|
قضايا الثورة والتي استبق فيها عملية الانسحاب (الخدعة) من قطاع غزة المشهد في الأرض المحتلة, ورسمت الكثير من الشكوك حول مستقبل العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين, تلك التي يخطط رئيس حكومة الاحتلال لأن تكون غزة المنطلق والقاعدة التي يمكن التأسيس عليها, لإحكام القبضة على الضفة وقضمها وتهويدها وشطبها بالتالي مع المدينة المقدسة, من الجغرافيا السياسية لخطوط الرابع من حزيران العام 1967 والمشملة بقراري مجلس الأمن 242 و.338 فخطة فك الارتباط الأحادية الجانب والموصفة بأنها إعادة انتشار للجيش الإسرائيلي, وإحكام لسيطرته على أجواء ومياه القطاع وحركته حسب اعترافات وتأكيدات وزارة الحرب الصهيونية, تخفف أعباء الاحتلال وخسائره المادية والعسكرية أكثر مما ترفع عن الشعب الفلسطيني المعاناة والمأساة المستمرة, أو تنهي قرابة الأربعة عقود من القتل والتدمير والحصار والتجويع والعزل عن العالم الخارجي وتحويل القطاع إلى سجن كبير, مشروع سياسي وإعلامي لحكومة شارون يجري وللأسف الشديد تسويقه أميركيا وغربيا على أنه (إنجاز كبير), وخطوة على طريق إقامة الدولة الفلسطينية الموعودة ,فيما الحقيقة غير ذلك. لقد أريد لهذه المسألة أن تكون الاختزال للصراع العربي -الصهيوني والخاتمة له, وواحدة من إنجازات إدارة بوش التي يعتد بها, ويمكن توظيفها في تحسين صورة أميركا المشوهة في العالمين العربي والإسلامي, وإعادة بعض الثقة لهيبتها ومصداقيتها المفقودة الغارقة في وحول ومستنقعات ورمال العراق وأفغانستان المتحركة, ونتيجة الدعم اللامحدود والانحياز الأعمى إلى جانب إسرائيل, وأن تشكل على الجانب الآخر والإسرائيلي تحديدا الغطاء لسياسات وممارسات عدوانية أدهى وأشد تطرفا, لا تتنكر للسلام وتتهرب من استحقاقاته على المسارات كافة فحسب, وإنما تقبر عمليته وتحاول فرض أمر واقع جديد تبدو معه مكاسب الاحتلال ومكافآته, أكبر بكثير من حجم الانسحاب من بعض المستوطنات النائية. وشارون حين يفعل ذلك ويجاهر بلاءاته, لاءات التحدي, ويقذفها في وجه العالم ويأخذ بمبدأ التعويض عن الفتات بالخبز كله وتعزيز الاستيطان في الكتل الكبرى بالضفة, بدلا من تلك الأعباء والمحدودة في غزة ويتشبث بالقدس عاصمة (أبدية لإسرائيل), وينكر حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين شردوا بالقوة من ديارهم وأرض وطنهم, قاطعا بذلك الطريق على أي تسوية سلمية محتملة, ومغلقا الباب في وجه أي جهود أو مساع ترمي إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة, فهو يستقوي بدعم واشنطن والضمانات والتعهدات (الحلم) التي أغدقتها عليه الإدارة الأميركية الحالية والمتضمنة عدم إلزام إسرائيل بعودة اللاجئين, وعدم الانسحاب إلى خطوط الرابع من حزيران العام .1967 المستهجن والمرفوض وغير المقبول أن يمر الموقف الإسرائىلي هكذا, وأن يقابل بعدم اكتراث ودونما ردات فعل, وكأنه لا الولايات المتحدة ولا الرباعية الدولية الراعية لما يسمى خطة (خارطة الطريق), أو حتى أولئك الذين يحاضرون بالعالم اليوم عن الحرية والسلام والديمقراطية وحقوق الإنسان ويزايدون على شعوبه, كأن هؤلاء جميعا ليسوا معنيين بعدوانية تل أبيب وعربدتها وتهديداتها الصارخة والمستمرة للسلام, وتمردها وتطاولها على القانون الدولي وقرارات شرعيته, وردات فعلهم مقصورة فقط ومحصورة بالعرب ضحايا العدوان والاحتلال والسياسات الظالمة للولايات المتحدة وإسرائيل. |
|