متوقف هنا,أو مشروع محطة معالجة منتظر هناك, وضمن هذا الإطار يقول عضو مجلس المحافظة عبد اللطيف شعبان: تشكل محافظتنا مورداً مائياً كبيراً نتيجة الهطولات المطرية الأعلى على مستوى القطر ووجود أحواض مائية
جوفية كبيرة ومئات الينابيع المتنوعة الغزارة وعدد من السدود المائية,إلا أن عدم تنفيذ الصرف الصحي بالمحافظة هدد هذه المصادر المائية بالتلوث وبعضها خرج من الخدمة والباقي على الطريق بما في ذلك الشاطئ البحري الذي يحوي عشرات الينابيع المائية والحقائق والوثائق تؤكد ذلك وسبق أن بين عضو المكتب التنفيذي المختص الكثير من التفصيلات بهذا الخصوص في مذكراته التي قدمها في دورات المجلس والتي تؤكد سوء وتقصير تنفيذ الصرف الصحي في كافة مناطق المحافظة, وتكرار المراسلات والدراسات لجميع المشاريع منذ تسعينيات القرن الماضي فهل يعقل أن يكون حوض الغمقة مصبا لمجارير الصرف الصحي لعشرات البلديات وهو نفسه يغذي مئات القرى بمياه الآبار المحفورة فيه؟ هل يعقل أن يكون سد الشهيد الباسل الذي يتسع ل/105/مليون م3 مصباً لمجارير بلديات المنطقة؟ هل يعقل أن يكون سدا الصوراني والدريكيش مصباً لمجارير الصرف الصحي وقد تم انجازهما لتأمين مياه الشرب؟ وتابع شعبان: إن مسؤولي المحافظة مقصرون جداً في معالجة الصرف الصحي ونرجو عقد مؤتمر في طرطوس يتضمن برمجة تشريعية وتنفيذية عاجلة قبل أن نصل لتسمية محافظة طرطوس باسم آخر غير اسم أم الشهداء فرئاسة مجلس الوزراء مقصرة جداً بحق هذه المحافظة وتحديداً في مجال الصرف الصحي فنحن على وشك تلوث كافة مصادر المياه وهنا الطامة الكبرى سكانياً وزراعياً. ويقول المواطن مراد ابراهيم من سكان منطقة الدريكيش لـ(الثورة): نعاني من كارثة بيئية تداعياتها خطيرة على البشر والحجر والشجر بسبب نهر صرف صحي يمتد من قرية عين الجاش حتى قرية تيشور، علماً أنه تم إجراء دراسة لتنفيذ محطة المعالجة والتعاقد مع فرع السدود لتنفيذها واضبارة المحطة جاهزة وموجودة لدى وزارة الموارد المائية من أجل تصديقها لدى رئاسة مجلس الوزراء وهناك حالات وفيات وأمراض خطيرة حيث لا حسيب ولا رقيب, والأمور لايمكن تحملها ونقترح تشكيل لجنة لدراسة واقع المنطقة والاسراع بتنفيذ المحطة للحاجة الماسة لها إنسانياً واجتماعياً وبيئياً وأيضاً معالجة شبكات الصرف الصحي الموجودة بسبب قدمها حيث يوجد الكثير من التسريبات دون القيام بأعمال صيانة لها وهذا ما يلحق الأضرار بالمزروعات والسكان. ومن الشيخ بدر وجوارها وصلتنا عدة شكاوى حول التأخير في تنفيذ خط مجيدل وصولاً لمحطة المعالجة عند نبع جورة الحصين,وأيضاً حول عقد تنفيذ هذه المحطة المهمة جداً لحماية النبع من التلوث. ويقول علي نزار غانم: الحوض المائي لآبار مرقيه والخطوط الرئيسيه لهذه الابار والتي تغذي اكثر من عشر قرى في خطر حقيقي اذا لم تتم المعالجه الفورية لمشكلة الصرف الصحي التابع لقرية معتي والتي تصب في وادي صافي في قرية عزيت. ويضيف: بالرغم من ان المعنيين لم يتخذوا اي اجراء بهذا الموضوع وان وضع الصرف الصحي في الوادي هو مخالف لجميع القوانين بالاضافه الى انتشار الاوبئة وهناك العشرات من مشاريع الزراعة البلاستيكيه والابار المائيه وعشرات الالاف من شجر الزيتون المهدد بالامراض بسبب الاهمال لذلك نرجو التحرك قبل فوات الاوان. نكتفي بما تقدم من شكاوى مشيرين إلى أن الأسباب التي دفعت وتدفع الناس للشكوى مازالت قائمة وتزداد يوماً بعد يوم لأن المعالجات أقل من المطلوب بكثير. تبريرات ورداً على شكاوى تتعلق بمحطتي المعالجة اللتين ستساهمان في حماية سد الباسل من التلوث يقول مدير فرع السدود أحمد عبد الله: ان تعثر العمل في محطتي بعمرة وصافيتا يعود لعدم قدرة المورّد على تأمين التجهيزات الفنية وفق المواصفات العقدية بسبب الحصار على بلدنا, وارتفاع الأسعار الذي ترافق مع ارتفاع سعر الصرف حيث نكل المتعهد بتعهده وأقام دعوى على الشركة لتحصيل زيادات الأسعار وحالياً تتم دراسة التوازن السعري للمحطتين بناء على قرارات مجلس الوزراء, ورغم إنجاز الدراسة لم يتم تصديقها حيث أوقفت رئاسة مجلس الوزراء العمل بإجراءات التوازن السعري وبعد ذلك تم الإعلان عن استدراج عروض لتقديم التجهيزات للمحطتين وتم فض العروض وقبول العرض المالي لمحطة بعمرة، ويتم دراسة عرض محطة صافيتا حالياً وسنراسل وزارة الموارد بمضمون العرضين وفي حال موافقتها على الأسعار سيتم تصديق العقود واستكمال تنفيذ المحطتين.. أما بالنسبة لمحطة الدريكيش فيقول: تم الإعلان عدة مرات لاستدراج عروض أسعار وبعد قبول العرض الأخير تمت مراسلة وزارة الموارد بمضمونه وعند قبولها سيتم تصديق العقد لتنفيذ المحطة.. و بخصوص المشتى ووادي العديدة فلم تتمكن الشركة من فتح الاعتماد المستندي في أحد البنوك التركية بسبب الأزمة ومقاطعة هذه البنوك لسورية لذلك أقام المورّد دعوى كونه تركياً وربحها وقضت الدعوى بفسخ العقد معه وحالياً يتم الإعلان من جديد لاستدراج عروض أسعار. رد شركة الصرف الصحي وللوقوف على ردود شركة الصرف الصحي على الواقع السيئ التقينا المهندس منصور منصور مدير عام الشركة الذي عدّد لنا بداية المشاريع المتعاقد عليها على صعيد المحافظة قائلاً: لدينا العديد من المشاريع أبرزها: - محطة معالجة صافيتا: تم انجاز الأعمال المدنية فيها وتم الإعلان من قبل فرع السدود لاستكمال تنفيذ التجهيزات الميكانيكية. - محطة معالجة بعمرة: تم انجاز الأعمال المدنية وتم الإعلان من قبل فرع السدود لاستكمال تنفيذ التجهيزات الميكانيكية. - محطة طرطوس المركزية: بانتظار متابعة تنفيذ الأعمال من قبل شركة طهران ميراب الإيرانية قريباً. - محطة معالجة المعيصرات: العمل يتم بوتيرة جيدة. - محطة معالجة القليعة الدلبة: يتم العمل حالياً بوتيرة جيدة إضافة إلى البدء بتنفيذ خط حماية سد الدريكيش ويتم الاتفاق على تنفيذ أعمال إضافية (تصوينة - قناة تصريف مطري). - محطة معالجة بمسقس: شارفت المحطة على الانتهاء من الأعمال. - محطة ضخ الغمقة: يتم العمل حالياً بوتيرة جيدة ويتم الاتفاق على إعداد عقد بالتجهيزات. - الأعمال الميكانيكية والكهربائية لمحطتي ضخ مشوار والعجمي في مدينة طرطوس يتم العمل بوتيرة جيدة. - محطة معالجة الدريكيش: المحطة قيد التعاقد مع شركة المشاريع المائية - فرع السدود. ويختم منصور بالقول: يتم العمل حالياً على متابعة جميع مشاريع الصرف الصحي المنتشرة بالمحافظة وتذليل جميع الصعوبات والعقبات بالتنسيق مع الشركات العامة المنفذة والبلديات..وبمتابعة وتوجيه من السيدين وزير الموارد المائية والمحافظ. صعوبات وعقبات وعن الصعوبات والعقبات التي تواجه الشركة العامة للصرف الصحي في طرطوس يقول منصور: تعاني الشركة صعوبات عديدة أبرزها: - الحاجة إلى مبنى جديد كون مبنى الشركة الحالي غير مناسب من الناحية الصحية ولم يعد كافياً لاستيعاب الكادر الذي يزيد باستمرار ولا يستوعب المتطلبات والتجهيزات اللازمة لتطوير العمل..والحاجة ماسة لمبنى جديد. - عدم توفر الآليات الضرورية لمتابعة الاشراف وأعمال الشركة (آليات خدمية - هندسية - مبيت - مخصصة). - ضرورة تعديل مرسوم إحداث الشركات العامة للصرف الصحي بحيث يتضمن تعديل مهام الشركة (إعداد الدراسات الفنية والتنفيذ والاستثمار والصيانة لمشاريع الصرف الصحي في محافظة طرطوس )وهذا يضمن واقعية الدراسات وسرعة إنجازها وترتيب أولويات التنفيذ والخاصة بالخطة الاستثمارية للشركة والمكلفة بها حالياً المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بطرطوس. - رفد الشركة بالكادر الفني والإداري الكافي لإدارة أمور الشركة المختلفة. - عدم رفد الشركة بالآليات الضرورية لمتابعة الإشراف وأعمال الشركة. - ضرورة نقل الخطة الاستثمارية للشركة والمتضمنة تنفيذ وصلات صرف صحي ضمن المدينة ومناطق التوسع والموجودة لدى المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بطرطوس إلى الشركة ليتم تنفيذها وفق الأولوية والدراسات المنجزة من ضمن الموازنة الخاصة بالشركة وإجراء الفصل الإداري والمالي بالكامل معها بما يضمن الاستقلال المالي للشركة عن مؤسسة المياه ويعطي مرونة للشركة في تحقيق خططها. أخيراً يعتبر ملف الصرف بمحافظة طرطوس من أعقد الملفات وأكثرها تأخيراً وتقصيراً وخللاً وفساداً لذلك من الضروري معالجته من قبل الحكومة ضمن برامج عمل محددة ومدققة بعيدة عن الزمن المفتوح فالواقع البيئي والمائي يزداد سوءاً يوماً بعد آخر بسبب التلوث الناجم عن مجارير المياه المالحة خاصة اذا علمنا ان كافة محطات المعالجة المتعاقد عليها من قبل شركة الصرف الصحي لم يوضع اي منها في الخدمة حتى الآن !! |
|