|
ثقافة
بل يتعدى ذلك إلى فتح نوافذ جديدة من خلال ترجمة عيون الأدب الياباني إلى اللغة العربية, وجديده الذي صدر عن دار التكوين بدمشق, كتاب: سفينة الموت انطولوجيا الشعر الياباني الحديث, ترجمة: محمد عضيمة وكاوروياما موتو \ أساكو تاكيدا. يبدأ الكتاب بالحديث عن الشعر الياباني, الواقع والتحديات, يرى من خلال التقديم هذا أن للشعر المكتوب باليابان تاريخا طويلا يمتد على أكثر من ثلاثة عشر قرنا وتعود الأعمال الشعرية لأول شاعر ياباني - كاكي نوموتو هيتو مارو - إلى العقدين الاخيرين من القرن السابع الميلادي. ويضيف: منذ ألف عام توجد مختارات شعرية وصيغ ناضجة بالشعر الياباني, ولاتزال تشكل موضوع بحوث متخصصة جدا ويقرؤها الناس من جميع الأوساط بحماسة شديدة حتى الآن, لاشك أن هذه الظاهرة تعكس ملمحا هاما من ملامح الثقافة اليابانية في مجموعها فيابان اليوم نتاج مصالحات بارعة من جميع الانواع والأشكال بين القديم والحديث سواء في الفن والسياسة أو على الصعيد الاجتماعي, مثلا عندما تقرر شركة ألكترونية كبرى في قمة التقدم التكنولوجي بناء مصنع جديد, إن مراسم وضع الحجر يترأسها كاهن شنتوي (نسبة إلى دين الشنتو) ينشد التعازيم والعبارات السحرية الموكل إليها تطهير الموقع الذي تم اختياره, إن هذا التجاور المماثل للقديم والحديث موجود في كثير من مجالات الحياة السائدة باليابان, وهو من الكثرة بحيث أن اليابانيين أنفسهم لايعونه. مليون شاعر كنا نظن أن كثرة الشعراء فقط في أوطاننا العربية لكن على ما يبدو أن هذا ايضا في اليابان, وكما يقول الكتاب:فإن من الرائع حقا هو أن صيغ التانكا (الشعرية) استخدمها عدد كبير من الشعراء الحديثين بكثير من البراعة والغنى التعبيري, إن شعبية هذا الشكل الشعري تزداد يوما بعد يوم, ويوجد حاليا حوالي مليون شاعرياباني على الأقل يمارسونه, فقصر التانكا يجعلها تناسب وبشكل خاص شعر ظرف ما لقول الانفعالات الخاطفة السريعة الحية أيضا, انفعالات الحياة اليومية, إن حيوية وتجدد التانكا يفسران استمرار القراء والشعراء اليابانيين في شغفهم وحبهم للمختارات القديمة. حوار مع شاعرة يقدم الكتاب مجموعة كبيرة من الحوارات والمواد الثقافية والابداعية, واللافت الحوار الجريء مع الشاعرة كورا - روميكو, الذي يقدم رؤيا للشعر الياباني, والشاعرة هي من مواليد 1932م فازت بالعديد من الجوائز الادبية داخل اليابان وخارجها, من أهم اعمالها الشعرية: المكان, فوق أرض لاترى, صوت القناع, أحباء. وحول هوية الشعر الياباني الحديث تقول: الشعر الياباني الحديث حر تماما من ضرورات الشكل ويتسم بصفة اللاموسيقية الأقرب إلى النثر, يقوم بعض الشعراء بتجربة إلقاء مموسقة, ولكن سرعان ما نلاحظ أن شعرنا ليس إيقاعيا كثيرا بسبب كثرة الألفاظ المتشابهة النطق في اللغة اليابانية, وربما في هذا هوية ما, وتخلص إلى القول: إن شعرنا بعد الحرب العالمية الثانية صار أقل إيقاعية وغنائية من ذي قبل, صار ذهنيا جدا. وعن مشكلات هذا الشعر تخلص إلى القول: لم يولد جيل شعري آخر, جيل شعري جدي, اضف إلى ذلك تزايد عدد الشاعرات, هكذا أرى الشعر يتجه إلى الانهيار, اليابان اليوم اصبحت قوة اقتصادية كبرى وثرية جدا, لذلك فقد الشعر الكثير من التوتر الضروري له. لماذا ينتحرون؟ من المعروف أن عددا كبيرا من الشعراء اليابانيين اقدموا على الانتحار, حول هذه الظاهرة تقول: أعتقد أن وراء هذه الظاهرة إذا أمكن أن نسميها ظاهرة باليابان, تكمن ثقافة (بوشي دو) ثقافة الفروسية التي تعتبر الموت حالة إيجابية, في الادب الحديث كثيرون انتحروا بتأثير هذه الثقافة, وفي الموت يشهد المرء على صفائه, او يريد أن يؤكد نقاءه. يقع الكتاب في اكثر من 320 صفحة من القطع الكبير, وقد صدر عن دار التكوين بدمشق التي تتولى الإضاءة على الأدب العالمي ولاسيما الأدب الياباني الثر Yomn.abbas@gmail.com ">والجميل. Yomn.abbas@gmail.com |
|