|
نقش سياسي ثم أقدمت على العدوان العسكري المباشر، مستغلة الأخطاء التاريخية الكبرى التي ترتكبها بعض الفصائل الكردية، الذين سيكونون الخاسر الأكبر. بوضوح تعلن تركيا أمس مجدداً على لسان رئيسها من منبر دولي هام، أن حلمه بالمنطقة الآمنة لم ينكسر بعد و هو يسعى في هذا الاتجاه. يأتي ذلك في إطار تعثر التفاهمات الروسية الأميركية المزمعة ، حيث تبدي الولايات المتحدة رغبة حقيقية في الحفاظ على الحال نفسه سعياً لاستنزاف أكبر للقوى المتصارعة، ووصولاً إلى انهاكها الكامل أكثر من ذلك.. تلوح في الأفق احتمالات المحاولة للعودة بالمسألة إلى مربعها الأول إن كانت قد خرجت منه أصلاً، هذا شجع تركيا ولا ريب للعودة إلى معزوفة المنطقة الآمنة التي ربما تقدر أنها ستكون حصتها من الكعكة المفترضة التي يسوق لها الكثيرون ومن كل أطراف الصراع ؟؟!! تقدم تركيا لتسويق محاولتها الجديدة بعض العبارات السياسية الجديدة في إطار تصريحاتها الدائمة.... مثل تحسين العلاقات مع سورية... كما تصعد من موقفها الملتبس من الارهاب وداعش تحديداً، كأنها تلمح إلى استعداد ما موارب للتنسيق مع أحد ما.. ربما يكون الحكومة السورية أو الجيش السوري. لا أدري ما المشجع في مواقف تركيا هذه لنسميها مواقف جديدة... ؟؟!! تركيا يمكنها أن تلعب دوراً كبيراً في المساعدة على محاربة الارهاب و حل الأزمة السورية بالتأكيد. أكثر الدول الإقليمية قدرة على لعب هذا الدور... لكنها... أخطر الدول المتدخلة بالشأن السوري من الأصل وقبل أن تقدم على خطوتها الرعناء الاستفزازية المعادية بالتدخل العسكري بعيدا عن أي احتمال لتقدير الموقف السوري والرد المحتمل. السعودية.. قطر... والخليج عموماً.. وكذلك الأردن.. ليس بينها أي طرف له مطامع في الأراضي السورية... فقط تركيا واسرائيل.. رغم ذلك... من الضروري للسياسة السورية أن تقرأ بدقة وتحليل ما تقوله السياسة التركية من معطيات جديدة، على أمل أن تكون ثمة فرصة لفهم الواقع بجدية ورؤية سليمة توصل إلى التنسيق في محاربة الارهاب والحفاظ على وحدة سورية كما تعلن الحكومة التركية مراراً وتكراراً. ذلك مقرون بالتحسب والحذر الشديدين، فلن يقبل العقل أن نلدغ من الجحر ذاته مرتين... بل مرات ومرات. هذه المرة تظهر تركيا حلاوة غير ملموسة من لسانها تلمع من ورائها أنياب.. خطرة.. خطرة... جداً الحقبة التاريخية الكارثية التي نعيشها ستطول.. ولن تتيح قريباً الرهان على تغيرات الخصوم والأعداء في مواقفهم منا... إنما يبقى الرهان على أنفسنا وجيشنا وحلفائنا. |
|