|
قضايا المواطنين في زحمة التدافع على المشافي تزداد الاخطاء الطبية بعضها يكون ثمنه مفارقة الحياة, قصة المريض الذي توفى بعد معاناة تصب كما ينقلها ذووه في هذا الاتجاه, وهي مرفقة بالوثائق والثبوتيات وتقارير الاطباء من مشفيي الاسد في دير الزور وتشرين في دمشق. فقد اسعف الشاب عماد الجاسم الى مشفى الاسد الجامعي في دير الزور بتاريخ 5/5/2005 اثر آلام حادة في البطن اعطي حقنة مسكنة فقط وعاد الى منزله. في اليوم الثاني ازدادت الآلام فاسعف الى المشفى من جديد, وقرر الاطباء انه يعاني من التهاب الزائدة الدودية وبحاجة لعمل جراحي, وهنا بدأت رحلة البحث عن طبيب جراحة في المشفى لكنه لم يأت حتى العاشرة ليلاً, وبعد فحص المريض طلب له استشارة قلبية وعلم انه اصيب سابقاً بجلطة منذ ستة اشهر لكن طبيب القلبية اقر العمل الجراحي واكد على ضرورة تمييع دم المريض لتفادي العواقب. وبعد اربعة ايام من العمل الجراحي تأكد للجميع ان المريض لم يعط التمييع ما ادى الى اصابته بجلطة دماغية واحتشاء مساريقي كما اصيب بشهقة دائمة (فواق) ولم يستطع الاطباء تبرير ذلك سوى ان المريض يدعي المرض, وبعدها اصيب بعدم القدرة على البلع فوضعوا له انبوباً عن طريق الانف من اجل اطعامه, وهذا خطأ اكده جميع الاطباء بما فيهم الطبيب الشرعي بان على الطبيب الاختصاصي ان يستقصي عن سبب الآلام البطنية التي استمرت بعد اجراء العمل الجراحي ب¯ 48 ساعة وكان عليه ان يتدخل جراحياً لمعرفة سبب هذه الآلام. واستمرت الحالة حيث اصيب المريض بجلطة دماغية ادت الى شلل اطرافه اليسرى, والسبب عدم اعطائه التمييع الذي اوصى به طبيب القلبية.. استمرت الآلام وبدأ بطنه بالانتفاخ دون ان يستقصي احد عن سببها ونظراً لتدهور حالته الصحية قام ذووه باسعافه الى مشفى الفرات واستغرب طبيب القلبية وضعه (انتفاخ بطن, وجود انبوب انفي وعدم وجود تنفيسة للانبوب) واكدت الصور الشعاعية ان المريض يعاني من انسداد في الامعاء وأقر الاطباء هناك نقله الى دمشق. في مشفى تشرين كانت المحطة الاخيرة حيث اجري له عمل جراحي واكد الطبيب ان وضعه حرج ومتأخر جداً بسبب الاحتشاء المساريقي الحاد وتثقب امعائه وتلوث البطن وبعد عشرين ساعة من العملية توفى المريض لهذه الاسباب حسب تقرير الطبيب الشرعي والطبيب الجراح. حول هذا الموضوع قمنا بالاتصال مع مدير مشفى الاسد في دير الزور الدكتور صفوان خرابة الذي وافانا بتقرير صادر عن رئيس شعبة الجراحة العامة في المشفى والاطباء الجراحين: د. ذيب توماس - د. عصام عوينة - د. محمد السلوم يشير التقرير الى حضور المريض الى قسم الاسعاف وفحصه من قبل الاطباء المقيمين, وبعد اجراء الفحوصات اللازمة تم استدعاء الطبيب الاختصاصي الذي شخص الحالة التهاب زائدة دودية حاد وتبين ان المريض اصيب سابقاً باحتشاء عضلة قلبية فأجري له استشارة قلبية اكدت عدم وجود اصابة حديثة, وعلى هذا الاساس تم اجراء العمل الجراحي خلال 15 دقيقة نتيجة لوضعه الصحي. وبعد يومين اشتكى المريض من فواق واقياءات مدماة فاعطي العلاج اللازم ومن ثم اصيب بخذل شقي ايسر مع اضطرابات عصبية بالكلام والعي حول على اثرها الى الشعبة العصبية واجري له تصوير طبقي محوري وتبين انه مصاب باحتشاء دماغي وهو امر وارد الحدوث بعد الاصابة القلبية.بدورنا نقول انه وبعد التدقيق بطبلة المريض وهي تقارير نظامية صحيحة صادرة عن المشفى وبين رد المشفى بعد الشكوى ان المريض لم يعط مميعاً للدم مما ادى الى اصابته باحتشاء دماغي على الرغم من تأكيد طبيب القلبية على ذلك ولم يذكر التقرير هذه النقطة كما لم يقم الاطباء في اليومين الثاني والثالث بالاستقصاء عن سبب الآلام البطنية المستمرة بعد استئصال الزائدة وهذا ما اكد عليه الطبيب الشرعي بانه كان يتوجب على الاطباء الاستقصاء عن سبب الآلام. وقد اجريت للمريض صورتان شعاعيتان للبطن اكدتا على وجود سحوبات تدل على ان هناك انسداداًَ بالامعاء لكن الطبيب الاختصاصي اكد ان الصور الشعاعية لا تدل على شيء غير طبيعي. اكد المشفى ايضاً ان المريض لم يصب بعسرة بلع وهنا نتساءل: لماذا وضع له انبوب انفي لاطعامه? وكيف اكد المشفى هذا بطبلة المريض?! شخص مشفى تشرين بدمشق حالة المريض أنه انسداد معوي علماً ان الطبيب الاختصاصي في دير الزور بقي ينفي هذا حتى اللحظة الاخيرة علماً ان الصور تدل على ذلك. كما اكد رد المشفى بان ايا من الاطباء لم يفكر بوجود احتشاء مساريقي او انسداد امعاء رغم انه ومن الطبيعي التفكير بهكذا حالة بسبب استمرار الآلام البطنية فلماذا لم يتساءلوا عن سبب استمرار الآلام. والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف لم يشخص مشفى دير الزور حالته انسداد في الامعاء رغم بقائه في المشفى مدة اسبوع?! ولماذا لم يعط مميعاً للدم وقد علم الطبيب بحدوث جلطة له سابقاً? ولماذا لم يجر له ايكو بطن?!وبعد وقوع الخطأ لماذا لم يقم الاطباء بوضع تنفيسة لمعرفة ان كان هناك انسداد ام لا وهذا اجراء يقوم به اي مبتدئ بالطب كما قال اطباء مشفى تشرين?! نأمل ان لا تتحول بعض المشافي الى مكان لتعجيل الآجال بدلاً من تخفيف الآلام والمسؤول عن ذلك الكادر الطبي. |
|