تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الإرهاب..رهانهم الدائم

حدث وتعليق
الأربعاء 7-9-2016
ناصر منذر

ترتكز السياسة الأميركية في جوهرها على استخدام الإرهاب كأداة أساسية في تحقيق أجنداتها وأطماعها التوسعية، وهذا يفسر الرفض الأميركي المستمر للتوصل إلى حل سياسي في سورية..

وعدم التوصل إلى اتفاق مع الجانب الروسي خلال سلسلة اللقاءات والاتصالات المكثفة التي جرت مؤخرا على أعلى المستويات، تعود لعدم امتلاك إدارة أوباما الإرادة الكافية للحل، ولرغبتها الجامحة في الاستمرار في سفك دماء السوريين لوقوفهم سدا منيعا في وجه مشاريعها ومخططاتها التقسيمية في المنطقة.‏

ومع الانتصارات المتلاحقة للجيش السوري ولا سيما في حلب، تعمد الأميركي عرقلة المباحثات مع الجانب الروسي، لمنع سورية وحلفائها من استثمار تلك الانتصارات على طاولة «جنيف» القادمة من ناحية، ومن ناحية أخرى لإعطاء التنظيمات الإرهابية فرصة أخرى لمحاولة تعديل ميزان القوى على الأرض، لما يمثله الانتصار على الإرهاب في حلب من ثقل فاعل ومؤثر على مجمل العملية السياسية، وهزيمة قاسية للأنظمة الداعمة للإرهاب وفي مقدمتها النظامين التركي والسعودي، ومشيخات الغاز والنفط.‏

والتفجيرات الإرهابية المتنقلة والتي استهدفت عدة محافظات، وتزامنت مع المحادثات الروسية الأميركية، لا يمكن فصلها عن سياق الرفض السعودي الأميركي لأي تسوية سياسية، فتلك التفجيرات الانتقامية جاءت ردا على انتصارات الجيش في حلب وغيرها، وردا على اتفاقات السوريين الأخيرة في إطار المصالحات المحلية الجارية على قدم وساق، والتي أغضبت عرابي الإرهاب الوهابي التكفيري، وأدواته المتغلغلة في المؤسسات الدولية بفعل المال الخليجي المخصص أميركيا وغربيا، لتغطية نفقات تفريخ الإرهاب ونشره حول العالم.‏

إصرار الأميركي على المضي قدما في سياسته الداعمة للإرهاب، والعمل على إجهاض كل الحلول السياسية، يؤكد مجددا أن الإدارة الأميركية وبحكم عقليتها الإجرامية المتسلطة ترفض حتى الآن الاعتراف بأن عصر هيمنة القطب الأوحد قد ولى إلى غير رجعة، ولذلك فهي دوما تختلق الذرائع والأسباب لتبقى صاحبة اليد الطولى في العالم، ولا تملك إلا سبيلا واحدا لهذا الغرض وهو صناعة الإرهاب، وتفريخه وتصديره إلى بقاع الأرض، كما هو حاصل اليوم في سورية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية